أخبار وتقارير

إطلاق شبكات طلابية لمساعدة اللاجئين السوريين على العمل بعد التخرّج

بدأت المنظمات التي تقدم منحًا للاجئين السوريين للدراسة في الخارج بالتركيز على إنشاء شبكات للخريجين لمساعدتهم في العثور على عمل. إذ أن عدداً قليلاً من الخريجين الحاصلين على منح دراسية قد وجدوا بالفعل عملاً بعد التخرج.

وجد استطلاع لتقييم الاحتياجات في تشرين الأول/ أكتوبر 2020 أن 16 بالمئة فقط ممّا يقرب من 500 من الحاصلين السابقين والحاليين على المنح الدراسية الممولة من الصندوق الائتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي لسوريا، مدد – المصدر الرئيسي لتمويل المنح الدراسية – قد حصلوا على وظيفة.

يعيش غالبية الذين شملهم الاستطلاع في الأردن ولبنان. يقول الخريجون والمؤسسات الداعمة إن هناك رغبة كبيرة في العمل، لكن من الصعب جدًا على اللاجئين السوريين الحصول على وظائف، خاصة في لبنان، حيث يُسمح لهم بالعمل في ثلاثة قطاعات فقط هي: البناء والزراعة والتنظيف. (اقرأ التقريرين ذا الصلة: عمل اللاجئين في المنطقة العربية: معضلة لا تنتظر حلاً وأبواب مواربة أمام عمل السوريين في لبنان والأردن).

يمكن أن توفر شبكات الخريجين التدريب للمساعدة في جعل الخريجين أكثر قابلية للتوظيف أو مشاركة الأخبار المتعلقة بفرص العمل والمنح الدراسية لمواصلة دراستهم في البلدان المجاورة لسوريا أو خارجها.

سوريا بحاجة إلى مغتربين متعلمين لإعادة البناء

يكمن الدافع الثاني لإنشاء شبكات الخريجين في وجود حاجة ملحة لتعزيز مجتمع المغتربين السوريين المتعلمين الذين قد يعودون إلى ديارهم عندما تسمح الظروف بذلك. عندما يسود السلام، ستكون جهودهم حاسمة للمساعدة في إعادة بناء الدولة الممزقة وربما دفعها باتجاه مستقبل أكثر ديمقراطية.

تقول غريس أتكينسون، المديرة التنفيذية لجسور، وهي مجموعة مؤلفة من مغتربين سوريين مولت حتى الآن أكثر من 600 منحة دراسية في جامعات رائدة حول العالم، “لقد بدأنا متأخرين جدًا.” لكنها أضافت “من الصعب جدًا بناء شبكة تضم أشخاصًا منتشرين حول العالم. كان ينبغي القيام بالأمر قبل ذلك بكثير، لجعلهم يشعرون بأنهم جزء من حركة للمساعدة في رد الجميل وإعادة بناء سوريا.”

“من الصعب جدًا بناء شبكة تضم أشخاصًا منتشرين حول العالم. كان ينبغي القيام بالأمر قبل ذلك بكثير، لجعلهم يشعرون بأنهم جزء من حركة للمساعدة في رد الجميل وإعادة بناء سوريا.”

غريس أتكينسون
 المديرة التنفيذية لجسور

تسعى منظمة جسور حاليًا لتوظيف شخص للمساعدة في تطوير وإدارة شبكة الخريجين.

لا يعتقد لؤي حاجي أن في الإمكان إنشاء شبكة الخريجين بالسرعة الكافية. ينتمي حاجي إلى الأقلية الكردية في سوريا، وقد نشأ في دمشق حيث حصل على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية قبل أن يفرّ إلى الإقليم الكردي الذي يتمتع بالحكم الذاتي في العراق بعد اندلاع الحرب في سوريا.

هناك، حصل حاجي على منحة دراسية من مشروع لمنظمة آمال HOPES الممولة من الاتحاد الأوروبي باسم (فرص التعليم العالي والمتواصل ووجهات نظر السوريين) لمتابعة برنامج لنيل الماجستير في اللغة الإنجليزية واللغويات التطبيقية في السليمانية، وهو الآن مدرس جامعي للغة الإنجليزية ومدرب للمدرسين.

البيروقراطية عقبة أمام الباحثين عن المنح الدراسية

قال حاجي “أتمنى لو كانت هناك شبكة للخريجين عندما بدأت منحتي الدراسية عام 2018. كانت عملية التسجيل صعبة للغاية وتخللها الكثير من البيروقراطية. لو أن أحدهم ساعدني، كان ذلك سيوفّر عليّ الكثير من العمل والعذاب.” وأضاف “التواصل مهم جدًا، خاصة إذا ما كنت لاجئًا.”

حاجي عضو في لجنة إنشاء “شبكة خريجين إقليمية موحدة ” جديدة تضم حاملي المنح الممولة من الاتحاد الأوروبي السابقين والحاليين في لبنان والأردن وتركيا، حيث استقر أكبر عدد من اللاجئين السوريين، بالإضافة إلى مصر والعراق. يتوقع مسؤولو الاتحاد الأوروبي افتتاح الشبكة هذا الربيع.

ستكون الشبكة مفتوحة لجميع الحاصلين على منح دراسية من منظمة آمال HOPES، وإديو-سيريا EDU-SYRIA – وهو مشروع آخر تموله مدد وتديره الجامعة الألمانية الأردنية – أو من منظمة سبارك الدولية غير الربحية. كما يمكن أيضًا تضمين حاملي المنح الدراسية من العديد من البرامج الأصغر الممولة من الاتحاد الأوروبي.

تتشارك طالبتان من الحاصلين على منحة HOPES شاشة الحاسب خلال تجمع 2019. (الصورة: Madad-HOPES).
تتشارك طالبتان من الحاصلين على منحة HOPES شاشة الحاسب خلال تجمع 2019. (الصورة: Madad-HOPES).

يقود كارستن فالبينر، مدير آمال-لبنان HOPES-LEB، كما يُطلق الآن على البرنامج منذ أن تحول تركيزه نحو اللاجئين السوريين والأفراد المهمشين في المجتمع المضيف في لبنان، جهود إنشاء شبكة الخريجين. يقول فالبينر إن من بين الأنشطة الرئيسية للمنظمة توفير التدريب على مهارات البحث عن عمل، مثل إعداد السيرة الذاتية وإنشاء ملف تعريف على موقع لينكد-إن LinkedIn، بالإضافة إلى دورات اللغة الإنجليزية. كما سيتم توفير معلومات مركزية حول فرص المنح الدراسية الإضافية في البلدان المضيفة في الشرق الأوسط وأماكن أخرى.

يعتقد فالبينر أن استطلاع الخريف الماضي والعديد من مجموعات التركيز أظهر “طلبًا واضحًا” في أوساط الخريجين للشبكة. في كانون الثاني/ يناير، قادت منظمة آمال-لبنان HOPES-LEB مؤتمرًا افتراضيًا لمقدمي المنح الدراسية وممثلي الوكالات الحكومية الأوروبية للمضي قدمًا في المشروع.

إقبال المزيد من اللبنانيين على الدراسة في الخارج منذ انفجار ميناء بيروت

قامت سبارك، التي قدمت منحًا دراسية وتدريبًا لأكثر من 10,000 شاب في الشرق الأوسط، معظمهم من السوريين، منذ عام 2015، بتأسيس شبكة خاصة بخريجيها في لبنان العام الماضي.

قال نبيل حلواني، منسق الاتصال الإقليمي في سبارك، “كانت حقًا مبادرة عضوية، من قبل الطلاب ومن أجلهم.”

وأوضح حلواني  أن المجموعة حاولت، بالإضافة إلى توفير التدريب على مهارات العمل والبحث عن عمل، تلبية الطلب الكبير على المعلومات حول المنح الدراسية لمواصلة الدراسة في الخارج – وهو الطلب الذي ارتفع بشكل حاد منذ الانفجار المدمر الذي طال ميناء بيروت الصيف الماضي.

“أعتقد أن العمل عن بعد هو الحل الأفضل” لكثير من الخريجين من اللاجئين السوريين”.

نوّار رحموني  
شابة سورية حاصلة على درجة جامعية في الاتصالات في بيروت

تقود نوّار رحموني، الشابة السورية الحاصلة على درجة جامعية في الاتصالات في بيروت من خلال منحة قدمتها منظمة سبارك، الشبكة. وتقول إن  من أكثر الأشياء نفعًا للخريجين، لا سيما في ظل الوضع الاقتصادي المزري في لبنان، التدريب على مهارات مثل التصميم الجرافيكي، والترجمة، وكتابة المحتوى التسويقي – وهي مهارات يمكن أن تجعلها ذات قيمة للشركات أو المنظمات الأوروبية المهتمة بإيجاد الموظفين المتحمسين والمهرة أو المستقلين المستعدين للعمل عبر الإنترنت.( اقرأ المقال ذو الصلة: دعوة لاغتنام الفرص المتعددة التي يقدمها التعليم عن بعد).

قالت “أعتقد أن العمل عن بعد هو الحل الأفضل” لكثير من الخريجين من اللاجئين السوريين”.

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

تتفق أغاثا أبي عاد، مسؤولة التعليم في برنامج المنح الدراسية للاجئين DAFI التابع للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيروت، مع ذلك. وترى “وجوب أن يكون الحصول على شهادة جامعية مصدر قوة وفخر. قالت، “لكن لسوء الحظ، لا يمكن إيجاد الوظائف المناسبة للخريجين السوريين في لبنان.”

مع ارتفاع معدلات البطالة في المنطقة، وإحباط الناس في لبنان واشتداد قبضة الأزمة الاقتصادية، بحسب أبي عاد، يمكن أن تلعب شبكات الخريجين دورًا مهمًا في مساعدة الخريجين في العثور على فرص عمل عن بعد وفرص لمتابعة الدراسة، وكذلك الهجرة إلى أوروبا وأماكن أخرى.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى