أخبار وتقارير

فوزي فهمي..ستارة المسرح العربي تغلق آخر فصول حياة «عاشق الظل»

بوفاة الأكاديمي الدكتور فوزي فهمي، الرئيس الأسبق لأكاديمية الفنون في مصر، تفقد الثقافة العربية والمصرية رمزًا من رموز المسرح، وراعٍ من رعاة الفنون، وأحد أبرز واضعي السياسات الثقافية، التي طبقتها مصر على مدار نحو أربعة عقود، حقق خلالها العديد من الإنجازات دون أن يظهر في دائرة الضوء.

توفي «فهمي» عن عمر ناهز 83 عامًا، الجمعة، 15 أكتوبر/تشرين الأول، ونعت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة المصرية، الراحل عضو المجلس الأعلى للثقافة، وقالت: «فقدت الثقافة فى مصر والوطن العربى أحد أعمدتها». وأضافت: «كان الراحل مثالًا للأب والمعلم والصديق لأجيال من المبدعين»، مؤكدة أنه ترك علامات بارزة فى مجال المسرح.

كتب الراحل عدة مسرحيات، تم تقديمها على المسرح القومي، خلال الثمانينيات، من بينها «عودة الغائب»، و«لعبة السلطان».

بصمة في الفنون وحب للظل

يُعد الأكاديمي الراحل ممن رسموا ملامح العمل الثقافي، طوال عصر الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، وتولى العديد من المواقع الثقافية المؤثرة، لكن إنجازه الأبرز ارتبط بتطوير وتحديث أكاديمية الفنون، التي تأسست عام 1969.  وهو ما يوضحه الناقد المسرحي، محمد الروبي: «كان الراحل من البنائين الكبار الذين حرصوا على تطوير مناهج دراسة الفنون في مصر، وتطوير بنيتها التحتية».

«الراحل اتسم كذلك بقدرة فائقة على الترفع عن الصغائر، وعدم التورط في خصومات صغيرة»

أحمد مجاهد
الرئيس السابق لهيئة الكتاب في مصر

وُلد «فهمي» فى 21 أغسطس 1938، فى القاهرة، والتحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية بقسم الدراما، ثم حصل على درجة الدكتوراه فى علوم المسرح، سنة 1975، من إحدى الجامعات الروسية.  وبعد عودته، عمل أستاذًا للدراما والنقد في أكاديمية الفنون، وبعد أن أصبح رئيسا للأكاديمية عام 1989، عمل على تطوير قاعات الدراسة والاستديوهات داخلها، وأسس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، أول مهرجان للمسرح التجريبي في العالم العربي، واستمر رئيسًا له عشرين دورة، وأشرف على ترجمة ما يقرب من 100 كتاب، في مختلف فروع الدراما وسياسات الفنون.

 «الروبي» الذي كان من بين أقرب تلاميذ «فهمي»، قال إن أستاذه الراحل امتلك قدرات إدارية فذة، وأضاف: «منذ بداياته كان محلًا لثقة العديد من أجهزة الدولة، لكنه فضل العمل دائمًا في الظل، وتمكن من استيعاب خصومه دون الاشتباك معهم بشكل مباشر، واكتساب ثقة وزير الثقافة الأشهر فاروق حسني، وعمل معه طوال أكثر من 20 عامًا دون مشكلة واحدة».

ووصف «الروبي» الراحل بأنه «كبير الطهاة في مطبخ صناعة القرار داخل وزارة الثقافة». وقال: «كان كبيرًا للكهنة داخل الدولة، لكنه لم يرغب أبدًا في الطفو على السطح، وفضل العمل من العمق، ولم يفقد كذلك حرصه على العمل كأستاذ للمسرح والدراما، واللطلاع الدائم على كل جديد في مجاله، لذلك اهتم بالترجمة وتبني المبادرات الفنية الجديدة».

«الراحل لم يفكر في كتابة مذكراته، على الرغم من خبراته الكثيرة، وما لديه من أسرار»

محمد الروبي  
الناقد المسرحي

وقال«الروبي»: «الراحل لم يفكر في كتابة مذكراته، على الرغم من خبراته الكثيرة، وما لديه من أسرار».

 وفي مقال سابق نشره الناقد طارق الشناوي، عند الاحتفال ببلوغ  «فهمي» عامه الثمانين، قال «الشناوي»:  «إن طبيعة تكوين فهمي أنه لا يبحث عن ضوء، وتلك الميزة الأصيلة فى تكوينه الشخصي، كان لها فعل السحر فى علاقته مع فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق».

 وأوضح الدكتور أحمد مجاهد، الرئيس السابق لهيئة الكتاب في مصر، أن الراحل كان مثالًا للثقة والموضوعية، والقدرة على رسم السياسات الثقافية، وإعداد اللوائح الإدارية في المواقع التي تولاها .وقال: «الراحل اتسم كذلك بقدرة فائقة على الترفع عن الصغائر، وعدم التورط في خصومات صغيرة» .

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

وأضاف: «ظل يرفض على مدى 30 عامًا، ترشيحه لجوائز الدولة، لأنه كان يشغل مواقع قيادية فى وزارة الثقافة، وبعد أن صار بعيدًا عن تلك المواقع، ظل على موقفه، رغم جدارته بأرفعها وهي جائزة النيل».

من جانبه، نعى الأكاديمي الكويتي سليمان العسكري، رئيس التحرير السابق لمجلة العربي، الراحل فوزي فهمي وقال: «كان عقلًا مثقفًا ذو رؤية ثاقبة».

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى