أخبار وتقارير

خزانة الجاحظ: ولادة جديدة لمكتبة الأردن التاريخية

بهدف إثراء الحياة الثقافية في الأردن، أعادت المملكة فتح خزانة الجاحظ، وهي مكتبة أيقونية في القلب الثقافي لوسط عمان بعد تاريخ حافل بالمآسي، بما في ذلك حريق التهمها في عام 2018 قضى على أكثر من 10,000 كتاب ومخطوطة قديمة.

قبل قرن من الزمان، أنشئت المكتبة على يد ممدوح المعايطة في القدس عام 1922 قبل أن ينقلها إلى عمان عام 1948، عندما فر مئات الآلاف من الفلسطينيين من وطنهم، وبتلك الخطوة أنشئت أول مكتبة لإعارة الكتب في الأردن.

قال مجدي التل، الصحفي الذي يغطي الأخبار الثقافية في الأردن، للفنار للإعلام، “نحن نتحدث عن تاريخ عظيم يمتد إلى حوالي 100 عام حيث اعتاد الناس على قضاء الوقت في قراءة الكتب، والالتقاء ومناقشة ما قرأوه، قبل أن تحل التكنولوجيا محل ذلك. تعتبر خزانة الجاحظ بحق معلم ورمز لهذا المكان الرائع الذي كان يخدم المثقفين والطلاب والباحثين من خلال آلاف العناوين من الكتب وبلغات عديدة.”

تحمل المكتبة، التي تعير الكتب وتبيعها، اسم الكاتب العربي الذي عاش في القرن التاسع الميلادي أبو عثمان عمرو بن بحر الكناني الفقيمي البصري، المعروف باسم الجاحظ، والذي توفي، بحسب الأسطورة، نتيجة سقوط كومة ضخمة من الكتب عليه.

قال التل “في أربعينيات القرن الماضي، كانت المكتبة مدعومة من قبل الملك الأردني الراحل عبد الله الأول، وفي عام 2018، دعم الملك عبد الله الثاني إعادة تأهيل المكتبة بعد الحريق، الذي دمر الكشك الرئيسي للمكتبة، وأحد أكشاكها الثلاث.”

ملتقى المثقفين

عندما توفي ممدوح المعايطة عام 1993، ورث ثلاثة من أبنائه السبعة – هشام وحمزة ومحمد – عمله وعملوا معًا في بناء أكشاك المكتبة الثلاثة في وسط مدينة عمان، وهو مكان اعتاد المثقفون والكُتاب الجلوس فيه ومناقشة الأدب والسياسة في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي.

لسوء الحظ، توفي هشام المعايطة في حادث سيارة بعد أشهر قليلة من الحريق. تولى ابنه شاهين العمل ورأى أحلام جده ووالده تتحقق عندما فتح الكشك للجمهور مرة أخرى في نيسان/ أبريل.

“إنها حقًا لحظة رائعة أن ترى المكتبة تتنفس مرة أخرى، بفضل دعم ملكنا وجامعة الزيتونة الأردنية، بالإضافة إلى أمانة عمان الكبرى ودعم جميع الأشخاص الذين يستمتعون بقراءة الكتب. تتمتع المكتبة بتاريخ جيد وستستمر في جلب المتعة والفائدة لمحبيها.”

شاهين المعايطة
أحد أصحاب خزانة الجاحظ

قال شاهين المعايطة “إنها حقًا لحظة رائعة أن ترى المكتبة تتنفس مرة أخرى، بفضل دعم ملكنا وجامعة الزيتونة الأردنية، بالإضافة إلى أمانة عمان الكبرى ودعم جميع الأشخاص الذين يستمتعون بقراءة الكتب. تتمتع المكتبة بتاريخ جيد وستستمر في جلب المتعة والفائدة لمحبيها.”

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

تحدث علي العايد، وزير الثقافة الأردني، نيابة عن الملك عبد الله الثاني في حفل خاص بافتتاح إعادة افتتاح المتجر. قال “المكتبة شاهد مهم على الحركة الثقافية في المملكة من خلال موقعها الاستراتيجي في قلب عمان.”

تصميم جديد يركز على الأصالة

قبل إعادة الافتتاح، خضعت المكتبة لبعض التجديدات بدعم من جامعة الزيتونة الأردنية الخاصة، بتصاميم ركزت على الأصالة وجوانب الثقافة المحلية. للمكتبة شكل ثماني الأضلاع وواجهة خارجية بيضاء، باستخدام حجر عمان القديم التقليدي ليتناسب مع المحيط. كما أنها تضم مساحات داخلية وخارجية مع مناضد قراءة تناسب جميع الأحوال الجوية، ونظام رقمي جديد لسهولة الرجوع إلى جميع الكتب والمستندات.

وبحسب شاهين المعايطة، توفر المكتبة مواد بحثية للطلاب الذين يتطلعون إلى إثراء معارفهم بمصادر موثوقة.

قال “آلاف الكتب والمراجع موجودة هنا لتزويد الطلاب والباحثين بكل ما يحتاجونه في مواضيع مختلفة، ويسعدنا أن العديد من الطلاب، وعلى الرغم من وجود الإنترنت، يفضلون القدوم إلى هنا.”

يتذكر شاهين اليوم الذي ضاعت فيه آلاف الكتب والوثائق النادرة.

“آلاف الكتب والمراجع موجودة هنا لتزويد الطلاب والباحثين بكل ما يحتاجونه في مواضيع مختلفة، ويسعدنا أن العديد من الطلاب، وعلى الرغم من وجود الإنترنت، يفضلون القدوم إلى هنا.”

شاهين المعايطة  

قال ” دمر الحادث عائلتي وكل الأشخاص المتفانين الذين اعتادوا زيارة المكتبة، وأشكر جلالة الملك عبد الله على دعمه للمكتبة وكذلك المبادرات العديدة لإثراء المكتبة وتعويض الكتب والوثائق المفقودة.” وأضاف “آمل أن يستمر هذا المتجر الصغير في خدمة شعبه والأجيال القادمة.” (اقرأ ايضاً: كيف يمكن إيصال الكتب للقراء العرب ولماذا لا يقرأ العرب؟).

اتصال فعلي بالكتب

لا تزال رانيا رشيدات من محبي الكتب الذين يفضلون التجربة المادية لحمل الكتاب. قالت “نعم، التكنولوجيا مهمة، ولكن هناك شيء كلاسيكي يتعلق بحمل كتاب حقيقي في يدك أثناء الاسترخاء في سريرك أو على الشاطئ. ما زلتُ أذهب إلى وسط المدينة وأزور المكتبات القديمة، ولا سيما خزانة الجاحظ، وأنا محظوظة على الدوام في العثور على عناوين جديدة وغريبة.”

وأضافت “تحمل هذه المؤسسات التعليمية، إذا جاز لي أن أسميها كذلك، لحظات من التاريخ يعتز بها الكثيرون، وتمثل إعادة فتح خزانة الجاحظ لحظة أخرى في التاريخ المرتبط بثقافة الأردن.”

تميل رشيدات لمطالعة الكتب الورقية وتفضلها عن القراءة على الإنترنت.

قالت “تعلمك قراءة كتاب أن تتذكر، ولكننا نميل الآن، نظرًا لاعتمادنا على الإنترنت على نحوٍ متزايد، إلى أن نصبح كسالى جدًا ونتخلى عن تذكر المعلومات بسبب سهولة استدعائها دائمًا بنقرة زر واحدة. لهذا السبب أفضل قراءة كتاب وعدم اللجوء إلى الإنترنت للقراءة.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى