أخبار وتقارير

اللغة العربية تتصدر أنشطة المدرسة الصيفية للأكاديمية العربية الألمانية

بالرغم من القيود التي فرضها وباء كوفيد-19 على الكثير من أنشطة التشبيك والتبادل العلمي والتعاون المشترك بين الباحثين العرب والأجانب، تستمر الأكاديمية العربية الألمانية في دعم البحوث العلمية وتشبيك الباحثين العلميين العرب والألمان وإقامة ورشات تدريبية للباحثين الشباب عبر عقد أنشطة مدرستها الصيفية عبر الإنترنت.

هذا العام، ركز نشاط المدرسة على مقاربات جديدة لممارسات القراءة ووظائفها وتواريخها في الأدب والفنون والإعلام والثقافة العربية من خلال دعوة الباحثين في مجال الدراسات العربية من جامعات عربية وأوروبية ‏لمشاركة أبحاثهم في الأدب ‏وتاريخ الفنّ والدراسات الثقافية والعلوم الاجتماعية والتاريخ والمرتبطة بالقارئ والقراءة والممارسات القرائية.

قال داني ناصيف، باحث دكتوراه لبناني يدرس بجامعة مونستر الألمانية والمنسق العلمي لأنشطة المدرسة هذا العام، “هذه هي المرة الأولى التي أشارك في تنظيم نشاط أكاديمي رقمي في كل جوانبه، مما جعلني أطوّر العديد من المهارات للتعامل مع التحديات الجديدة، من تنظيم وتنسيق الجلسات عبر الإنترنت وتسجيل ومشاركة فيديوهات العرض على الإنترنت.”

يساعد برنامج المدرسة الصيفية الدولية ثنائية اللغة الباحثين الشباب على تطوير مهاراتهم، وإنتاج دراسات معمقة عن العالم العربي لتعزيز مكانة اللغة العربية في المجال الأكاديمي، بحسب ناصيف. وتعد أنشطة المدرسة جزء من الأكاديمية العربية الألمانية للعلماء الشباب في العلوم والإنسانيات AGYA والممولة بصورة أساسية من الحكومة الألمانية. (اقرأ التقرير ذي الصلة: شبكة صغيرة وآمال كبيرة: تعاون عربي ألماني في مجال البحوث).

 قال “تمكنت من الاطلاع عن كثب على عدد من المشاريع البحثية من اختصاصات مختلفة قُدمت باللغة العربية مع العلم أنها قد كُتبت في الأصل بلغة أجنبية.”

برنامج متنوع لدعم اللغة العربية

انطلق نشاط المدرسة في العام 2014، بهدف تسهيل التبادل الممنهج لوجهات النظر والتجارب بين الباحثين الشباب من أوروبا والعالم العربي، وتعزيز استخدام اللغة العربية كلغة أكاديمية حية في حقل الدراسات العربية في الجامعات الأوروبية.

“تمكنت من الاطلاع عن كثب على عدد من المشاريع البحثية من اختصاصات مختلفة، قُدمت باللغة العربية مع العلم أنها قد كُتبت في الأصل بلغة أجنبية.

داني ناصيف
باحث دكتوراه لبناني يدرس بجامعة مونستر الألمانية والمنسق العلمي لأنشطة المدرسة هذا العام

وفي إطار هذه المدارس يحصل طلاب الدكتوراه وما بعد الدكتوراه من الجامعات الأوروبية والعربية على فرصة تقديم أبحاثهم في إطار أكاديمي دولي ومناقشتها وممارسة اللغة التي هم أقل ألفة بها (العربية أو الإنجليزية) ممارسة فعالة.

شملت جلسات برنامج هذا العام، مساهمات لباحثين من أوروبا والعالم العربي، استعرضت عدة موضوعات، منها: السرد العراقي ما بعد حرب 2003، لفيديريكو بوزولي جامعة ميلانو، ,تمثيل اللاجئ في الرواية العربية للقرن الحادي والعشرين لآناماريا بيانكو من إيطاليا، ومفهوم القارئ (القارئ والعلامة والنص) للدكتورة سيزا قاسم، التجديد والأصالة الفقهية في نهاية حكم المماليك، للباحثة أرش توكلي من جامعة برلين الحرة وهي من أصول إيرانية. كما قدمت أسماء السكوتي من جامعة برلين الحرة قراءة في أدب المقامات، وقرأت الفلسطينية حنان الناطور أعمال الكاتب التونسي مصطفى الكيلاني، وتحدثت المغربية ليلى حنانة عن الحكاية الشعبية الحسانية في المغرب، أما ليوني نوكل من جامعة لايبزيغ الألمانية فقد درست استعمال اللهجة التونسية في الفضاء العام وقامت اللبنانية سوزان أبو غيدا من جامعة جلاسكو البريطانية بتحليل أدب اليافعين من خلال قراءة في “سلسلة الشياطين ال 13 ” التي كانت تصدر في مصر عن دار المعارف.

علق على العروض خيري دومة، أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة، ومعه المستعرب الفرنسي ريشار جاكمون الأستاذ بجامعة أكس بروفانس الفرنسية. وقاما كذلك باقتراح نصوص منهجية تناولها الطلاب بالنقاش والتحليل خلال جلسات البرنامج التي كانت المشاركة فيها قاصرة على المشاركين باستثناء جلستين، كانت الأولى حول مفهوم القارئ للباحث الألماني هيرشلر كونراد، والثانية قدمتها إليزابيث سوزان كسّاب من معهد الدوحة للدراسات العليا، بعنوان “قراءة أخرى للفكر العربي المعاصر: منظور الفن التشكيلي.

فرص واسعة للتشبيك

تحمس دومة لمشروع المدارس الصيفية، بعد أن وجهت له دعوة من أحد المنظمين وهو كريستيان يونغه من جامعة ماربورغ الألمانية، وعرف أن اللقاءات بين الباحثين تجري على قدر من المساواة.

“استفدت كثيراً من تنوع المحاضرات وتعرفت خلالها على أساتذة وزملاء من جامعات مختلفة.”

نيفين فايق
طالبة دكتوراه بجامعة مونستر الألمانية

قال “تسهم النقاشات المفتوحة فيّ إنتاج معرفة جديدة عن العالم العربي.”

لاحظ دومة كيف أصر الطلاب عند تقديم الأبحاث أو المشاركة في النقاش على الحديث باللغة العربية، معتبراً المسألة جديرة بالتقدير. قال “تعزز النقاشات وجود اللغة العربية في الحقل الأكاديمي وتستعمل عبر الجلسات كلغة أكاديمية على قدر المساواة مع اللغات الأخرى .”

بدوره، أوضح ناصيف أنه استفاد من مشاركته في النقاشات التي تلت العروض، وكانت كلها مغلقة. قال “من خلال تطوير مفهوم المراجعات النقدية، تعلّمت من طريقة طرح المشرفين للأسئلة واقتراحاتهم البحثية، أو من خلال التعرّف على باحثين جدد أتشارك معهم اهتماماتهم البحثية، بحيث يمكن أن يستفيد كلّ منا من معرفة وتجربة الآخر آملين أن نقوم بعمل مشترك في المستقبل.”

كما تشيد نيفين فايق، طالبة دكتوراه بجامعة مونستر الألمانية، بمكاسب المشاركة في برنامج المدارس الصيفية والذي شاركت فيه عام 2014.

قالت “استفدت كثيراً من تنوع المحاضرات وتعرفت خلالها على أساتذة وزملاء من جامعات مختلفة،” مضيفة أن البرنامج ساعدها على الاطلاع على مشهد متنوع في مجال الدراسات العربية في أوروبا وفي العالم العربي وعرفها على أكاديميين بارزين.

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

مع ذلك، لا يعلق دومة آمالاً كبيرة على مساهمة برامج المدرسة في تغيير النظرة الاستشراقية تجاه العالم العربي. لكنه يأمل في ظهور أجيال جديدة من الباحثين تمتلك وعياً أفضل بما يجري في عالمنا.

قال “معظم المشاركين تخرجوا من جامعات تعمل في المنطقة، وبالتالي هم ليسوا بعيدين عن الحالة العربية، غير أنهم بحكم العيش بالخارج، ليسوا منخرطين بالكامل في قضاياها.”

للمزيد حول استخدام اللغة العربية في المجال الأكاديمي، يمكن قراءة المقالات التالية من أرشيف الفنار للإعلام:

دعوة لقبول استخدام مصطلحات أجنبية في اللغة العربية

لغة تعليم العلوم.. بين اتجاهين

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى