أخبار وتقارير

نصائح حول سبل توفير الأمان السيبراني للطلاب والأساتذة

مع مرور ما يقارب عامين على التوسع باستخدام التعليم عن بعد، الذي فرضه استمرار انتشار وباء كوفيد-19، وبالرغم من أن الدراسة في فصول افتراضية ربما أصبحت اعتيادية للكثيرين، فإن قضية الأمان السيبراني أصبحت أولوية لا يمكن التغاضي عنها خاصة بالنسبة للطلاب الذين يقضون معظم وقتهم على شبكة الإنترنت.(اقرأ التقرير ذو الصلة: وباء كورونا يعيد الاعتبار للتعليم الإلكتروني).

قال أيمن صلاح، خبير تكنولوجيا الاتصالات والإعلام، في مقابلة هاتفية، “توضيح أهمية الخصوصية على الإنترنت للطلاب والمعلمين على حد سواء وتزويدهم بمجموعة أساسية من الإرشادات لإتباعها بصورة يومية خلال تواجدهم على شبكة الإنترنت أمر أساسي اليوم في ظل التعليم عن بعد.”

مخاطر متنوعة ونصائح أساسية

تتنوع المخاطر التي يمكن أن تواجه الطلاب والأساتذة خلال رحلتهم الدراسية عبر الإنترنت، فمن التنمر الإلكتروني إلى التحرش وخطورة نشر معلومات خاصة دون قصد، والتصيد الاحتيالي، وهو ما يعرّفه محترفو الأمن الإلكتروني بأنه استخدام رسائل البريد الإلكتروني التي تحاول خداع الناس للنقر فوق الروابط أو المرفقات الضارة، وتنزيل برامج ضارة من دون قصد.

ينصح خبراء مختصون في التعليم عن بعد والأمان السيبراني باتباع بعض الوسائل لضمان عناصر الخصوصية والحماية والمراقبة على بيانات الطلاب والأساتذة، والحيلولة دون اختراق المنصات التعليمية الالكترونية، وكذلك ببعض السلوكيات لتفعيل عملية التواصل الإلكتروني.

يعتقد أيمن صلاح، خبير تكنولوجيا الاتصالات والإعلام، أن على الجامعات دعم الأمان السيبراني والخصوصية على منصاتها ووسائل التواصل مع طلابها من خلال تنفيذ خطط تحديث مستمرة للبرامج التي تستخدمها، وشراء نسخ متطورة من برامج الاتصال غير النسخ المجانية المتاحة، حيث تسمح الأولى بمدد زمنية أطول للاجتماعات، وتسمح بحجم أكبر للمعلومات يمكن تحميلها عليها.

وينصح صلاح، الذي يعمل محاضراً بعدد من الجامعات المصرية، الطلاب والأساتذة ببعض الخطوات اللازمة تنفيذها دوماً والتي يأتي على رأسها: تهيئة جهاز الحاسوب أو الهاتف الذكي بنظام تشغيل جديد بصورة دورية، خصوصاً لمستخدمي برنامج الويندوز لكونه أكثر عرضة للاختراق الالكتروني من مستخدمي نظام الماك.

“لا بد من استخدام كلمة سر معقدة كخطوة أولى للحماية من اختراق البريد الإلكتروني أو جهاز الحاسب أو الموبايل.”

أيمن صلاح  
خبير تكنولوجيا الاتصالات والإعلام

قال “لابد من استخدام كلمة سر معقدة كخطوة أولى للحماية من اختراق البريد الإلكتروني أو جهاز الحاسب أو الموبايل.”

يقترح الأكاديمي المصري تثبيت نظام تشغيل لينكس على أجهزة الحاسوب، وهو نظام تشغيل ذو مصدر مصدر مفتوح يتمتع بدرجة حماية أعلى نسبيا من نظام الويندوز، والتحديث الدوري لبرامج مضادات الفيروسات لأن الاستمرار على نفس البرنامج ينتج عنه العديد من المشاكل.

https://www.bue.edu.eg/

بدورها، تعتقد ناريمان الحاج حمو،  المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز الابتكارات التعليمية وحلول المعرفة المخصصة، بأهمية إعادة النظر في النظام البيئي التعليمي بأكمله بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر تطوير مهارات وكفاءات أعضاء هيئة التدريس، وتحديد وتصميم مناهج تربوية جديدة مناسبة للتعلم عن بعد، وإنشاء بيئة تعلم افتراضية متطورة وإعادة النظر إلى الطالب بشكل عام بما يشمل خبرة الأنشطة غير المنهجية. (اقرأ التقرير ذو الصلة: كوفيد-19 يلقي بظلاله الثقيلة على الأنشطة الطلابية للجامعات المصرية).

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

وتنصح الحاج حمو الطلاب بإتباع عدد من الوسائل لزيادة درجة تفاعله على المنصات التعليمية الالكترونية مع الحفاظ على أمانه الرقمي منها: اكتساب المهارات الفنية، والتي تشمل القدرة على استخدام MS office ونظام إدارة التعلم الخاص بهم، والتنقل عبر الإنترنت، واستخدام أدوات الوسائط الاجتماعية وتنزيل البرامج.

قالت “ينبغي أن يشعر الطلاب بالراحة في مشاركة أفكارهم في العالم الافتراضي دون خوف أو تردد، وهذا لايمكن دون وجود وعي ومعرفة جيدة بأساسيات الأمان السيبراني.”

لكن محمد تيتا، الباحث المصري المتخصص في الأمن التقني، يميز بين واجبات المؤسسات التعليمية والأفراد سواء كانوا أساتذة أو طلاب في اتباع إجراءات الأمن الرقمي.

“ينبغي أن يشعر الطلاب بالراحة في مشاركة أفكارهم في العالم الافتراضي دون خوف أو تردد، وهذا لايمكن دون وجود وعي ومعرفة جيدة بأساسيات الأمان السيبراني.”

ناريمان الحاج حمو  
المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز الابتكارات التعليمية وحلول المعرفة المخصصة

فبالنسبة للطلاب والأساتذة، يشدد تيتا على: تجنب فتح الروابط المجهولة، واستخدام نظام التشفير  في فتح بعض المواقع المشكوك فيها لتشفير الاتصالات الخاصة بها، واستخدام قفل الشاشة دوماً لمنع الدخول إلى الجهازوالإطلاع على محتوياته من أي شخص غير المستخدم، إلى جانب استخدام كلمة سر قوية لحفظ البيانات والمعلومات.

 في المقابل، يعتقد الباحث المصري أن على المؤسسات التعليمية التي تدير بنية تحتية رقمية مهاماً أكبر في عملية التأمين، تقتضي منها عند تصميم استراتيجية تقنية للبرامج التي تستخدمها أو المنصات التي تطلقها لطلابها أن يكون هناك مراعاة للأمان خلال هذا التطويرمع وضع خطة للتعامل مع الهجمات المحتملة.

أما تطبيقات التراسل الفوري التي ينصح الطلاب والأساتذة في الاعتماد عليها خلال ممارستهم، قال المدون التقني إن برنامج سيجنال هو  أكثر البرامج أماناً لأنه تطبيق ليس مدفوع الأجر ومفتوح المصدر، فضلاً عن أنه لا يشترط استخدام البريد الالكتروني. كما ينصح تيتا باستخدام برمجية “جيتسي”، كبرمجية للدردشة المرئية والصوتية مفتوحة المصدر أفضل من زووم، لأن المجموعة المطورة له ليست هادفة للربح، حيث يستطيع المستخدم استخدامها عن طريق الحاسوب من المتصفح دون الحاجة إلى تثبيت أي برمجيات أو عن طريق الموبايل.

10 نصائح أساسية للأمان السيبراني

فيما يلي موجز لأبرز 10 نصائح لتعزيز الأمان السيبراني خلال التعليم عن بعد:

  1. تحديث جميع أنظمة التشغيل والأجهزة التي تستخدمها، إذ غالبًا ما تتضمن التحديثات تعديلات أمنية ضرورية.
  2. تثبيت برامج مكافحة الفيروسات، (برامج مكافحة فيروسات الشبكة ومكافحة البرامج الضارة) على كل جهاز يتم استخدامه خلال التعليم عن بعد.
  3. تحديث البرامج إلى أحدث الإصدارات التي توصي بها الشركة المصنعة، حيث أن وجود الأجهزة والبرامج التي لم تعد قابلة للتحديث يعرض أمن شبكات الكمبيوتر للخطر.
  4. قم بعمل نسخ احتياطية للبيانات كافة بصورة مستمرة.
  5. وضع سياسة خاصة بكلمات المرور، يوصي خبراء الأمن الإلكتروني بتبني سياسة تغير كلمات المرور كل 90 يومًا.
  6. تفعيل ميزة التحقق بخطوتين، والتي تساعد في ضمان عدم اختراق الحسابات .
  7. إنشاء كلمات مرور قوية، كلمة المرور القوية هي كلمة تتكون من ثمانية أحرف على الأقل بمزيج من الأرقام والحروف، مع استعمال الحروف الكبيرة والصغيرة. مع ضرورة عدم تضمين المعلومات الشخصية في كلمة المرور مثل رقم الهاتف أو تاريخ الميلاد.
  8. ينصح خبراء الأمن الإلكتروني بمشاركة المعلومات غير الحساسة على وسائل التواصل الاجتماعي.
  9. عدم فتح الروابط المجهولة في رسائل البريد الإلكتروني، إذ أنها تعد من أكثر الطرق شيوعاً لاختراق الأجهزة الحاسوبية.
  10. استخدم أداة لحماية الكاميرا. الكثير من الأشخاص يضعون شريط لاصق على كاميرا الكمبيوتر المحمول والهاتف الذكي الخاص بهم. يمكن أيضا استخدام برامج تتضمن أدوات لمنع تشغيل الكاميرا والوصول إليها بشكلٍ غير مصرح به.
Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى