أخبار وتقارير

طلاب سودانيون يعتصمون ضد انتشار العنف وسوء الخدمات في السكن الجامعي

يعتصم عدد من طلاب جامعات الخرطوم داخل السكن الجامعي احتجاجا على انتشار العنف مؤخراً في السكن وتردي الخدمات وتهالك البنية التحتية، في حين يتنازع المسؤولون على الصلاحيات.

قال يوسف إدريس، طالب بكلية الطب البيطري بجامعة الخرطوم وهو أحد المتحدثين بإسم الطلاب المعتصمين، “نواجه مشاكل كبرى في سكن الجامعة، كالتكدس في الغرف، والانقطاع المستمر في الكهرباء، وطفح مياه الصرف الصحي بصورة مستمرة أمام مساكن الجامعة، وغياب الحراسات المخصصة لتأمين المساكن ضد أي أعمال غير مشروعة.”

لا تقتصر شكاوى الطلاب والطالبات على تردي خدمات الصرف الصحي وتهالك البنية التحتية وانتشار البعوض وانقطاع التيار الكهربائي بحسب بيان جامعة الخرطوم الرسمي، والذي حصلت الفنار للإعلام على نسخة منه، بل تتعداها لشكاوى حول انتشار تجار المخدرات، وتنظيم  متشددين لأنشطة ودروس دينية بالأسلحة النارية والبيضاء، فضلاً عن تعدد حالات السرقة داخل مساكن الطالبات.

يتهم يوسف تاج الدين، طالب في عامه الدراسي الرابع بكلية الهندسة بجامعة الخرطوم، الإدارة بالفساد.

قال “حرمت من حقي بالسكن الجامعي المجاني وبالتالي من متابعة دروسي بالشكل الطبيعي بسبب فساد الإدارة التي تقبل بتسكين طلاب من جامعات أخرى بمقابل مادي يصل لحوالي ألفي جنيه سوداني (5 دولارات أميركية) على حساب المستحقين الفعلين للسكن.”

العام الماضي، انقطع تاج الدين عن تحصيل دروسه العملية أكثر من مرة العام الماضي بسبب عدم تخصيص غرفة له ضمن السكن الجامعي المخصص للطلاب الوافدين من محافظات أخرى للعاصمة. يقطن تاج الدين في مدينة الدَمازِينْ، عاصمة ولاية النيل الأزرق، التي تبعد عن مُقر جامعته  نحو 482 كيلو متر.

صراع على السلطة

يتولى صندوق رعاية الطلاب، وهو مؤسسة حكومية اجتماعية خدمية، رعاية الطلاب المحتاجين للإقامة بالسكن الداخلي خلال فترة دراستهم مع تقديم الدعم والرعاية الشاملة لهم. لكن العام الماضي، أبلغت إدارة الصندوق تاج الدين ونحو 300 طالب غيره بعدم إمكانية توفير سكن جامعي بحسب إدريس. كما يشكو عشرات الطلاب المقيمين ي السكن من سوء الأوضاع الخدمية وغياب الأمن وانتشار السرقة.

نتيجة لذلك ينظم المئات من طلاب وطالبات جامعة الخرطوم اعتصاما داخل السكن المخصص لهم حالياً، احتجاجاً على سياسات التسكين وسوء الأوضاع المعيشية.

عادة ما تشرف إدارة الجامعة على السكن الجامعي الملحق بها. لكن في السودان، تم تأسيس الصندوق القومي لرعاية الطلاب 1992 كمؤسسة مستقلة عن إدارة جامعة الخرطوم، لرعاية الطلاب وتسكينهم في الجامعات السودانية، بحسب الطالب إدريس الذي يؤكد أن الصندوق كان من أغني المرافق الحكومية، وكان يتم تمويله مالياً من الرئاسة مباشرة في عهد النظام السابق. يستوعب سكن الطلاب الذكور بالجامعة نحو 600 طالب، لكنه حالياً يضم أكثر من 1500طالب، على حد قوله. ( اقرأ التقرير ذو الصلة: استقلالية الجامعات: ثورة السودان الثانية).

“الوضع سئ للغاية لدرجة باتت معه الدراسة شبه مستحيلة. الفارق الجيد الوحيد اليوم أنه بات بإمكاننا الخروج للتعبير والاحتجاج وهو مالم يكن وارداً في السابق.”

راجية فتاح
طالبة بكلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية بجامعة الخرطوم

تقر فدوى طه، رئيسة جامعة الخرطوم، في بيان رسمي بالأوضاع السيئة و”المزرية” لسكن طلاب وطالبات جامعة الخرطوم، مطالبة بإعادة تمكين الجامعة من الإشراف على سكن الطلاب مالياً وإدارياً عوضاً صندوق رعاية الخدمات حتى يتسنى لها حل كل المشكلات.

لكن أحمد البشير محمد الحسن، مدير الصندوق، رفض في لقاء تلفزيوني وضع السكن الجامعي تحت إشراف الجامعات بحجة تخفيف العبء الإداري والاقتصادي على إدارة الجامعة.

مشاكل كبيرة

وقعت حوداث مروعة أيضاً داخل السكن الجامعي. إذ ذكر بيان الجامعة وقوع جريمة قتل في أحد مساكن الجامعة من مجهولين بسبب غياب حراسات تأمينية، دون أن تذكر تفاصيل عن الواقعة.

كما شهدت مساكن الطلاب بجامعة أم درمان، وهي جامعة سودانية حكومية، خلال الشهر الحالي واقعة قتل مماثلة بحق أحد طالبها، بعد طعنه من ثلاثة أشخاص حاولوا سرقة هاتفه، خلال سيره من مساكن الجامعة لمبنى كليته.

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

يطالب الطلاب المعتصمون بتوفير حماية أكبر للسكن الجامعي عبر إتباع عدد من  الإجراءات كتسوير الجامعة من جميع الاتجاهات، ونشر الحرس الجامعي على مداخلها، ومنع دخول السكن الجامعي لغير الطلاب.

تؤكد راجية فتاح، طالبة بكلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية بجامعة الخرطوم، أن سكن الطالبات يعاني من ذات المشكلات وأن عدم توفير السكن للطالبات يتسبب في توقف الكثيرات منهن عن الدراسة تماما. وعلى الرغم من أن المشكلات ليست بجديدة، بحسب قولها، إذ تعود لعام 2017 ، لكنها تفاقمت كثيرا في العام الحالي.

قالت “الوضع سئ للغاية لدرجة باتت معه الدراسة شبه مستحيلة. الفارق الجيد الوحيد اليوم أنه بات بإمكاننا الخروج للتعبير والاحتجاج وهو مالم يكن وارداً في السابق.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى