أخبار وتقارير

من الصيدلة إلى الإغاثة.. رحلة باحث مصري لمواجهة المرض والجوع جنوب السودان

من مجال الصيدلة، إلى النشاط الإغاثي العابر للحدود، قرر الشاب المصري أحمد مصلح، الحاصل على ماجستير إدارة الأعمال، الخروج عن المألوف، وتقديم المساعدة لمن يحتاجها عبر العمل مع المنظمات الإنسانية الدولية.

تعود أولى خطوات مصلح في سبيل تحقيق حلمه، إلى عام 2012، حيث خاض أكثر من تجربة، إلى أن استقر به المقام مع منظمة «أطباء بلا حدود»، التي تنشط في المجال الطبي الإنساني في أكثر من سبعين دولة حول العالم.

و«أطباء بلا حدود/ Medecins Sans Frontieres – MSF»، منظمة طبية إنسانية دولية، أسسها مجموعة من الأطباء والصحفيين في فرنسا سنة 1971، كمنظمة «مستقلة تركز على الطب المعني بحالات الطوارئ والتحدث علانية عن أسباب معاناة الإنسان».

يقول «مصلح»: «العمل، مع أطباء بلا حدود، يمثل حلمًا بالنسبة لي منذ أن كنت في العاشرة من عمري، وذلك حينما التحق طبيب الأطفال المتابع لي، وصديق الأسرة، مع المنظمة وعمل معها في مختلف المناطق».

«العمل، مع أطباء بلا حدود، يمثل حلمًا بالنسبة لي منذ أن كنت في العاشرة من عمري، وذلك حينما التحق طبيب الأطفال المتابع لي، وصديق الأسرة، مع المنظمة وعمل معها في مختلف المناطق»

أحمد مصلح

ويضيف: «نما الحلم معي يومًا بعد يوم، إلى أن اتخذت القرار بتغيير مسار عملي من القطاع الخاص إلى العمل الإغاثي في عام ٢٠١٢، وعندما قررت العمل مع أطباء بلا حدود كان هدفي الرئيسي أن أكون في الخطوط الأمامية، لتقديم الدعم اللازم للمحتاجين للخدمات الطبية، والاستخدام الأمثل للموارد المتاحة لنا في سبيل تقديم خدمة طبية مميزة».

المهمة الأولى

في يوليو/تموز من العام الماضي، كان «مصلح» على موعد مع أولى مهامه مع فرق المنظمة، في جنوب السودان، حيث قضى ثمانية أشهر في ذلك البلد، الذي واجه حالات طوارئ متنوعة، بما فيها تصاعد العنف، وجائحة كوفيد-19، والفيضانات الغزيرة، وارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي، إلى درجة أصبح نحو ثلثي السكان بحاجة إلى المساعدات الإنسانية.

ما ضاعف من هذه المعاناة، موجة العنف التي أدت مقتل أكثر من ألفي شخص، في الفترة ما بين يناير وأكتوبر 2020، كما نزح عشرات الآلاف، وفق التقرير السنوي لأنشطة المنظمة.

something didnt work here

أمام كل تلك التحديات، كان أحمد مصلح، جزءًا من تحركات الاستجابة لسد الاحتياجات الطبية والإنسانية الملحة، وكفالة استمرار خدمات الرعاية الصحية الأساسية في 16 مشروعًا، تديرها «أطباء بلا حدود» في جنوب السودان. ورغم تلك الجهود، إلا أن الرعاية الصحية «لاتزال غير كافية، أو غير موجودة، في أجزاء كثيرة من البلاد، لاسيما في ولايات الوحدة، والنيل الأعلى، وجونجلي»، حيث عمل «مصلح».

وعن تجربته في جنوب السودان، قال الصيدلي المصري: «مهما قرأت عن جنوب السودان، فلن تتخيل حجم معاناة شعبها. خلال فترة العمل هناك تعلمت إعادة تعريف بعض المسميات التي نطلقها جزافًا مثل كلمات: معاناة، واحتياج، وفقر، وأمل، ويأس».

وتابع: «إذا أردت تعريف معنى كلمة المعاناة؛ فاحمل أباك على ظهرك ثلاثة أيام في الوحل والطين حتى  تصل به لأقرب مقدم خدمة صحية، أو تناول وجبة واحدة في اليوم عبارة عن دقيق ممزوج بالماء على نار الحطب، أو اجعل السماء غطاءك والأرض سريرك بعد أن اقتلعت مياه الفيضان كوخك أو خيمتك. كل هذا علمني أن أقول: الحمد لله، وأن أدرك أننا لسنا في سباق لنزايد على بعضنا البعض».

«مهما قرأت عن جنوب السودان، فلن تتخيل حجم معاناة شعبها. خلال فترة العمل هناك تعلمت إعادة تعريف بعض المسميات التي نطلقها جزافًا مثل كلمات: معاناة، واحتياج، وفقر، وأمل، ويأس».

أحمد مصلح

وأجاب عن سؤال حول أصعب المواقف التي واجهها: «كل يوم من العمل هناك له ذكرى مميزة؛ التكيف على العيش داخل خيمة، وقصة كل مريض استطاعت المنظمة تقديم العون له، أو مريض جاء محمولًا وخرج يمشي، أو انقطاع الإمداد اللوجيستي لأسابيع بسبب الفيضان، وقدرة الفريق على استثمار الموارد المتاحة».

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

بعد هذه التجربة التي تبدو مثيرة، يقول «مصلح» عن نفسه: «تحولت إلى نسخة أكثر نضجًا وأقل تنافسية واستهلاكية، أقرب للعمل الجماعي منه للفردي. منحتني التجربة رؤية جديدة للعالم في كيفية تحويل عملي إلى قيمة مضافة ومنتجة».

وفق التقرير السنوي لـ«أطباء بلا حدود»، لعام 2020، فقد قدمت المنظمة 688 ألف استشارة خارجية، وأكثر من 5 آلاف عملية جراحية في جنوب السودان، كما ساهمت في علاج أكثر من 195 ألف شخص من الملاريا.

Countries

‫2 تعليقات

  1. احمد مصلح… رجل المهام الصعبه من أيام الكليه وحتي الان عهدناك قائد ومعلم ومنتج إنت من فتح لنا باب الثقافه والتعليم والسعي الخدمي غير إنك المحلل مكتشف الجواهر المدفونه في من هم حوله و القادر علي تحفيز الكل بأبسط الكلمات … ادام الله عليك تميزك

  2. احمد مصلح… رجل المهام الصعبه من أيام الكليه وحتي الان عهدناك قائد ومعلم ومنتج إنت من فتح لنا باب الثقافه والتعليم والسعي الخدمي غير إنك المحلل مكتشف الجواهر المدفونه في من هم حوله و القادر علي تحفيز الكل بأبسط الكلمات ولن انسي كتاباتك المبدعه حيث تجمع بين السخريه والعمق مع الحس الفكاهي الرائع … ادام الله عليك تميزك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى