أخبار وتقارير

يسرى المزوغي… أكاديمية ليبية تراهن على تحسين أنظمة التعليم في دول الخليج

تستعد يسرى المزوغي، الأكاديمية الليبية البريطانية، لرئاسة الجامعة الملكية للبنات في البحرين الشهر المقبل وخوض تجربة جديدة تضاف لمسيرتها الرائدة في إعداد وتصميم البرامج التعليمية التي تتكيف مع سياقات البيئة المحيطة دون أن تكون مستوردة بالكامل.

قالت “هذا تحدي جديد أتمنى أن اجتازه بنجاح من خلال الإستفادة من إرث فريق الإدارة السابق، والاهتمام بالجودة وترسيخ ثقافة الابتكار والتغيير مع كافة أطراف العملية التعليمية في الجامعة.”

تمتلك المزوغي، التي ولدت في طرابلس في ليبيا وانتقلت باكراً مع ذويها للعيش في بريطانيا، رؤية خاصة لتطوير واقع التعليم في المنطقة العربية. إذ ترفض طريقة بعض الدول العربية في الاعتماد الكلي على المستشار الأجنبي وعلى شراء ممارسات تعليمية جاهزة بزعم أنها ناجحة.

قالت “لا أعتقد أن شراء أنظمة تعليمية كاملة وجاهزة دون تقييم هو الطريق الأنسب لتطوير التعليم في المنطقة. نحن بحاجة للاستفادة من تجارب التطوير في الخارج والعمل على ما يناسب منها مع كوادر محلية لتحقيق تقدم حقيقي.” (اقرأ التقرير ذو الصلة:  التجربة القطرية في استيراد التعليم العالي).

قبل الانتقال لرئاسة الجامعة الملكية للبنات، تولت المزوغي رئاسة جامعة مسقط في سلطنة عمان، حيث كانت أول امرأة تتولى منصباً قيادياً بهذا المستوى في السلطنة.

قالت “إنه لشرف عظيم، أن أتيحت لي الفرصة لقيادة جامعة مسقط في الفترة السابقة والعمل على تطويرها ويسعدني أن أتركها بعد أن وضعت الجامعة قدمها لتكون واحدة من مؤسسات التعليم العالي الرائدة في السلطنة.”

مهارات إدارية وقيادية مبكرة

بدأت مسيرة المزوغي المهنية عقب التخرج من كلية إدارة الأعمال في جامعة جون مورس بمدينة ليفربول البريطانية، حيث التحقت بالعمل في شركة تأمين لسبع سنوات متصلة. لاحقاً، حصلت على درجتي الماجستير والدكتوراه قبل أن تنضم للهيئة التدريسية.

قال ديفيد برايد، مدير الأبحاث في كلية ليفربول لإدارة الأعمال والمُشرف على رسالة الدكتوراة الخاصة بها، في اتصال هاتفي، “أرى في المزوغي قائدة أكاديمية مُلهمة وقدوة للساعين للسير على خطاها أو من يطمحون للوصول إلى أعلى المستويات في الإدارة العليا في قطاع التعليم العالي.”

“أرى في المزوغي قائدة أكاديمية مُلهمة وقدوة للساعين للسير على خطاها أو من يطمحون للوصول إلى أعلى المستويات في الإدارة العليا في قطاع التعليم العالي.”

ديفيد برايد
مدير الأبحاث في كلية ليفربول لإدارة الأعمال

تتفق ناريمان الحاج حمو، المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز الابتكارات التعليمية وحلول المعرفة المخصصة، مع برايد حول امتلاك المزوغي عدداً من الصفات “الهامة” التي مكنتها من بلوغ المناصب الإدارية لاحقاً في جامعة ليفربول أو جامعات العالم العربي التي عملت فيها.

قالت “هي إمرأة قوية، لها استراتيجية موجهة نحو الهدف ومنجزة وطموحة وذات رؤية وهو ما مكنها من التفوق في دورها وإحداث فارق في قطاع التعليم العالي في ُعمان، إلى جانب تواضعها واستعدادها للاستماع دائمًا والدعم بأفضل طريقة ممكنة وهي سمة مهمة أخرى في القائد الناجح.”

تأسيس جامعة جديدة

في عام 2017، انتقلت المزوغي، في أول تجربة عمل لها خارج بريطانيا، لتشغل منصب نائبة رئيس جامعة مسقط الناشئة آنذاك، قبل أن يختارها مجلس الأمناء لرئاسة الجامعة في كانون الثاني /يناير عام 2018، لتكون أول امرأة تترأس جامعة عمانية.

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

بالنسبة للمزوغي، كان الانتقال للعمل في دولة عربية بعد سنوات طويلة من العيش في بريطانيا، فرصة للتعرف على أنماط العمل في بيئة مختلفة، وخوض التحدي الجديد في بناء جامعة وتصميم برامجها الأكاديمية للطلاب والأساتذة والتدخل في كل التفاصيل الإنشائية والتعليمية.

قالت “اختياري كأول امراة ليست عمانية لقيادة مؤسسة تحمل اسم العاصمة جعلني أستشعر حجم المسؤولية،” مشيرة إلى أنها سعت مع فريق عملها للاستفادة من خبرات رواد التعليم العالي من أجل تحويل الجامعة التي كانت آنذاك “فكرة على ورق” إلى صرح علمي دخل في شراكة لاحقاً مع جامعتين بريطانيتين رائدتين.

“اختياري كأول امراة ليست عمانية لقيادة مؤسسة تحمل اسم العاصمة جعلني أستشعر حجم المسؤولية،”

يسرى المزوغي
رئيش الجامعة الملكية للبنات بالبحرين

كانت الحاج حمو من بين من استعانت بهم المزوغي خلال فترة عملها في جامعة مسقط، لتطوير استراتيجية الجامعة وخطة التشغيل وسياستها بهدف رفع جودة برامجها التعليمية.

قالت “التعاون مع الدكتورة يسرى في كلا المشروعين أظهرها كقيادة نموذجية في مشاركتها لفريق العمل، وإيمانها ببناء بيئة عمل تعاونية وشاملة يتم عبرها تمكين أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب.”

يعتقد برايد أن نقطة تفوق يسرى الحقيقية تكمن في قدرتها”على نقل معرفتها وخبراتها من المملكة المتحدة وتكييفها مع السياق العماني، مما أدى إلى إنشاء جامعة تأخذ الممارسات الجيدة من أجزاء أخرى من العالم ولكنها ترتكز بشكل كبير على السياق المحلي وتلبي احتياجاته.

قال برايد “رأيت قيادتها لجامعة مسقط، واعتبرها جريئة وحاسمة تشمل رؤية واضحة لكيفية تطوير المؤسسة وعدم الخوف من تقديم برامج وسياسات وإجراءات جديدة ومبتكرة.”

صعوبة القيادة كإمرأة

لم تكن الصعوبات التي واجهت المزوغي في مسيرتها المهنية مرتبطة فقط بتحديات التعليم العالي في المنطقة؛ لكنها تعلقت آيضاً بعقبات ثقافية واجتماعية ناتجة عن عدم تقبل البعض داخل الوسط الأكاديمي لفكرة العمل تحت رئاسة امرأة. (اقرأ التقرير ذو الصلة: المرأة العربية مازالت بعيدة عن قيادة المؤسسات الأكاديمية).

“إن تجربة قيادة الدكتورة يسرى لجامعة ناشئة جديدة ونجاحها على المستوى المهني نموذج حقيقي للعديد من من الطالبات الشابات اللواتي يطمحن إلى التمكين وقيادة المناصب الرئيسية في المستقبل.”

ناريمان الحاج حمو  
المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز الابتكارات التعليمية وحلول المعرفة المخصصة

قالت “ترأس امرأة لرجل في العمل مسألة “صعبة ” في بعض الأحيان في بعض الدول العربية بسبب الثقافة المجتمعية والدينية السائدة،” موضحة أنها نجحت في تجاوز هذه العقبة بفضل شخصيتها “المرنة” التي جعلتها تدير القضايا بشكل تشاوري مع أعضاء الفريق، وبفضل الانفتاح الكبير في عُمان بوجود المرأة في مناصب مؤثرة في قطاع التعليم العالي.

بدوره، يعتقد برايد أن المزوغي  تدرك بشكل واسع ثقافة بيئة العمل المحيطة بها وقادرة على التكيف دوماً معها، والانتقال بمسارات النجاح من بيئات ثقافية مختلفة.

قال “إن تجاوزها لهذه التحديات في بيئات العمل المختلفة نقطة تميز حقيقية.”

يعتقد البعض أن  نجاح تجربة المزوغي في قيادة جامعة مسقط  سيكون عاملا مهماً في الدفع بأعداد كبيرة من النساء في في مواقع قيادية على مختلف المستويات بقطاع التعليم العالي في دول الخليج.

قالت الحاج حمو “إن تجربة قيادة الدكتورة يسرى لجامعة ناشئة جديدة ونجاحها على المستوى المهني نموذج حقيقي للعديد من من الطالبات الشابات اللواتي يطمحن إلى التمكين وقيادة المناصب الرئيسية في المستقبل.”

Countries

‫3 تعليقات

  1. جميل ان نري المراة الليبية تتقلد اسمي المناصب العليا وفي بلد غير بلدها والاجمل ان تكون صاحبة افكار ومقترحات تفيد التعليم وتفيد هويتنا العربية والإسلامية هنيئا لابنة ليبيا وهنيئا للمراة.. فعلا الكفاءات المؤهلة هي التي ترتقي بنا نتمني ان نري يسرا في ليبيا في المناصب السيادية التي تساهم في رقي بلادنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى