مقالات رأي

مزايا وعيوب التعليم الجامعي الإلكتروني كما تراها طالبة سعودية

(الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء شخصية للكاتب ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الفنار للإعلام).

بدى التعلم الإلكتروني بمثابة دوامة من المشاعر بالنسبة لي منذ أن تم اعتماده في سنتي الأخيرة في الجامعة. لكوني شخصية انطوائية، وجدت في ذلك نعمة ونقمة. كان فصل الخريف لعام 2020 تجربة تعليمية لكل من الأساتذة والطلاب، حيث حلت الكتابة على الكمبيوتر المحمول محل دفاتر الملاحظات والأقلام، وأفسحت التفاعلات المباشرة المجال لاستخدام الأساتذة سماعات الرأس المرتبطة بأجهزة الكمبيوتر المحمولة أو شاشات الهاتف.

تعجبني حقيقة أن الطلاب والمدرسين على حدٍ سواء قد أُجبروا على التكيف مع الوضع الطبيعي الجديد، وأقول إن كلا الجانبين قد فوجئ بسرور بمدى قدرة الجميع على المضي قدمًا وتعلم أفضل ما في وسعنا القيام به، سواء من ناحية المناهج أو التكنولوجيا. فوجئت وسعدتُ أيضًا بكيفية بقاء جودة التعليم على حالها، لكنني محظوظة لكوني أدرس تخصصًا، هو الأدب الإنجليزي، لا يحتاج إلى دروس عملية مثل الهندسة المعمارية أو علوم الكمبيوتر أو الهندسة.

مع ذلك، يمكنني القول بثقة أنني تلقيت ذات جودة التعليم التي كنت سأحصل عليها في الحرم الجامعي. وقد سار الانتقال إلى التعلم عبر الإنترنت بسلاسة بالنسبة لي، وذلك بفضل المرونة في القدرة على الحضور من أي مكان يتوفر فيه اتصال بالإنترنت واستخدام مجموعة من المنصات التكنولوجية لتسجيل الدخول إلى الفصول الدراسية مثل الكمبيوتر المحمول أو حتى الهاتف المحمول.

كما كانت إمكانية تسجيل المحاضرات على منصة بلاك بورد كولابريت التعليمية Blackboard Collaborate بمثابة مكافأة إضافية يشعر العديد من الطلاب حيالها بالامتنان بالتأكيد. حتى إذا ما فاتت أحد الطلاب محاضرة لسبب أو لآخر، كل ما عليهم فعله هو إعادة تشغيل الجلسة المسجلة للحاق بالركب. ومع ذلك، يُعد هذا سيفًا ذا حدين، لأنه قد يتسبب في جعل الطلاب يدونون ملاحظات أقل في الوقت الفعلي للدرس ويعتمدون على التسجيلات.

تعتبر الموارد التكنولوجية الجديدة ميزة إضافية.

من الفوائد الأخرى الإضافية للتعلم عبر الإنترنت استخدام موارد تكنولوجية جديدة لتعزيز التعلم، وهو أمرٌ طال انتظاره في رأيي. قبل الوباء، اعتمد معظم الطلاب وأعضاء هيئة التدريس على الطريقة القديمة، باستخدام شرائح PowerPoint وتقديم الأوراق بصورة شخصية.

من الفوائد الأخرى الإضافية للتعلم عبر الإنترنت استخدام موارد تكنولوجية جديدة لتعزيز التعلم، وهو أمرٌ طال انتظاره في رأيي.

على الرغم من استمرار استخدام الشرائح، إلا أن الأنظمة الأساسية التي لم يسمع بها من قبل أصبحت الآن في قلب مناهج العديد من المعلمين عبر الإنترنت. ومن الأمثلة على ذلك المنصة التعليمية الرقمية Blink Learning. يمكن للطلاب شراء الكتب وفتحها عبر موقع Blink Learning الإلكتروني والقيام بالواجب المنزلي الذي حدده أساتذتهم. يمكنني أن أشهد شخصيًا على فعالية المنصة لأنني أستخدمها بنفسي في هذا الفصل الدراسي الحالي لتعلم اللغة الألمانية.

أما الجانب السلبي للتعلم عبر الإنترنت فيتمثل في غياب التفاعلات الشخصية، وعدم التواجد جسديًا في الحرم الجامعي وهو ما يبتعد عن التجربة النموذجية للكلية. من الجوانب السلبية الأخرى في المملكة شعور بعض الطالبات بالخجل من تشغيل الكاميرات. هذا أمر مفهوم حيث يتم تسجيل المحاضرات، ولكنه يقلل من فرص الأستاذ في الشعور بوجود تفاعل حقيقي مع طلابه. (اقرأ المقال ذات الصلة، “جامعات قطر تساعد الطلاب على استمرار التواصل رغم العزل.”)

لم يتم استخدام المرافق الأخرى في الحرم الجامعي منذ أن بدأ الوباء، مثل الفصول الدراسية، ومكتبة الجامعة الغنية بالكتب، والمطاعم. (اقرأ المقال ذات الصلة، “كوفيد-19 يلقي بظلاله الثقيلة على الأنشطة الطلابية للجامعات المصرية.”)

لا يمكن إنكار أن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس يعتبرون بعض جوانب الحياة الجامعية أمرًا مُسلّمًا به. أفتقد مرور زملائي وأساتذتي في الممرات وإعطائهم إيماءة أو ابتسامة. أما الجانب السلبي الآخر، وبخلاف غياب التواصل الشخصي، يميل الأساتذة، بسبب عدم وجود تعابير الوجه، إلى عدم التوقف مؤقتًا للأسئلة أو المناقشات أثناء إلقاء المحاضرات. لقد أزال الوباء إمكانية إجراء مناقشات عفوية في الفصل الدراسي الافتراضي، حيث ينظر الجانبان إلى وقت الانتهاء أكثر مما كان عليه الحال في الحرم الجامعي الفعلي .(اقرأ المقال ذات الصلة، “جامعات المنطقة في مهب الموجة الثانية للوباء.”)

مشاعر مختلطة حول التخرج الافتراضي

لكوني اقترب جدًا من خط النهاية، مع اقتراب تخرجي في غضون بضعة أشهر، أشعر بالحماس وخيبة الأمل في الوقت ذاته. من المفترض أن يشعر أي خريج في المستقبل بمزيج من المشاعر ويختبر ذلك بالتأكيد، لكن التخرج الافتراضي يتسبب في اندفاع المشاعر المرافقة له، نظرًا لأن منصة يوتيوب ستكون مركز المسرح الذي سنقف عليه، وليس قاعة الجامعة. (اقرأ المقال ذات الصلة، “جامعة عجمان تودع طلابها بحفل من داخل السيارات.”)

على الرغم من أنه لم يتم الإعلان عن وجود خطط للتخرج حتى الآن، لكن قد تكون هناك فرصة كبيرة في أن يكون هناك حفل تخرج فعلي حقيقي.

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

أرسلت جامعتي لي وللخريجين الآخرين رسائل عبر البريد الإلكتروني حول جلسة تصوير تخرج، وقد شارك بعض زملائي في الدراسة فيها، لكنني لم أكن مهتمة بسبب عدم شغفي بالكاميرات.

بشكل عام، كانت تجربة التعلم عبر الإنترنت ناجحة، وأنا ممتنة لكل الجهود التي بذلها أساتذتي، وإدارة الجامعات في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، ووزارة التعليم، وإدارات تكنولوجيا المعلومات في كل مكان لجعل الاتصال بيننا جميعًا ممكنًا ومستقرًا.

هيفاء مسلم 23 عامًا شاعرة شابة ستتخرج قريباً من كلية الأدب الإنجليزي من جامعة عفت في جدة، السعودية.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى