أخبار وتقارير

سليم شاهين: اقتصادي لبناني يربط الجامعات بعالم الأعمال

تعتبر الخبرة المهنية في مجالي التدريس والصناعة المصرفية قلب الإنجازات التي أكسبت الاقتصادي اللبناني سليم شاهين جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي المرموقة، وهي جائزة من ضمن من خمس جوائز أعلنت عنها مؤخراً مؤسسة الكويت للتقدم العلمي في مختلف المجالات.

يحمل شاهين، الأستاذ الجامعية في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت، درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة إيكس مرسيليا وشهادتي ماجستير في الهندسة المالية من كلية كيدج للأعمال في فرنسا، ويشغل حاليًا منصب النائب الثالث لحاكم مصرف لبنان.

بدأ شاهين حياته المهنية كمحلل مالي في صناعة خطوط الأنابيب والنفط في أوروبا. وعمل لاحقًا مستشارًا لبنوك ومؤسسات مالية أوروبية وعربية بارزة بينما بدأ مسيرته المهنية في المجال الأكاديمي. ساعده هذا لاحقا في مد الجسور بين القطاع الأكاديمي وعالم الشركات.

قال شاهين للفنار للإعلام، “بفضل خلفيتي في مجال الصناعة وتواجدي في الوسط الأكاديمي في ذات الوقت، كان بإمكاني مساعدة طلابي على تحديد خططهم المهنية بشكل أفضل وتسهيل دخولهم إلى سوق العمل.”

وأضاف “لقد ساعد ذلك أيضًا قطاع الشركات على فهم ما يحدث في الأوساط الأكاديمية والطريقة التي يمكنهم من خلالها التعامل مع استراتيجيات التوظيف الخاصة بهم أثناء تقديم أعمالهم للطلاب.”

عند الإعلان عن الجائزة الشهر الماضي، أشارت مؤسسة الكويت إلى “أبحاث شاهين المتميزة حول الموضوعات المتعلقة بالتمويل والمصارف، بما في ذلك تمويل المشاريع ورأس المال الاستثماري وحوكمة الشركات”.

“حديقة الابتكار” لتعزيز روح المبادرة والتفكير النقدي

بعد عودته إلى لبنان قبل 17 عامًا، التحق شاهين بالجامعة الأميركية في بيروت كأستاذ للتمويل ومدير برنامج ماجستير إدارة الأعمال في كلية العليان للأعمال. كما عمل عميدًا مؤقتًا لمدة ثلاث سنوات أسس خلالها حديقة الابتكار في الجامعة الأميركية في بيروت، وهو إنجاز عزيز على قلبه.

أكّد شاهين على كون “دمج الأعمال في المجال الأكاديمي تجربة رائعة”. قال “لقد تمكنا من إطلاق مغامرة رائعة تستضيف الشركات الناشئة والأفكار المبتكرة من مجتمع الجامعة الأميركية في بيروت بما في ذلك الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والخريجين.”

“دمج الأعمال في المجال الأكاديمي تجربة رائعة.”

سليم شاهين

أضاف “يهدف المشروع أيضًا إلى تشجيع الجامعات الأخرى في لبنان والمنطقة على تعزيز فكرة ريادة الأعمال هذه. لا يتعلق الأمر بممارسة الأعمال التجارية فحسب، بل بالتحلّي بهذا التفكير النقدي بشأن احتياجات عالمنا والطريقة التي يجب أن نطور بها مستقبلنا.”

أصبحت بعض الأفكار التي احتضنتها حديقة الابتكار في الجامعة الأميركية في بيروت قصص نجاح عالمية النطاق، بما في ذلك شركات تأسست في ألمانيا والولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة.

في حزيران/ يونيو 2020، عُيِّن شاهين نائبًا ثالثا لحاكم المصرف المركزي، وهي وظيفة تتضمن تحديات كبيرة للغاية خاصة في ظل أسوأ أزمة اقتصادية ومالية تشهدها البلاد على الإطلاق. (اقرأ التقرير ذو الصلة: اقتصاديون يحذرون: أزمة لبنان تهدد مستقبل الجامعات).

قال “نحن نبذل قصارى جهدنا لدعم البلاد والشعب في ظل المأزق السياسي والاقتصادي الحالي. آمل أن يكون لدينا قريباً حكومة (فاعلة) لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة. ومن ثم سيكون بإمكاننا أن نبين حقًا كيف يمكن لصانعي السياسة النقدية المساعدة في إعادة بناء نظام فعال ومستدام يعاني للأسف اليوم.”

تدير لبنان حكومة تصريف أعمال منذ استقالة الحكومة على خلفية انفجار ميناء بيروت الذي دمر مساحات شاسعة من العاصمة في آب/ أغسطس 2020. تم ترشيح رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري في تشرين الأول/ أكتوبر لكنه فشل في تشكيل حكومة جديدة حتى الآن بسبب الانقسامات السياسية بين القادة المتنافسين في البلاد. (اقرأ التقرير ذو الصلة: انفجار بيروت يعصف بقطاعها التعليمي).

“في بعض الأحيان اتفقنا على أمورٍ معينة، وفي أحيان أخرى اختلفنا، ولكن ذلك تم بطريقة مهنية على الدوام.”

فادي عسيران
المصرفي وأستاذ التمويل السابق في الجامعة الأميركية في بيروت

بحوث متميزة حول تضارب المصالح في اتخاذ القرار

نالت بحوث شاهين المتميزة حول الموضوعات المتعلقة بالتمويل والمصارف مع التركيز بشكل خاص على تضارب المصالح في عملية صنع القرار في القطاعين الخاص والعام، العديد من الجوائز بما في ذلك جائزة مؤسسة عبد الحميد شومان لأفضل باحث عربي شاب في الاقتصاد، والعلوم المصرفية والمالية والإدارية.

نشر شاهين أكثر من 50 بحثاً في أهم المجلات الأكاديمية بما في ذلك مجلة مراجعة الدراسات المحاسبية ومجلة الإدارة الاستراتيجية ومجلة تمويل الشركات. كما قُدّمت بحوثه في مؤتمرات دولية رائدة مثل المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية في الولايات المتحدة والرابطة المالية الأوروبية.

قال فادي عسيران، المصرفي وأستاذ التمويل السابق في الجامعة الأميركية في بيروت، إنه تعاون بشكل وثيق مع شاهين في المجال الأكاديمي والقطاع المصرفي.

“لقد تعلمت الكثير منه، لاسيما فيما يخص الأبحاث الاقتصادية. كان التفاعل اليومي ممتعًا للغاية على الدوام وكنت أتطلع دائمًا لوقت انعقاد اجتماعاتنا.”

رضا فياض
خريج الجامعة الأميركية في بيروت

قال “في بعض الأحيان اتفقنا على أمورٍ معينة، وفي أحيان أخرى اختلفنا، ولكن ذلك تم بطريقة مهنية على الدوام. لدينا في الغالب ذات الطريقة في النظر إلى الأمور لأننا نأتي من خلفيات مهنية متشابهة، ولكن أكثر ما يعجبني في سليم هو مقاربته للأمور والطريقة التي يتحمل بها مسؤولياته.”

وأضاف “إنه شخص رائع عندما تتعامل معه ومتواضع بما يكفي ليعرف أنه على الرغم من معرفته الكبيرة، لا يزال عليه تعلّم الكثير.”

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

فيما قال رضا فياض، خريج الجامعة الأميركية في بيروت الذي ساعد شاهين في بحوثه، “كان العمل معه تجربة إيجابية للغاية.” وأضاف “لقد تعلمت الكثير منه، لاسيما فيما يخص الأبحاث الاقتصادية. كان التفاعل اليومي ممتعًا للغاية على الدوام وكنت أتطلع دائمًا لوقت انعقاد اجتماعاتنا.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى