أخبار وتقارير

بعد تضارب الأنباء حول إغلاقه: مركز دراسات الترجمة بالجامعة الأميركية بالقاهرة مستمر بهيكلية جديدة

القاهرة- تداول مهتمون بالشأن الثقافي مؤخراً خبر إغلاق مركز دراسات الترجمة التابع للجامعة الأميركية في القاهرة، الأمر الذي أثار حفيظة الكثيرين نظراً لدور المركز في إثراء حركة الترجمة الأكاديمية  وتنشيط الحياة الثقافية عبر عشرات الفعاليات على مدى أكثر من عشر سنوات.

في 26 تموز/ يوليو الماضي، أعلنت سامية محرز، مديرة المركز، نبأ إغلاقه في رسالة عبر البريد الإلكتروني. لكن إدارة الجامعة أوضحت لاحقاً في مقابلة خاصة مع الفنار للإعلام أنها مستمرة في دعم أنشطة المركز ضمن قسم الحضارة العربية والإسلامية لكن دون وجود إدارة مستقلة لهذه الأنشطة.

 قال علاء إدريس، الرئيس الأكاديمي المشارك للبحث والابتكار والإبداع بالجامعة، “نعمل على إعادة هيكلة الموارد، حيث وجدنا أن الأنشطة التي يقوم بها المركز لا تتطلب وجود كيان إداري مستقل، ويمكن توجيه المخصصات الإدارية إلى أنشطة أخرى في كلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية كدعم مطبوعتين هامتين، فضلا عن التوسع في الإنتاج الفكري من غير وجود كيان إداري مستقل للمركز.” مؤكداً أن أنشطة المركز الحالية، سواء المحاضرات والكتب والمؤتمرات، ستستمر ضمن برامج دعم الجامعة للإنتاج العلمي والأدبي والمؤتمرات لكنها لا تتطلب بالضرورة وجود كيان مستقل أو سكرتارية إدارية معاونة.

تأسس المركز في عام 2009 بهدف تعزيز التعاون بين الجامعة والمؤسسات والمنظمات المصرية والإقليمية والدولية العاملة في مجال دراسات الترجمة التحريرية والشفهية. واستضاف بهذا الهدف عشرات الفعاليات الثقافية والندوات النقاشية، كما أصدر العديد من المطبوعات والترجمات الهامة منها: حذاء الآخر: مقالات متعددة التخصصات في دراسات الترجمة (2019) وثورة مصر: لغة التحرير (2013). (اقرأ التقرير ذو الصلة: “نهضة محتملة” لإحياء الترجمة العربية).

ردود فعل متباينة

تباينت الأراء داخل الأوساط الأكاديمية المعنية بدراسات الترجمة حول المصير الذي ينتظر المركز، حيث أعرب الكثير من المثقفين والأكاديميين المتابعين لأنشطة المركز عن أسفهم لهذا القرار.

يكشف قرار الإغلاق عن سوء إدارة لا ترى في التعليم العالي والبحث العلمي إلا ما يُدره عليها من مكاسب مادية ، لكنه يمثل خسارة كبيرة لدراسات الترجمة في مصر.

سامح حنا
الرئيس السابق لقسم الدراسات العربية والإسلامية ودراسات الشرق الأوسط بجامعة ليدز البريطانية

قال “يكشف قرار الإغلاق عن سوء إدارة لا ترى في التعليم العالي والبحث العلمي إلا ما يُدره عليها من مكاسب مادية، لكنه يمثل خسارة كبيرة لدراسات الترجمة في مصر.”

وأعربت نورهان توفيق، صحافية ومؤسسة موقع “مقال عربي” عن انزعاجها من قرار إدارة الجامعة مشيرة إلى دوره في تطوير مسيرتها المهنية.

قالت “لا أغفل الدور المهم الذي لعبه المركز في مساري العملي، وفخورة بانتمائي له وحزينة جداً بسبب ما يتردد عن إقفاله،” مضيفة “تعلمت هناك النظر للترجمة كفعل يومي، نمارسه جميعاً باختلاف تخصصاتنا، كما تعلمت أن المترجم، مؤثر رئيسي في عملية التغيير الثقافي.”

بدوره، أشاد خالد مطاوع، الشاعر والأكاديمي الليبي،  بأنشطة المركز. قال “لقد ساهمً بحيوية في إثراء الحياة الفكرية في القاهرة، مما أتاح التبادل الحر للأفكار بين المثقفين المحليين ونظرائهم حول العالم.” موضحاً أهمية النشاطات والمحاضرات التي كان يعقدها المركز والتي “اتسمت بالديناميكية واختلفت عن أي سلسلة أخرى من المحاضرات في العالم، نظراً لما كانت تقدمه من نقاشات بين المنظرين والمطبقين للترجمة، وبين المبدعين والنقاد.”

رد الجامعة

وبينما ترفض مديرة المركز التعليق على قرار الإدارة، يؤكد إيهاب عبد الرحمن الرئيس الأكاديمي للجامعة، تفهمه لردود الأفعال والتي توضح الأثر الجيد الذي خلقه المركز، لكنه لا يتناسب مع حقيقة ما يجري فعلياً.

“تعلمت هناك النظر للترجمة كفعل يومي، نمارسه جميعا باختلاف تخصصاتنا، كما تعلمت أن المترجم، مؤثر رئيسي في عملية التغيير الثقافي.”

نورهان توفيق
، صحافية ومؤسسة موقع مقال عربي

قال “نقدر ردود الأفعال التي وصلتنا، لكن الحقيقة غير واضحة لغالبية المتابعين.” مؤكداً على استمرار سعي الجامعة في لعب دور أساسي في الحراك الثقافي ودعم العلوم الإنسانية.

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

قال “لدينا قرابة 140 برنامج دراسي للبكالوريوس والماجستير والدكتوراه، نصفهم تقريباً موجه للإنسانيات والعلوم الاجتماعية،” مشيراً إلى أن الجامعة  “لا تهدف للربح، ولا تبحث عن البرامج التي تدر ربحاً، لكنها تبحث عن البرامج التي تضيف للمجتمع وتعمل على تطويره.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى