أخبار وتقارير

منال عطايا: للمتاحف دور تعليمي هام

دبي- منذ الطفولة، شغلت الثقافة مكانًا خاصاً في قلب منال عطايا، وقد تحقق حلمها عندما أصبحت مديرة هيئة الشارقة للمتاحف، في الإمارات العربية المتحدة، وهي أيضاً أول مدينة خليجية تصبح عاصمة للثقافة العربية.

سافرت عطايا كثيراً حول العالم برفقة أسرتها. قالت “كنتُ أتواجد في أوروبا، في أماكن مختلفة، وأبدأ بالتفكير “أوه، كم هو رائع العمل في مكانٍ كهذا، كم سيكون جميلًا أن يكون هذا مكان عملك. لقد بدى الأمر وكأنها وظيفة أحلامي.”

في وقتٍ لاحق، درست عطايا الفنون الجميلة في نيويورك قبل أن تحصل على درجة الماجستير في دراسات المتاحف في جامعة هارفارد في وقتٍ كان فيه ذلك البرنامج من بين البرامج القليلة المتاحة في هذا المجال.

قالت “تحظى هذه الدرجة العلمية بشعبية أكبر الآن، بالطبع. وقد أصبحت أكثر تنوعًا ويتم التعامل معها بجدية أكبر.” وأضافت “يدرك الناس أنه إذا ما رغبت، في الواقع، في إدارة متحف، فلا ينبغي أن تكون مجرد مؤرخ للفن، بل يجب أن يكون لديك الكثير من المعرفة في جميع المجالات من التعليم إلى التكنولوجيا والتمويل وتخطيط الأعمال وجمع التبرعات.”

منذ تسمية منظمة اليونسكو للشارقة عاصمة للثقافة العربية في عام 1998، أصبح التمويل والتنويع والتعليم عناصر أساسية في استراتيجية الشارقة – وهي الاستراتيجية التي اتبعتها عطايا بعد انتقالها إلى الإمارة قبل 15 عامًا.

قالت “كان مفهوم المتحف بصفته (فضاء تعليمي) موجودًا عند وصولي إلى هنا،” مشيرة إلى أن لحاكم الشارقة خلفية أكاديمية في التاريخ، “لكونه شخصية منسجمة للغاية مع أهمية التراث الثقافي والفن، كان من المهم ضمان مشاركة الشباب.”

دور المتاحف في إكمال التعليم المدرسي

يعتقد حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي أن من واجب المتاحف إكمال دور التعليم الحالي لدولة الإمارات العربية المتحدة… وكان على دراية جيدة بالمناهج التي تُدرّس في المدارس، في الشارقة والإمارات بشكل عام، وكان على دراية بوجود ثغرات.”

بذلك، أصبح إلزاميًا على المدارس تنظيم زيارات إلى المتاحف فضلاً عن ضرورة أن تكون أماكن تعلم غير رسمية حيث يمكن للأطفال التعرف على التعددية الثقافية والتعبير العاطفي من خلال الفن.

لعبت عطايا دوراً محورياً في “توظيف المزيد من الأشخاص، والمزيد من المتخصصين والتربويين المدربين لتقديم البرامج، والبدء في إنشاء وتصميم برامج للأطفال والعائلات.”

كان تدريب المعلمين على استخدام المتاحف كمصدر معرفي وسد الثغرات في المناهج أمرًا أساسيًا. منذ حوالي 10 سنوات، أُطلقت المزيد من برامج الشباب لتلبية احتياجات المراهقين.

في الآونة الأخيرة، تم تطوير وسائل إتاحة المتاحف للأشخاص ذوي الإعاقة باللغتين الإنجليزية والعربية، بما في ذلك توفير برامج للمكفوفين والأشخاص المصابين بالصُم والتوحّد.

“في السنوات العشر الماضية، قُمنا بالفعل بتكثيف التنوع والجماهير التي نتعامل معها الآن. وبالطبع، كما يمكنك أن تتخيل أننا بمرور الوقت كوّنا روابط أقوى مع الجامعات ومجموعات ومنظمات المجتمع الأخرى. لقد كان ذلك فعالًا للغاية.”

منال عطايا
 مديرة هيئة الشارقة للمتاحف، في الإمارات العربية المتحدة

قالت “في السنوات العشر الماضية، قُمنا بالفعل بتكثيف التنوع والجماهير التي نتعامل معها الآن. وبالطبع، كما يمكنك أن تتخيل أننا بمرور الوقت كوّنا روابط أقوى مع الجامعات ومجموعات ومنظمات المجتمع الأخرى. لقد كان ذلك فعالًا للغاية.”

مكان ثقافي رائد في المنطقة 

تعتقد عطايا أن تسهيل الوصول إلى المتاحف أمر مُرضٍ للغاية ويسمح للأطفال والشباب بالتطور على المستوى التعليمي والعاطفي والاجتماعي أيضًا.

قالت “أريد أن تتاح للجميع فرصة القيام بأقصى ما في وسعهم وأن نقوم بذلك مجانًا.” وأضافت “غالبًا ما يمثل المال عائقًا آخر” ولهذا السبب تتمكن الأسر من دخول المتاحف مجانًا خلال الأعياد الدينية والوطنية.

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

يعتقد سلطان سعود القاسمي، الخبير الثقافي الإماراتي والمحاضر الزائر في برنامج الحضارة والمجتمعات الإسلامية في كلية بوسطن وكلية الشؤون العامة، ساينس بو بباريس، أن أفكار عطايا المبتكرة ساعدت الإمارة على الازدهار.

واستشهد بمشروعها “متاحف على الطريق“، الذي شهد تحويل حافلة إلى متحف متنقل يقوم بجولة في الشارقة، فضلا عن التعاون بين الفاتيكان ومتحف الشارقة للحضارة الإسلامية في عام 2014.

قال “لقد جعلت هذه المعارض وغيرها متحف الشارقة للفنون واحدًا من الفضاءات الثقافية الرائدة في المنطقة.” (إقرأ المقال ذو الصلة: الفن العربي المعاصر: نافذة مغايرة على المنطقة العربية).

استقطاب الفنانيين

في السنوات الخمس عشرة الماضية، شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة تطورًا هائلًا. عندما جاءت عطايا إلى الشارقة، كانت الإمارة قد تأسست للتو، لكن دبي، مدينتها، امتلكت متحفًا واحدًا فقط وعددًا قليلا من المعارض الفنية، بينما ركزت أبوظبي على المؤسسات الثقافية.

منذ ذلك الحين، تم افتتاح متحف اللوفر أبوظبي وأقيمت مجموعة من المعارض والعروض الفنية الدولية.

“مساعي عطايا الإبداعية التي لا تعرف الكلل قد طورت وأثرت المشهد الثقافي والمعرفي خلال الخمسة عشر عامًا الماضية.”

زكي أصلان
 الممثل الإقليمي للمركز الدولي لصون ودراسة التراث الثقافي

تصف عطايا الإمارات بأنها قد تكون البلد “الأكثر ابتكارًا” والأسرع نموًا في مجال الثقافة في المنطقة. وتُقر بأن بعض دول الخليج الأخرى “قامت بالكثير من العمل الرائع، لكن في مجالات مختلفة.”

ساعد دعم الحكومة للتمويل والموارد التطور الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة فضلاً عن الاستقرار الذي شجع على تأسيس المؤسسات في الدولة.

قالت “يشعر الفنانون أيضًا أن هذا المكان يُمكنهم من التعبير عمّا يقومون به بحرية قد تفوق نظيرتها في أماكن أخرى. إذا ما تواجدت في مكان يشهد الكثير من الأحداث المتعلقة بالمشهد الفني والثقافي وكنت شخصًا مبدعًا، سيكون هذا المكان الذي ترغب في التواجد فيه.”

كان زكي أصلان، الممثل الإقليمي للمركز الدولي لصون ودراسة التراث الثقافي، من بين الذين أشادوا بعملها. قال إن “مساعي عطايا الإبداعية التي لا تعرف الكلل قد طورت وأثرت المشهد الثقافي والمعرفي خلال الخمسة عشر عامًا الماضية.”

تبدو عطايا متفائلة بشأن المستقبل الثقافي للمنطقة.

قالت “أشاهد المزيد من الالتزامات للمساعدة في إحياء الثقافة والفنون في البلدان الأخرى المجاورة.” وأضافت “الإمارات العربية المتحدة جيدة جدًا أيضًا في المساعدة من خلال الدبلوماسية للعمل مع الدول العربية الأخرى ومساعدتها على ترميم التراث الثقافي أو المساعدة في أشياء مختلفة، لذلك أعتقد أنه من المهم أن نحاول مساعدة بعضنا البعض أيضًا.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى