أخبار وتقارير

جامعات لبنان تفتح أبوابها من جديد وسط أزمات معيشية وصحية

بيروت- بدأت الجامعات اللبنانية تعجّ بالطلاب مع بدء العام الدراسي الجديد واستئناف عملية التدريس الوجاهي الكامل أو الجزئي بعد أكثر من عام من الفصول الافتراضية التي فُرضت بسبب جائحة كوفيد-19.

مهدت خطط التطعيم الشاملة الطريق لعودة تدريجية إلى حياةٍ جامعية تبدو طبيعية على الرغم من المصاعب الناجمة عن النقص الحاد في الوقود وانقطاع الكهرباء والإنترنت. (اقرأ التقرير ذي الصلة: اقتصاديون يحذرون: أزمة لبنان تهدد مستقبل الجامعات).

قال ساري شميطلي، طالب علم النفس في الجامعة الأميركية في بيروت، «العودة إلى الحرم الجامعي والتواصل مع الناس من جديد أمر جيد. أقابل الآن أصدقاء لم ألتقيهم منذ عامين. كان ذلك بمثابة لم شمل وفرصة لإعادة التعارف مرة أخرى».

وأضاف شميطلي «يعود العديد من الطلاب، وخاصة أولئك الذين يقيمون خارج بيروت، إلى الحرم الجامعي لأن التيار الكهربائي والإنترنت متوفران طوال الوقت. وبسبب نقص الوقود وصعوبة التنقل، يقيم العديد منهم مع الأصدقاء أو في السكن الجامعي».

في معظم أنحاء بيروت، تتوفر الكهرباء لمدة ساعة أو ساعتين فقط في اليوم، ويمكن أن ينتظر سائقو السيارات في طوابير لمدة أربع ساعات لشراء البنزين. لكن الجامعة الأميركية في بيروت تمتلك مولدات عملاقة لتوليد الطاقة وهي قادرة على الحصول على الديزل لتشغيلها خاصة وأن المستشفى الجامعي التابع لها هو الأكبر في المدينة. (اقرأ التقرير ذي الصلة: المستشفيات الجامعية اللبنانية تواجه خطر الإغلاق القسري).

خلال الشهر الحالي، تستمر فصول الجامعة الأميركية في بيروت عبر الإنترنت باستثناء المختبرات والاستوديوهات وورش العمل والندوات والامتحانات التي تُجرى شخصيًا في الحرم الجامعي. تلقى حوالي 90 في المئة من مجتمع الجامعة الأميركية في بيروت جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، ومن المتوقع أن تتجاوز النسبة 95 في المئة للسماح مع استئناف الدروس الوجاهية بالكامل في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر القادم.

تطعيم مجاني للجميع

قال زاهر ضاوي، الوكيل الأكاديمي للجامعة الأميركية في بيروت، في مقابلة عبر البريد الإلكتروني «نحن نتبع نهجًا تدريجيًا لضمان عودة آمنة إلى الحرم الجامعي. منذ بداية فصل الخريف (نهاية آب/ أغسطس)، كان الحرم الجامعي مفتوحًا لجميع الطلاب الحاصلين على التطعيم. لقد عادت الحياة الطلابية إلى الحرم الجامعي ويتم الآن إحياء جميع الخدمات الطلابية بما في ذلك النوادي والجمعيات والمساكن والمرافق والأنشطة الرياضية».

« يعود العديد من الطلاب، وخاصة أولئك الذين يقيمون خارج بيروت، إلى الحرم الجامعي لأن التيار الكهربائي والإنترنت متوفران طوال الوقت. وبسبب نقص الوقود وصعوبة التنقل، يقيم العديد منهم مع الأصدقاء أو في مساكن الجامعة».

ساري شميطلي
طالب علم النفس في الجامعة الأميركية في بيروت

ينطبق الشيء ذاته بدرجات متفاوتة على جامعات لبنانية أخرى.

ففي الأول من أيلول/ سبتمبر، بدأت جامعة القديس يوسف عامها الدراسي في صيغة مختلطة؛ حيث أوجب وجود دورات مثل التدريب الطبي والتجارب المعملية والجانب العملي حضور الطلاب بشكل شخصي، بينما ستتحول المساقات الأخرى تدريجياً من التدريس الإلكتروني إلى التعليم المدمج (عبر الإنترنت وبشكل شخصي).

قالت نادين رياشي، الأمين العام لجامعة القديس يوسف، «منذ أيار/ مايو، أطلقت جامعة القديس يوسف حملة تطعيم مجانية لجميع أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب، بالتعاون مع مستشفى أوتيل ديو دي فرانس الجامعي التابع لنا. كما أننا نتبع تدابير صحية ووقائية صارمة لضمان سلامة الجميع. ستكون هناك حاجة إلى التباعد الاجتماعي ونظافة اليدين وارتداء الأقنعة الواقية طوال الوقت في الفصول وفي الحرم الجامعي».

كما عادت الجامعة اللبنانية الأميركية إلى نظام التعلم الشخصي بشكل كامل في حرميها الجامعيين في بيروت وجبيل بعد تحقيق ما أسمته مستوياتٍ آمنة من المناعة الاجتماعية. قالت إدارة الجامعة في بيانٍ صحفي « لقد تم تطعيم أكثر من 85 بالمئة من أعضاء هيئة التدريس والطلاب والموظفين، وسيُطلب من غير الملقحين إحضار اختبار سلبي لكوفيد-19 قبل دخول الحرم الجامعي».

امرأة تتلقى تطعيم ضد فيروس كورونا المستجد  في الجامعة الأميركية في بيروت. تأمل الجامعة في استئناف الدراسة بحضور وجاهي كامل مع بداية تشرين الأول/ أكتوبر. (الصورة: رويترز/ محمد أزاقير).
امرأة تتلقى تطعيم ضد فيروس كورونا المستجد في الجامعة الأميركية في بيروت. تأمل الجامعة في استئناف الدراسة بحضور وجاهي كامل مع بداية تشرين الأول/ أكتوبر. (الصورة: رويترز/ محمد أزاقير).

فرصة للتواصل الاجتماعي

في الغالب، اختار الطلاب استخدام السيارات المشتركة أو انتقلوا إلى مساكن الطلبة ليكونوا أقرب إلى الحرم الجامعي. أما أولئك الذين التحقوا بالجامعة اللبنانية الأميركية العام الماضي وفي خضم إغلاق كوفيد-19، كان هذا العام مقدمة لحياتهم الجامعية.

لم تحضر مايا درويش، طالبة علوم الكمبيوتر في السنة الثانية، دروسًا في الحرم الجامعي من قبل.

قالت « أخيرًا سنحظى بفرصة للتواصل الاجتماعي وتكوين صداقات جديدة – الجميع يقول أن أصدقاء الجامعة مختلفون، وأنا متحمسة لمقابلة أشخاص جدد»، مضيفة أن القدوم إلى الحرم الجامعي كان «صعبًا ولكنه يستحق كل هذا العناء».

من غير المتوقع أن تبدأ الجامعة اللبنانية، وهي مؤسسة التعليم العالي الحكومية الوحيدة في لبنان، فصولها الدراسية حتى منتصف تشرين الأول/ أكتوبر.

قال زياد أبو علوان، أستاذ الهندسة المعمارية في كلية الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية، « ما زلنا في طور إجراء امتحانات القبول. لن تبدأ الفصول الدراسية قبل منتصف تشرين الأول/ أكتوبر وستبقى في الوضع المختلط في معظم الكليات باستثناء كليات العلوم التطبيقية مثل الطب والهندسة».

بخلاف الجامعات الخاصة، لم تنفذ الجامعة اللبنانية خطة شاملة للتطعيم. بينما تلقى أعضاء هيئة التدريس والموظفين التطعيم بشكل كامل، ليس هناك برنامج لتطعيم الطلاب حتى الأن.

 خطط لتسهيل تنقل الموظفين

ستبدأ جامعة الروح القدس في الكسليك في التحول من التدريس عبر الإنترنت إلى التدريس في الحرم الجامعي في 1 تشرين الأول/ أكتوبر.

«يتم الآن وضع الجداول الزمنية لتكون هناك ورش عمل وفصول تتطلب الحضور على مدار يومين في الأسبوع من أجل تقليل حاجة المعلمين والطلاب للتنقل بسبب أزمة الوقود».

زياد أبو علوان
أستاذ الهندسة المعمارية في كلية الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية

قالت فاتن الحاج، نائب رئيس الجامعة للتعلم والتعليم، «تعمل جامعة الروح القدس حاليًا على تطوير خطة نقل لمساعدة الموظفين وأعضاء هيئة التدريس على العودة إلى الحرم الجامعي».

بينما قدمت الجامعة لقاحات للموظفين وأعضاء هيئة التدريس والطلاب، سيقتصر الدخول إلى الحرم الجامعي على الأشخاص الذين تلقوا اللقاح والذين يقدمون نتيجة سلبية من اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل  PCR أسبوعيًا، بحسب الحاج.

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

من جانبها، افتتحت جامعة بيروت العربية العام الدراسي في 6 أيلول/ سبتمبر برسالة من رئيسها عمرو العدوي، تعهد فيها بـ «إبقاء أبوابها مفتوحة، وحصصها مستمرة، ومواصلة تعلم وتخريج طلابها».

على الرغم من تلقي أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب في جامعة بيروت العربية تطعيمهم بالكامل، ستواصل الفصول الدراسية اعتماد الوضع المختلط نظرًا لمشاكل الوقود والكهرباء والإنترنت. من المخطط أن تستمر الدورات الشخصية أربعة أيام فقط في الأسبوع، بينما سيتم تسجيل المواد التي يتم تدريسها عبر الإنترنت وإتاحتها للطلاب عبر فصول منصة Moodle.

في غضون ذلك، قسمت الجامعة الأنطونية دوراتها إلى دورات عبر الإنترنت بالكامل، وأخرى مدمجة وشخصية في الحرم الجامعي. وسيتم تقديم النظام الأخير وفقًا لقواعد صحية صارمة، بما في ذلك التباعد الاجتماعي في الفصول الدراسية المُخطط تشغيلها بنسبة نصف طاقتها الاستيعابية. ولمواجهة اضطراب الحياة الطبيعية داخل الحرم الجامعي، نظمت الجامعة ندوات عبر الإنترنت حول الصحة العقلية والمرونة والعلاج بالفن.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى