أخبار وتقارير

أكاديميون يدعون لزيادة جهود دعم تعليم السجناء الفلسطينيين

يحث أكاديميون فلسطينيون الجامعات على بذل المزيد من الجهد لدعم مبادرة تمكن السجينات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية من استكمال تعليمهن العالي.

تم إطلاق المبادرة العام الماضي من قبل خالدة جرار، البرلمانية الفلسطينية، التي اُعتقلت ثلاث مرات وأمضت معظم السنوات الست الماضية في السجن.

قالت جرار في بيان صدر قبل خروجها من سجن الدامون في حيفا في 26 أيلول/ سبتمبر «الأمل في السجن مثل الزهرة التي تنمو من الحجر، وبالنسبة لنا كفلسطينيين، التعليم هو أعظم سلاح لدينا».

تعد مبادرة جرار، هي الأولى من نوعها في تاريخ الأسيرات الفلسطينيات داخل السجون الإسرائيلية، وجاءت بهدف مساعدة السجينات على استكمال دراستهن في مجالات حقوق الإنسان والقانون الدولي، والأدب، والسير الذاتية، واللغة العربية والإنجليزية.

تعتمد المبادرة على جهود تطوعية لجرار، دون دعم مادي من مؤسسات دولية، حيث تلتقي الأسيرات في الأقسام المختلفة من خلال جلسات أسبوعية، وتناقش معهم المواد التي تحصل عليها من خلال زيارات الأهالي، بحسب مؤسسة الضمير لرعاية الاسير وحقوق الانسان، وهي الجهة المسؤولة عن الدفاع عن جرار أمام المحاكم الإسرائيلية.

«إن الشهادات التي تُمنح للنساء اللاتي أكملن الدورة تؤهلهن للدراسة للحصول على درجة الماجستير في الجامعات الفلسطينية، لكنها ليست شهادات أكاديمية».

احترام غزاونة
 رئيسة وحدة التوثيق في مؤسسة الضمير الفلسطينية

التمكين من خلال التعليم

يشيد أكاديميون فلسطينيون بالبرنامج لكنهم يقولون إنه لا يتم بذل جهود كافية لدعمه.

قالت احترام غزاونة، رئيسة وحدة التوثيق في مؤسسة الضمير الفلسطينية في اتصال هاتفي، «إن الشهادات التي تُمنح للنساء اللاتي أكملن الدورة تؤهلهن للدراسة للحصول على درجة الماجستير في الجامعات الفلسطينية، لكنها ليست شهادات أكاديمية».

قبل أن تطلق دعوتها، نالت جرار درجة الماجستير في تخصص الديمقراطية وحقوق الإنسان من جامعة بيرزيت، وتم اعتمادها من جانب الجامعات الفلسطينية لتدريس هذه المواد للسجينات في مرحلة البكالوريوس، وكذلك  اعتمدتها وزارة التربية والتعليم لتدريس  بعض المواد والإشراف على امتحانات الثانوية العامة داخل السجن.

Palestinian Universities are Urged to Help Prisoners to Complete Higher Education
طلاب قانون في جامعة بيرزيت يستمعون إلى عرض تقديمي عن نظام المحاكم العسكرية الإسرائيلية، الذي يحاكم الفلسطينيين المتهمين بارتكاب “انتهاكات أمنية”. (حقوق الصورة لجمعية الضمير لدعم الأسير وحقوق الإنسان).

يعتقد رمزي بارود ، الباحث الفلسطيني الأميركي الذي وثق قصة جرار في كتابه «هذه السلاسل ستتحطم»، أن أهمية البرنامج تتجاوز التعلم.

قال «التعليم شكل من أشكال التمكين للفرد، لكن في الحالة الفلسطينية هو أيضًا شكل من أشكال المقاومة الجماعية، حيث يقوم الأسرى الفلسطينيون، نساءً ورجالًا على حد سواء، بتثقيف بعضهم البعض في العديد من الموضوعات، ويتعلمون ويعلمون اللغات والسياسة و دين».

وأضاف بارود، في رسالة عبر البريد الإلكتروني، أن التأثير النفسي لتجربة تعليم الأسرى، التي تعتمد على الاكتفاء الذاتي بالكامل، «يجعل من التأثير النفسي أكثر عمقاً من فكرة اكتساب المعارف، لأنه يجعل من تجربة السجن مكانًا للتمكين والوحدة والمجتمع في تحدٍ للظروف التي يعيشونها».

تكييف برامج الطلاب المسجونين

قبل أن تطلق جرار برنامجها، لم تكن هناك برامج تعليمية تتوجه للسجناء. قال وسام رفيدي، الأستاذ في جامعة بيت لحم في مكالمة هاتفية «يجب البناء على هذه المبادرة».

وأوضح رفيدي، الذي أمضى تسع سنوات في السجن في اتهامات منفصلة، «المبادرات الفردية من قبل الأساتذة أو بعض الجامعات لا يمكن أن تكون بديلاً عن سياسة رسمية وبرامج مخصصة».

«يجب البناء على هذه المبادرة، المبادرات الفردية من قبل الأساتذة أو بعض الجامعات لا يمكن أن تكون بديلاً عن سياسة رسمية وبرامج مخصصة».

وسام رفيدي
أستاذ في جامعة بيت لحم

بدوره، قال مصطفى جرار، أستاذ الذكاء الاصطناعي في جامعة بيرزيت ، في مقابلة عبر برنامج زووم ، إن معظم السجناء تمكنوا من الدراسة بفضل أساتذة فرديين وليس نتيجة لبرامج تعليمية مصممة لظروف السجن.

وعلى الرغم من امتلاك المعتقلين الفلسطينيين الحق القانوني في استكمال تعليمهم في السجون، لكنهم يفتقرون إلى وجود عدد كاف من الأساتذة.

من جهة أخرى، تطلب معظم الجامعات الفلسطينية من الطلاب حضور الفصول الدراسية بشكل شخصي ومنتظم. لكن لدى جامعة القدس المفتوحة وجامعة القدس في أبو ديس برامج تسمح للسجناء بالدراسة عن بُعد في تخصصات معينة في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

«نطمح أن يشمل هؤلاء أكثر من برنامج تعليمي يستوعب اهتماماتهم، و يلائم ظروف بعدهم الجغرافي عن الفصول الدراسية”.

هنادا خرما  
الناشطة في حملة الحق في التعليم بجامعة بيرزيت

تعتقد هنادا خرما، الناشطة في حملة الحق في التعليم بجامعة بيرزيت، إن هذه البرامج غير كافية. وقالت في اتصال هاتفي «لا تستوعب جميع الأسرى الفلسطينيين في ظل ضوابط المحدودة»، مضيفة أن الطلاب نادرا ما يكملون درجة البكالوريوس أو الماجستير.

طموحات كبيرة

يطمح أكاديميون أن تشجع مبادرة جرار على الاستثمار في مجال تنمية القدرات التعليمية والعمل على تصميم برامج تلائم طبيعة ظروف السجن.

يوجد حالياً نحو 80 طالباً وطالبة معتقلين في السجون الإسرائيلية، بحسب خرما، التي دعت الجامعات الفلسطينية إلى الانطلاق من مبادرة جرار لمساعدة هؤلاء الطلاب على استكمال تعليمهم في تخصصاتهم المختلفة.

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

قالت «نطمح أن يشمل هؤلاء أكثر من برنامج تعليمي يستوعب اهتماماتهم، و يلائم ظروف بعدهم الجغرافي عن الفصول الدراسية، وتدفعهم نحو توظيف ظروفهم الحالية من أجل  تحويل اعتقالهم إلى حالة “ثورة ثقافية” من خلال القراءة والتعليم».

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى