أخبار وتقارير

الدورات المهنية وفرص عمل تسهل حياة اللاجئين في الدول المضيفة

في عام 2013، هربت يمامة موسى وعائلتها من الحرب الدائرة في سوريا إلى الأردن المجاور تاركين وراءهم مصدر رزقهم وجميع ممتلكاتهم. كحال ملايين اللاجئين حول العالم، توجّب عليهم الاعتماد على وكالات الإغاثة للبقاء على قيد الحياة. واليوم، تعمل الفتاة البالغة من العمر 29 عامًا في مجال العناية بالجمال في منتجع صحي راقي في عمّان وتأمل أن تؤسس مشروعها الخاص في المستقبل.

قالت موسى “لم أمتلك شيئًا طوال ثلاث سنوات من وصولي إلى الأردن؛ لا هدف في الحياة ولا حلم ولا تعليم ولا عمل. كان لدي شغف بمجال العناية بالجمال وتمكنت من تطويره وتنميته بفضل التدريب الذي قدمته لي مؤسسة التعليم من أجل التوظيف. لقد ساعدني ذلك على بناء الثقة بالنفس وإعادة بناء حياتي.”

بعد حصولها على دورة تدريبية متخصصة لمدة شهرين في مجال العناية بالأظافر، وجدت موسى وظيفة بمساعدة منظمة التعليم من أجل التوظيف، وهي منظمة غير حكومية تدرب الشباب وتساعدهم على العثور على وظائف في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. (ٌقرأ المقال ذو الصلة : أبواب مواربة أمام عمل السوريين في لبنان والأردن).

قالت موسى في ندوة عبر الإنترنت بعنوان “أكثر من مجرد لاجئ”، نظمتها مؤسسة التعليم من أجل التوظيف للاحتفال باليوم العالمي للاجئين، “لم يكن بإمكاني أبدًا تمنّي مكان عمل أفضل. تلقيت العديد من المزايا بما في ذلك تصريح عمل وتغطية الضمان الاجتماعي والتأمين الطبي. سأواصل العمل في هذا المجال الذي أحبه حقًا وآمل أن أكون قادرة على فتح مشروعي الخاص في المستقبل.”

مؤخرًا، قدرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نزوح ما لا يقل عن 80 مليون شخص حول العالم من منازلهم، وهو أعلى رقم مسجّل في التاريخ. فيما فرّ ما يقرب من 26.4 مليون إلى بلدان أخرى، نصفهم دون سن 18.

الحق في العمل من أهم حقوق الإنسان

أكد أحمد عوض، المتحدث في الندوة الإلكترونية ومؤسس مركز فينيكس للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية، الفوائد الاقتصادية التي يمكن أن تكسبها البلدان المضيفة من خلال تخفيف قيود التوظيف لتمكين اللاجئين من الاعتماد على أنفسهم في أزمات اللاجئين التي طال أمدها.

قال “ليست هناك دولة في العالم لا تستضيف لاجئين أو مهاجرين. إنها قضية إنسانية وواقع يجب أن نتعامل معه من خلال مراعاة حقوق اللاجئين، وحق العمل أحد أهم هذه الحقوق.”

وأضاف عوض أنه وبينما تمتلك كل دولة مضيفة سياستها وخبرتها في التعامل مع اللاجئين، أثبتت ألمانيا أنها الأكثر نجاحًا في تحويل أزمة اللاجئين إلى فرصة.

“لم أمتلك شيئًا طوال ثلاث سنوات من وصولي إلى الأردن؛ لا هدف في الحياة ولا حلم ولا تعليم ولا عمل. كان لدي شغف بمجال العناية بالجمال وتمكنت من تطويره وتنميته بفضل التدريب الذي قدمته لي مؤسسة التعليم من أجل التوظيف. لقد ساعدني ذلك على بناء الثقة بالنفس وإعادة بناء حياتي.”

يمامة موسى
لاجئة سورية في الأردن

قال “أعيد تأهيل اللاجئين بمعنى منحهم الفرصة لبناء قدراتهم، والمعارف والمهارات اللازمة في سوق العمل الألماني، مما يساهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي الألماني.”

في دول مثل الأردن ولبنان اللذين يستضيفان جاليات مجتمعات كبيرة من السوريين والفلسطينيين، أدت القوانين والسياسات المقيدة إلى الحد من قدرة اللاجئين على إيجاد عمل.

ومما زاد الطين بلة، أن جائحة كوفيد-19 وفرض حظر التجول على مستوى البلاد تسبب في فقدان العديد من اللاجئين، الذين يعملون غالبًا في قطاعات غير رسمية، فرص عملهم ولم يتمكنوا من كسب ما يكفي لإعالة أسرهم. (ٌقرأ المقال ذو الصلة : كوفيد-19 يضيق الخناق على جهود توفير فرص العمل في الشرق الأوسط).

وشدد عوض على ضرورة تنفيذ إصلاحات في السياسة الوطنية لمعالجة العوائق القانونية التي يواجهها اللاجئون في الوصول إلى الوظائف وفرص العمل.

وأضاف “لا يعني وجود قيود على العمل أن اللاجئين لن يبحثوا عن وظائف بطريقة غير رسمية،” مشيرًا إلى وجود ما يقدر بنحو 150,000 إلى 200,000 لاجئ سوري يعملون في القطاع غير الرسمي في الأردن.. (ٌقرأ المقال ذو الصلة : عمل اللاجئين في المنطقة العربية: معضلة لا تنتظر حلاً).

عوائد مالية من عمل عمل اللاجئين رسمياً 

قال “بهدف مضاعفة الفوائد العائدة على اللاجئين والاقتصادات الوطنية للبلدان المضيفة على حدٍ سواء، يجب على الحكومات إضفاء الطابع الرسمي على عملهم. من خلال ذلك، سيدفع اللاجئون الضرائب ويحصلون في المقابل على مزايا العمل بما في ذلك الضمان الاجتماعي وتغطية الرعاية الطبية.”

قالت ربيع الحاج حسن، المستشار الفني للوكالة الألمانية للتعاون الدولي والتنمية GIZ، إن برامج المجموعة تركز على تعزيز التدريب المهني الموجه نحو التوظيف، “نهدف من خلال هذه المبادرة إلى دعم اللاجئين السوريين والشباب الأردني لتحسين مهاراتهم في التوظيف وأن يكونوا جزءًا من سوق العمل.”

” لا يعني وجود قيود على العمل أن اللاجئين لن يبحثوا عن وظائف بطريقة غير رسمية،”

أحمد عوض
 مؤسس مركز فينيكس للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية

وأضافت أن الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) وبالتعاون مع التعليم من أجل التوظيف أطلقت حملة عامة العام الماضي لتشجيع الشباب الأردني واللاجئين السوريين على الالتحاق بوظائف مهنية بعد أن حدد تحليل سوق العمل ارتفاع الطلب في قطاع الحرف اليدوية، بما في ذلك النجارة والنسيج والحدادة.

وفي الوقت نفسه، عملت منظمة التعليم من أجل التوظيف مع حوالي 2,000 لاجئ سوري في الأردن منذ عام 2017 لتزويدهم بفرص التدريب والتوظيف.

كان محمد نور، أحد المتدربين، في الـ 15 من عمره فقط عندما أجبرت عائلته على ترك منزلها في سوريا والبحث عن ملجأ في الأردن في عام 2014.

قال نور، في مقطع فيديو تم عرضه في ندوة عبر الإنترنت، “لم يكن لدي توجيه حقيقي حول كيفية بدء حياتي. وقد جعلت التحديات المالية التي واجهتها عائلتي مواصلة دراستي أمرًا صعبًا، فيما جعل سوق العمل الأردني شديد التنافسية العثور على وظيفة أمرًا صعبًا للغاية.”

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

بعد عام من المحاولات الدؤوبة للعثور على عمل، انضم نور إلى البرنامج التدريبي لمنظمة التعليم من أجل التوظيف الذي ساعده على اكتساب مهارات ملموسة ووظيفة مستدامة بدخل ثابت. الآن، يعمل نور مساعد طاهٍ في مطعم صيني فخم في عمان منذ ثلاث سنوات، ويخطط لمتابعة تعليمه في الصحافة.

قال “مستقبلي مفعم بالأمل والطموح. الأحلام ليست مستحيلة وبقليل من العمل الجاد والتصميم يمكن أن يتحكم المرء بمصيره.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى