أخبار وتقارير

طالبات أفغانيات يواصلن حلم تصميم الروبوتات في قطر

الدوحة – بعد مرور أكثر من شهر على إجلاء تسع طالبات من فريق الروبوتات الأفغاني النسائي من أفغانستان، تنشغل الشابات اليوم بتصميم روبوتات استعدادًا للمشاركة في مسابقة دولية جديدة.

كان الفريق يحاول مغادرة أفغانستان عند وصول حركة طالبان إلى كابول واستيلائها على السلطة في 15 آب/ أغسطس. لكن في 17 آب/ أغسطس، وصلت تسع طالبات منهن إلى الدوحة، بينما تم إجلاء ست أخريات إلى المكسيك.

قالت سمية فاروقي، إحدى المشاركات في الفريق والبالغة من العمر 18 عامًا، في مقابلة عبر برنامج زووم، «نواصل شق طريقنا، وليس بإمكان أي شيء أن يوقفنا. من خلال المشاركة في هذه المسابقة، نريد أن نظهر للجميع أن الفتيات الأفغانيات موهوبات. إذا ما تم تزويدهن بالتسهيلات اللازمة، فليس مُهما مكان تواجُدهن».

وكان فريق الطالبات قد اكتسب شهرة في عام 2017 بعد رفض منحِهن تأشيرات دخول لحضور مسابقة الروبوتات الدولية في العاصمة واشنطن، قبل أن يتدخل البيت الأبيض ويُعفي الفريق من تأشيرات الدخول.

«نواصل شق طريقنا، وليس بإمكان أي شيء أن يوقفنا. من خلال المشاركة في هذه المسابقة، نريد أن نظهر للجميع أن لفتيات الأفغانيات موهوبات. إذا ما تم تزويدهن بالتسهيلات اللازمة، فليس مُهما مكان تواجُدهن».

سمية فاروقي
طالبة أفغانية من فريق الروبوتات

قدمت مؤسسة قطر، بالتعاون مع صندوق قطر للتنمية، منحًا دراسية للشابات، اللائي تتراوح أعمارهن بين 15 و20 عامًا، لمواصلة تعليمهن في المدارس الثانوية وبرامج ما قبل الجامعة التابعة للمؤسسة. تعد البرامج جزءًا من المدينة التعليمية للمؤسسة، والتي تضم فروع ثمان جامعات دولية. (اقرأ التقرير ذي الصلة: التجربة القطرية في استيراد التعليم العالي).

تستضيف قطر حالياً حوالي 20 ألف أفغاني تم إجلاؤهم من بلادهم. مع ذلك، لم تعلن مؤسسة قطر عن أي خطط لدعم تعليم استكمال الأفغان الواصلين لتعليمهم العالي.

وكانت مؤسسة التعليم فوق الجميع في قطر قد وقعت، في وقتٍ سابق من هذا الشهر، اتفاقية تعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت وكلية لومينوس الجامعية التقنية في الأردن، لتطوير برامج منح دراسية لدعم 1,200 من الشباب المحرومين من لبنان والأردن وفلسطين وسوريا على مدى الأعوام الأربع القادمة. في إطار البرنامج، سيتم اختيار الطلاب المتفوقين من كلا الجامعتين لمواصلة تعليمهم في جامعات قطر.

تساعد مؤسسة قطر، بالتعاون مع صندوق قطر للتنمية، الشابات على مواصلة تعليمهن في المدارس الثانوية وبرامج ما قبل الجامعة التابعة للمؤسسة.
تساعد مؤسسة قطر، بالتعاون مع صندوق قطر للتنمية، الشابات على مواصلة تعليمهن في المدارس الثانوية وبرامج ما قبل الجامعة التابعة للمؤسسة.

وفي آذار/ مارس هذا العام، وقعت قطر اتفاقية مع  فلسطين لتقديم المساعدة للطلاب الفلسطينيين اللاجئين لدعم استكمال تعليمهم الجامعي. ومن المتوقع أن يستفيد نحو 339 لاجئًا فلسطينيًا شابًا من هذا الدعم، المقدم أيضًا من خلال مؤسسة التعليم فوق الجميع لمدة خمس سنوات.

منذ العام 2009، قدمت المؤسسة 1,000 منحة دراسية للتعليم العالي في قطاع غزة، كما ساعدت في إعادة بناء وتأهيل 50 مرفقًا تعليميًا، بما في ذلك 10 جامعات كانت قد تضررت في عام 2014. (اقرأ التقرير ذي الصلة: المؤسسات التعليمية الفلسطينية مجددًا تحت مرمى النيران الإسرائيلية).

دعم ورعاية الفريق

تقتصر المنح الدراسية المقدمة لفريق الروبوتات الأفغاني في الدوحة حاليًا على الدراسة الثانوية. وليس من الواضح ما إذا كان الدعم سيمتد إلى التعليم العالي.

«تتمثل أولويتنا في ضمان شعور الطالبات بالأمان والرعاية والثقة رغم صعوبة هذه الفترة في حياتهن».

بثينة النعيمي
رئيسة قطاع التعليم قبل الجامعي في مؤسسة قطر

قالت بثينة النعيمي، رئيسة قطاع التعليم قبل الجامعي في مؤسسة قطر، في رسالة عبر البريد الإلكتروني، «تتمثل أولويتنا في ضمان شعور الطالبات بالأمان والرعاية والثقة رغم صعوبة هذه الفترة في حياتهن». وكتبت النعيمي «عاشت الطالبات فترة من انعدام اليقين والاضطراب. بغياب الدعم والرعاية، يمكن أن يكون لهذه الأوقات العصيبة تأثير دائم على أولئك الذين يعانون منها. وبالنسبة لطالبات موهوبات ومبدعات وطموحات، فإن هذه الأوقات قد تعيق تعليمهن بشدة وتحرِف آمالهن عن مسارها».

قبل وصول طالبان إلى السلطة، استثمرت الشابات اهتمامهن بالروبوتات لبناء أجهزة تنفس اصطناعي من قطع غيار السيارات المستعملة مع انتشار جائحة فيروس كورونا في أرجاء بلادهن. وكُن يخططن لمتابعة التعليم العالي في الخارج في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي وهندسة الفضاء والروبوتات.

قالت عايدة حيدربور، طالبة في الفريق، «لا توجد جامعات تقدم برامج دراسية كهذه في أفغانستان. كنا نرغب بمواصلة تعليمنا في بلد آخر آمن حيث يمكننا الحصول على تعليم أفضل».

«لا توجد جامعات تقدم برامج دراسية كهذه في أفغانستان. كنا نرغب بمواصلة تعليمنا في بلد آخر آمن حيث يمكننا الحصول على تعليم أفضل».

عايدة حيدربور
طالبة في فريق الروبوتات

ويقول تقرير للبنك الدولي صدر عام 2013 بعنوان «التعليم العالي في أفغانستان: منظر جبلي ناشئ» إن الطلب على التعليم العالي يفوق العرض المتاح في البلاد. في عام 2011، لم يتم قبول حوالي 75,000 من خريجي المدارس الثانوية في التعليم العالي بسبب عدم وجود أماكن كافية.

وذكر التقرير إن النقص في فرص التعليم العالي المتاحة داخل البلاد أدى إلى سعي العديد من الطلاب الأفغان للحصول على درجات علمية في الخارج، كما يدرس أكثر من 30 ألف طالب أفغاني الآن في الخارج، وفقًا لإحصاءات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، ويذهب معظمهم للدراسة في إيران أو تركيا أو الهند.

فرص غير متوقعة

اليوم، لا ترغب فاروقي وحيدربور بإبداء القلق حول فرص الدراسة الجامعية، وتشعران بالسعادة لحصولهما على منح لإنهاء الدراسة الثانوية حيث تريدان التركيز على دراستهما ومسابقات الروبوتات في مكان آمن.

تعمل طالبات فريق الروبوتات على تطوير مشروعهن في قطر. تقول سمية فاروقي، إحدى المشاركات،
تعمل طالبات فريق الروبوتات على تطوير مشروعهن في قطر. تقول سمية فاروقي، إحدى المشاركات، “نواصل طريقنا، ولا شيء يمكن أن يوقفنا”.

قالت حيدربور «إنها فرصة جيدة للغاية بالنسبة لنا وكل الفريق سعيد ومتحمس لها. نريد أن ندرس في مكان آمن. هذا مهم جدًا بالنسبة لنا لأنه مكان يمكننا فيه مواصلة تعليمنا بشكل مثالي والتركيز بشكل جيد على مسابقاتنا».

إلى جانب الذهاب إلى المدرسة، تذهب الفتيات الآن إلى مختبر في فرع جامعة تكساس أي آند إم في قطر ثلاث مرات أسبوعيًا لتطوير الروبوتات الخاصة بهن استعدادًا لمسابقة «التحدي العالمي الأول للروبوتات» لعام 2021.

يتضمن جزء من المسابقة وجود فرق لتحديد مشكلة متعلقة بالوباء وإنشاء مشروع لحلها. لمواجهة هذا التحدي، يقوم الفريق الأفغاني بتصميم روبوت للتعقيم بواسطة الأشعة فوق البنفسجية.

قالت فاروقي « بدأنا بناء الروبوت في أفغانستان، لكننا أتينا إلى هنا واضطررنا إلى ترك روبوتاتنا في كابول. لذلك سنقوم ببنائه مرة أخرى باستخدام ذات البرنامج».

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

يفيد تقرير البنك الدولي لعام 2013 إن الدراسة في الخارج تساهم في هجرة الأدمغة من أفغانستان، حيث يفشل العديد من الطلاب الذين يسافرون إلى الخارج في العودة، ويحصلون على وظائف في دول أجنبية. لكن طالبات فريق الروبوتات حريصات على العودة إلى وطنهن.

قالت حيدربور «عندما نكمل تعليمنا، سنعود إلى بلدنا. سنبني بلدنا ونطور تقنيات مختلفة لشعب أفغانستان. شعبنا يحتاج إلينا وسنكون رُعاة جيدين لكل من يحتاج إلينا».

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى