أخبار وتقارير

أحمد دلّال يتسلم مهام الرئيس رقم 13 للجامعة الأمريكية بالقاهرة

احتفلت الجامعة الأمريكية بالقاهرة، الإثنين، بتنصيب الدكتور أحمد دلّال، الرئيس الثالث عشر للجامعة، وهو وأول عربي أمريكي يرأسها، وسط إجراءات احترازية، التزم فيها الحضور بالتباعد الاجتماعي، والكمامات الطبية.

وشهد حرم الجامعة في القاهرة الجديدة، شرق العاصمة المصرية القاهرة، حضورًا لافتًا لعدد من الشخصيات العامة، ومسؤولون بالدولة، ورجال أعمال، ورؤساء جامعات مصرية وإقليمية ودولية، وأعضاء مجلس أوصياء الجامعة، ورؤسائها السابقين، وأعضاء هيئة التدريس، وطلاب وموظفي الجامعة.

«دلّال» اللبناني المولد والنشأة، حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية، من الجامعة الأمريكية في بيروت، وعمل في بداية حياته المهنية في صناعة الطيران، قبل حصوله على الماجستير والدكتوراه في الدراسات الإسلامية من جامعة كولومبيا.

أمضى «دلّال» 25 عاماً في الدراسة والتدريس في الولايات المتحدة الأمريكية، بصفته أستاذًا للدراسات الإسلامية، وتمتد تجربته في التدريس من الجامعة الأمريكية في بيروت، إلى جامعة ستانفورد، وجامعة ييل، وكلية سميث، وجامعة جورج تاون، التي شغل فيها منصب رئيس قسم الدراسات العربية والإسلامية، كما شغل «دلّال» منصب عميد جامعة جورج تاون في قطر، منذ عام 2017 ولمدة 4 سنوات، ومنصب الرئيس الأكاديمي للجامعة الأمريكية في بيروت من 2009 إلى 2015.

بدأت مراسم حفل التنصيب بموكب افتتاحي، ضم أعلام الدول يحملها طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة، تبعه دخول أعضاء مجلس الأوصياء، والإدارة العليا للجامعة، إلى مسرح قاعة «باسيلي» التي شهدت الحفل، بحضور مارك تيرنيج، رئيس مجلس الأوصياء، والدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري.

«إن خبرة دلَال بالمنطقة العربية لا تقتصر فقط على جذوره العربية، بل أيضاً إلى قيامه بدراسة المنطقة، وفهم تاريخها وثقافتها، والتحديات والطموحات والفروق الدقيقة المعقدة الخاصة بها».

مارك تيرنيج
رئيس مجلس الأوصياء

جذور عربية وخبرة أمريكية

أكد «تيرنيج» في كلمته، أن الفطنة الأكاديمية والإدارية لرئيس الجامعة الجديد «دلّال»، بجانب أسلوب القيادة الشامل، والشعور العميق بالهدف، ستعمل على تعزيز دور الجامعة، ورسالتها في التعليم العالي، المتغير بشكل متزايد، حسب تعبيره.

وقال: «إن اليوم هو يوم خاص جدًا في تاريخ الجامعة، وإن تنصيب رئيس جديد مناسبة للاحتفال، ولكنها أيضاً فرصة للتفكير في إرث قوي ومستقبل واعد». وتابع رئيس مجلس أوصياء الجامعة: «إنها فرصة لنؤكد مجدداً على قيمنا الأساسية، ونجدد التزامنا بمهمة الجامعة الأمريكية بالقاهرة الأساسية، المتمثلة في خدمة مصر والتعليم والبحث على أعلى مستوى».

وأوضح «تيرنيج» أن «دلّال» مثله مثل الجامعة الأمريكية بالقاهرة، حيث تعود أصوله للمنطقة العربية، إلا أنه أمريكياً من حيث الخبرة والتجارب. وقال: «إن خبرة دلَال بالمنطقة العربية لا تقتصر فقط على جذوره العربية، بل أيضاً إلى قيامه بدراسة المنطقة، وفهم تاريخها وثقافتها، والتحديات والطموحات والفروق الدقيقة المعقدة الخاصة بها».

نشر «دلّال» مؤلفات، وألقى محاضرات عديدة حول التعلم في المجتمعات الإسلامية، في العصور الوسطى ومطلع العصر الحديث، وتطور العلوم الإسلامية التقليدية والتطبيقية، والفكر الإسلامي في العصور الوسطى، ونشوء وتطور الصحوة الإسلامية، والحركات الثقافية في مطلع العصر الحديث، والشريعة الإسلامية، وأسباب وعواقب هجمات 11سبتمبر 2001.

من جانبه قال الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي: «نحتفل اليوم بالمجتمع المميز للجامعة، والإنجازات التي امتدت لقرن من الزمان، ونتطلع أيضًا إلى المستقبل، ونرحب برئيس الجامعة أحمد دلّال في مصر في مهمته الجديدة، تمهيدًا لمئوية جديدة من التميز والابتكار والخدمة».

وأشاد «عبد الغفار» بتاريخ التعاون بين الوزارة والجامعة، في مجالات التنمية والأبحاث، وبناء القدرات والشراكات، وقال: «إن الشراكة مع المؤسسات مثلها مثل الصداقة مع الأفراد، تٌبنى على قيم مشتركة، ومما لا شك فيه أن الجامعة الأمريكية بالقاهرة والوزارة تتشاركان قيم هامة».

«دلّال» صدرت له مؤلفات عديدة، منها كتاب رد إسلامي على علم الفلك اليوناني، بعنوان «تعديل هيئة الأفلاك لصدر الشريعة»(1995)، و«الإسلام والعلم وتحديات التاريخ» (2012)، و«العقيدة السياسية لتنظيم داعش: الأنبياء والمخلصون ومحو المنطقة الرمادية» (2017)، و«الإسلام بدون أوروبا – تقاليد الإصلاح في الفكر الإسلامي في القرن الثامن عشر» (2018).

«نحتفل اليوم بالمجتمع المميز للجامعة، والإنجازات التي امتدت لقرن من الزمان، ونتطلع أيضًا إلى المستقبل، ونرحب برئيس الجامعة أحمد دلّال في مصر في مهمته الجديدة، تمهيدًا لمئوية جديدة من التميز والابتكار والخدمة»

خالد عبدالغفار
وزير التعليم العالي والبحث العلمي

رؤية مستقبلية

في كلمته تحدث رئيس الجامعة الجديد عن أهمية دور الأسرة في مشواره المهني، وتوجه بالشكر لزوجته وابنته الصغرى «كِندة»، وتحدث عن شعور ابنته ذات الثمانية أعوام، عندما عرفت أنها ستنتقل للعيش في مصر، وأنها بحثت عن الحضارة المصرية القديمة، وتحدثت معه عن بناة الأهرامات، وربط «دلال» بين ما فعلته ابنته، وما يدور في عالمنا اليوم، حيث البحث وسيلة للتعامل مع المشكلات والأزمات المختلفة.

أكد «دلّال» أنه يعمل على تحقيق ركيزتين للتعليم في الجامعة، السعي وراء الحقيقة، وإنتاج المعرفة ونشرها. وقال: «يجب علينا الآن أن نقدم المزيد، ونركز بشكل أفضل على الخدمة، خدمة أسرنا ومجتمعاتنا، والسعي لجعل العالم مكانًا أفضل».

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

وأوضح أن من السمات المميزة للجامعة الأمريكية بالقاهرة، التزامها بتقديم تعليم قوي وشامل للتعليم الليبرالي، القائم علي التفكير التحليلي والنقدي، وقال: «ولكن بينما نعمل بشكل جماعي على صقل رؤيتنا للمستقبل، سنحتاج إلى إعادة تعريف ما يعنيه التعليم الليبرالي في القرن الحادي والعشرين، خاصة بعد جائحة كورونا».

وأضاف: «في الأيام المقبلة، سنرسم مستقبلنا معًا، وسنقرر بشكل جماعي المجالات الجديدة التي يمكننا أن نقدم فيها مساهمات ذات مغزى. على سبيل المثال لا الحصر، سنعمل على الإسهام في مجالات علم البيانات والذكاء الاصطناعي، والدراسات الحضرية، والدراسات البيئية، والعلاقة بين الماء والغذاء والطاقة، بجانب مجموعة الدراسات الثقافية في بلد ساهم بشكل كبير في الحضارة الإنسانية».

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى