أخبار وتقارير

«بيت جميل» في القاهرة يدعم الفنون التقليدية ضمن شراكة دولية

القاهرة- قطعت مروة حلمي، باحثة مصرية، شوطاً كبيراً في مجال عملها القائم على تقديم خبرات استشارية في مجال الإدارة الثقافية مع مؤسسات دولية وإقليمية. لكنها مؤخراً رغبت في استعادة مهارات قديمة كانت تملكها في مجالي الرسم والتصميم.

بحثت حلمي عن مكان يساعدها على تنمية مهاراتها الفنية، وبحكم معرفتها بخريطة المؤسسات الثقافية في مصر تواصلت مع القائمين على برنامج «بيت جميل» الذي أسسته مؤسسة فن جميل ويُشرف عليه صندوق التنمية الثقافية بالاشتراك مع مدرسة الأمير تشارلز البريطانية للفنون التقليدية، لتقديم منح دراسية لمدة عامين للمصريين من مختلف الأعمار لتعلم الحرف والفنون التقليدية.

التحقت حلمي بصفوف الدارسين العام الماضي. وتستعد اليوم لبدء عام دراسي جديد.

قالت «التجربة فاقت توقعاتي، هناك الكثير مما يمكن تعلمه والاستمتاع بإنجازه».

تكمن أهمية البرنامج، بحسب حلمي، في ربطه المفاهيم النظرية بممارسة عملية تجعل الدارس قادراً على الإبداع. قالت «داخل المدرسة تتعلم كيف تمتلك معايير للحكم بجدارة على أي قطعة فنية وإدراك الخلل في التصميم أو التنفيذ».

شراكة فعالة

ولدت تجربة «بيت جميل» في عام 2006 عقب زيارة قام بها وفد من مدرسة الأمير تشارلز في بريطانيا لمصر لتنظيم معرض فني حول الفنون التراثية الإسلامية في قصر الأمير طاز. وكانت المدرسة البريطانية قد تأسست قبل ذلك بعام واحد فقط بغرض الحفاظ على الحرف التقليدية المهددة بالانقراض.

قال ممدوح صقر، مدير «بيت جميل» في القاهرة، «بفضل التبادل الثقافي بين البلدين تم تنظيم عدة دورات تأهيلية مكثفة شملت فنانين من البلدين تمخض عنها البرنامج وانضمت إليه لاحقاً مؤسسة فن جميل في المملكة العربية السعودية».

«هدفنا تخريج مصممين منفذين للفنون من خلال دراسة مهارات الرسم المنظور والرسم الحر والدراسات اللونية، وحرفة الجبس والزجاج المعشق، والخزف، وحرفة أعمال الخشب القشرة، وأعمال المعادن (تفريغ النحاس) وتقنياتها المختلفة».

هيثم هداية  
مدير مركز الفسطاط للخزف في القاهرة

يعزز المشروع، بحسب صقر، من «هذه الشراكة الايجابية في مجال التبادل الثقافي» وقد تم إعداد برامج المدرسة في بريطانيا، لكن محتواها يتسم بالمرونة ليستوعب فنون  تراثية ذات هوية خاصة. كما يقوم بالتدريس نخبة من خبراء الفنون التراثية من الفنانين المصريين والأجانب.

 قال هيثم هداية، مدير مركز الفسطاط للخزف في القاهرة الذي يستضيف الدارسين، «هدفنا تخريج مصممين منفذين للفنون من خلال دراسة مهارات الرسم المنظور والرسم الحر والدراسات اللونية، وحرفة الجبس والزجاج المعشق، والخزف، وحرفة أعمال الخشب القشرة، وأعمال المعادن (تفريغ النحاس) وتقنياتها المختلفة».

معرض صور: التدرب على حماية التراث

بدوره، يؤكد صقر أن الدراسة في البرنامج مجانية بالكامل.

قال «هذه ميزة لا تتوافر في برامج أخرى»، موضحا أن البرنامج يوفر مختلف الخامات للدارسين لتنفيذ أعمالهم خلال الدراسة أو تنفيذ مشروعات التخرج التي يتم عرضها سنوياً في معرض عام. كما ينظم البرنامج جولات للدارسين في بعض البيوت التراثية للتعرف على فنونها وطرازها المعماري، وتدفع كذلك أجور المدرسين.

أما عن اختيار الطلاب، فيوضح هداية وجود امتحان تحريري فضلاً عن مقابلة  لسبر الخبرات الفنية والتعرف على نماذج فنية سابقة للمتقدمين.

يتم سنوياً اختيار نحو 25 طالب وطالبة من أكثر من 200 سنوياً. لكن العام الماضي والحالي، تم تخفيض أعداد المقبولين لنحو 13 طالب وطالبة فقط بسبب الإجراءات الاحترازية التي فرضها وباء كوفيد-19.

فرصة متجددة

تشيد كرم يوسف صاحبة مكتبة «كتب خان» بتجربة الدراسة في «بيت جميل». فبعد عامين من الدراسة المنتظمة أصبحت أكثر إدراكاً لقيمة الفنون الإسلامية التي تتسم بها بعض مناطق القاهرة القديمة.

«بفضل ما درسته في بيت جميل أصبحت مدركة بشكل احترافي لقواعد التلوين وطرق خلط الألوان وأساليب صياغة الزخارف في الفنون الإسلامية والقبطية».

كرم يوسف  
صاحبة مكتبة «كتب خان»

قالت «امتلكت أدوات ومعايير للتعبير الفني زادت من المهارات التي كنت أملكها في السابق».

سابقاً، درست يوسف الإعلام. لكنها كانت تجيد الرسم وتنفذ بعض التصاميم الهندسية وتقوم بتلوينها دون دراية كافية.

قالت «بفضل ما درسته هنا أصبحت مدركة بشكل احترافي لقواعد التلوين وطرق خلط الألوان وأساليب صياغة الزخارف في الفنون الإسلامية والقبطية».  موضحة أن التجربة زادتها  ثقة في «قدرة الفنان على الابتكار وتعزيز الشعور بالهوية».

تملك مي القراقاصي، خبرة مختلفة مع «بيت جميل» فهي تعمل بمركز الفسطاط  للخزف الذي يستضيف الدارسين وعندما لمست جدية التجربة قررت الانضمام للدراسة. بعد التخرج، انضمت لفريق التدريس في البرنامج.

قالت «درست في كلية الفنون التطبيقية، وكنت أرسم بمهارة ولكن بفضل ما تعلمته أصبحت معنية بالجانب التحليلي والتفكير في منطق صياغة أي عمل فني أشاهده».

مع ذلك، يبدي طلاب البرنامج أسفهم على ما تؤول إليه أعمالهم المنجزة خلال الدراسة.

قالت يوسف «تتعرض الأعمال للتلف لأنها تخزن بشكل سيء، نتمنى إتاحة الفرصة لنا لبيعها مثلاً والترويج لأنفسنا من خلالها».

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

يقر صقر بحق الدارسين في عرض أعمالهم أو القيام ببيعها لاحقاً. لكنه لا ينفي وجود بعض «العقبات البيروقراطية التي حاولنا التغلب عليها ولم ننجح تماماً».

https://www.bue.edu.eg/
Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى