أخبار وتقارير

عهود العصفور: تدريب المعلمين أولوية لإصلاح التعليم في الخليج

الكويت – تشغل عهود العصفور، الناشطة والباحثة في مجال الإصلاح التربوي، منصب رئيس الجمعية الخليجية للتربية المقارنة منذ عام 2018، ويعد مؤتمر الجمعية هذا العام أكثر أهمية للتعليم في الخليج من أي وقت مضى، على حد قولها.

بعد عام اضطرت فيه المؤسسات التعليمية في جميع أنحاء المنطقة لاعتماد التعليم عبر الإنترنت بسبب الإغلاق المرتبط بوباء فيروس كورونا، تقول العصفور إن الإصلاحات مطلوبة بشكل عاجل ومن المستحيل تجاهلها الآن.

سيقدم مؤتمر الجمعية نصف السنوي الأخير، الذي سيعقد عبر الإنترنت في الفترة من 21 إلى 23 آذار/ مارس، ندوة مخصصة حول كوفيد-19 للتركيز على التحديات الجديدة التي أدخلها الوباء على التعليم، من الآثار النفسية على المعلمين والطلاب، وحتى منهجيات التعلم. (اقرأ  التقارير ذات الصلة عن تأثير كوفيد-19 على التعليم العالي والبحوث والفنون والثقافة في جميع أنحاء العالم العربي.)

يحتل موضوع تدريب المعلمين صدارة قائمة أهم أولويات نقاشات المؤتمر هذا العام. قالت العصفور “يعتبر الاعتراف الاجتماعي بالمعلمين كمحترفين وتوفير برامج إعداد المعلمين عناصر أساسية لأي إصلاح تعليمي.”

وأوضحت “هناك تجارب إقليمية في إصلاح برامج إعداد المعلمين كما هو الحال في البحرين، وإدخال تراخيص المعلمين في قطر والإمارات العربية المتحدة، على سبيل المثال لا الحصر، لذلك نأمل أن نسمع المزيد في المؤتمر عن التجارب الإقليمية” في أرجاء دول مجلس التعاون الخليجي.

على جدول الأعمال

يتناول المؤتمر قضايا وتحديات التعليم من رياض الأطفال وحتى التعليم العالي، حيث سيجمع المؤتمر مجموعة من المؤسسات والمهنيين من خلفيات مختلفة في جميع أنحاء دول الخليج. على الرغم من أن الجمعية، المعروفة اختصارًا باسم GCES، لا تزال غير معروفة نسبيًا في المنطقة، تأمل العصفور في جمع الأكاديميين معًا لتشجيع الحوار وتبادل الخبرات.

تقول العصفور إن الفجوة بين التعليم العالي وسوق العمل من بين التحديات التي يجب أن تكون على جدول الأعمال.

قالت “لا يزال الخريجون غير مجهزين بشكل جدّي لسوق العمل.”

نظرًا لتوفير دول مجلس التعاون الخليجي التعليم العالي للمواطنين مجانًا، بحسب العصفور، تنظر الحكومات إلى التعليم على أنه “تأجيل لمشاكل التوظيف”، مما يؤخر مسألة إيجاد وظائف للخريجين في منطقة يشكّل الشباب أغلبية سكانها. في الكويت، تقل أعمار أكثر من 60 في المئة من السكان عن 25 عامًا، مما يعني أن الطلب على الجامعات سيزداد فقط في السنوات القادمة.

“يلتحق عدد لا بأس به من مجتمعنا أو طلابنا بالجامعة، لكن هذا لا يعني أننا نوفر لهم تعليمًا جيدًا.”

عهود العصفور  
رئيس الجمعية الخليجية للتربية المقارنة

قالت “كانت تلك مشكلة واجهناها في التعليم العالي في عام 2000، حيث سمحت الحكومة للمؤسسات الخاصة بالعمل، لأننا لا نملك القدرات في مؤسساتنا العامة”. وقالت إن جودة البرامج مشكلة أخرى.

دعوة لاستحداث طرق جديدة لتقييم التعلم

تعتقد العصفور، الحاصلة على درجتي الماجستير والدكتوراه من أستراليا، أن أنظمة الاختبار والتقييم عفا عليها الزمن وشرب وتحتاج إلى إصلاح، وأن من الضروري أن تكون طرق قياس نتائج التعلم، بخلاف تقييمات امتحانات التخرج من المدارس الثانوية القياسية، أفضل وأن تلبي أيضًا احتياجات المجتمعات الخليجية.

قالت “تمنحك الاختبارات الدولية مثل PISA (البرنامج الدولي لتقييم الطلبة) ملاحظات حول إنجاز خريجي رياض الأطفال وحتى طلاب الصف الثاني عشر أو الشكل الذي سيبدو عليه الخريجون، لكنني أعتقد أن ما نفتقر إليه هو اختبار القدرة على التعلم.”

تقيس تقييمات البرنامج الدولي لتقييم الطلبة PISA، التي تُجرى كل ثلاث سنوات، قدرات الأطفال في سن 15 عامًا في القراءة والرياضيات والعلوم في جميع أنحاء العالم. شارك ما يقرب من 80 دولة، بما في ذلك خمس دول عربية، في أحدث جولة من الاختبارات، في عام 2018. (اقرأ التقرير ذو الصلة: أداء ضعيف للدول العربية في اختبارات الـ PISA).

تتابع العصفور القول “يلتحق عدد لا بأس به من مجتمعنا أو طلابنا بالجامعة، لكن هذا لا يعني أننا نوفر لهم تعليمًا جيدًا.” وأضافت أنه بدلاً من الانتظار حتى المراحل الأخيرة من المدرسة الثانوية، يجب أن يكون تقييم التعلم متسقًا طوال مراحل نمو الطفل.

بدأت العصفور حياتها المهنية مدرسة للرياضيات قبل أن تتابع دراستها العليا والدكتوراه في جامعة ملبورن، مع التركيز أولاً على التعليم الدولي والقيادة، وخصخصة التعليم العالي فيما بعد. تعمل العصفور الآن في كلية التربية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب (PAAET) في الكويت، وهي قادرة على توجيه تجربتها لتحسين النظام التعليمي في وطنها الأم.

دور حاسم للجمعية الخليجية للتربية المقارنة

يقول ابراهيم الحوطي،  طالب الدكتوراه في كلية لندن الجامعية الذي يدرس التعليم المقارن في الخليج، إنه يرى أن دور الجمعية الخليجية للتربية المقارنة ورئيستها حاسم في منطقة لا تزال جديدة على مفهوم التعليم المقارن.

يقول ابراهيم الحوطي،  طالب الدكتوراه في كلية لندن الجامعية الذي يدرس التعليم المقارن في الخليج، إنه يرى أن دور الجمعية الخليجية للتربية المقارنة ورئيستها حاسم في منطقة لا تزال جديدة على مفهوم التعليم المقارن.

موضوع الإصلاح التربوي قريب إلى قلب الحوطي، ويقع في صميم عمله البحثي بتحليل الوضع في قطر والكويت والبحرين. قال “لا يزال نظام التعليم في دول مجلس التعاون الخليجي يعاني من العديد من التحديات مثل الأداء المنخفض، لا سيما مع نتائج TIMSS (دراسة الاتجاهات العالمية في الرياضيات والعلوم) في عام 2019، والتي تم نشرها للتو في كانون الأول/ ديسمبر.”

وبينما تواصل دول الخليج تحقيق نتائج دون المتوسط الدولي، يعتقد الحوطي بوجوب أن تفكر المنطقة الآن أن بشكل نقدي في السنوات العشرين الماضية من الإصلاح. تساءل قائلا “لماذا لم نصل لتحقيق الهدف المحدد الذي وعد به معظم المستشارين الدوليين دول الخليج؟”

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

وأشار الحوطي إلى أنه غالبًا ما يتم استيراد السياسات من الخارج دون توطينها محليا بالشكل اللازم لضمان نجاحها. يسمح دور الجمعية الخليجية للتربية المقارنة، التي توحد الأكاديميين من جميع دول الخليج، بهذه الفلسفة المختلطة، والتي لم تكن حتى وقت قريب عملية إصلاح نشطة بما يكفي. وشدّد على وجوب أن يكون دور أصحاب المصلحة مثل أولياء الأمور والمعلمين أقوى أيضًا.

مع وجود الكثير مما يجب القيام به، يعتقد الحوطي أن دور رئيسة الجمعية الخليجية ليس بالأمر السهل، قال “كان من الصعب جدًا نشر رسالة الجمعية الخليجية للتربية المقارنة. من الواضح أن هذا يجعل دور الدكتورة العصفور صعبًا بعض الشيء وأكثر تحديًا، لكنها أثبتت كونها قائدة رائعة ومصممة على ضمان استمرار هذه المؤتمرات على الرغم من كوفيد-19.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى