أخبار وتقارير

جاذبية سري..فرشاة آخر التشكيليات الرائدات تجف

برحيل الفنانة التشكيلية المصرية، جاذبية سري، عن عمر ناهز 96 عامًا، تغيب آخر التشكيليات الرائدات في العالم العربي. وشيعت، اليوم الخميس، جنازة الفنانة الراحلة، من مسجد مصطفى محمود، بضاحية المهندسين، في محافظة الجيزة المصرية، بحضور تشكيليين من كافة الأعمار.

ونعت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة المصرية، الراحلة وقالت في بيان إنها «إحدى العلامات البارزة في مجال التشكيل المصرى والعربى»، وأضافت أنها «مبدعة من طراز خاص، وسجلت بأعمالها تفاصيل الحياة في المجتمع بأسلوب متفرد».

كما نعى قطاع الفنون التشكيلية الراحلة، وقال خالد سرور، رئيس القطاع، في بيان :«فقدنا اليوم فنانة عظيمة، رحلت عنا جسداً، لكن ستبقى بيننا برمزيتها وإبداعاتها وما قدمته».

ولدت جاذبية سري، بحي بولاق، عام 1925، ونالت دبلوم الفنون الجميلة، عام 1948.‏‏ ثم دبلوم التربية الفنية، عام 1949، واستكملت دراستها العليا في فن التصوير  في باريس وروما، ثم في كلية ميلد بجامعة لندن، عام 1954/1955، وبعد عودتها من أوروبا عملت مدرسة تربية فنية بمدارس المعلمات العليا، إلى أن أصبحت أستاذة للتصوير بكلية التربية الفنية، جامعة حلوان حتى عام 1981.‏‏ ثم بالجامعة الأمريكية بالقاهرة عامى 1981،1982.

«أنها من معالم البانوراما المصرية للفن النسائى».

كارمينى سينسكالكو
الناقد الإيطالى الراحل

مشروع جاذبية الفني

برزت «سري» كمصورة رائدة، إلى جوار الفنانتين الراحلتين إنجي أفلاطون (1924-1989)، وتحية حليم (1919-2003)، وأقامت ما يزيد عن 70 معرضًا فرديًا، وشاركت في معارض جماعية داخل وخارج مصر.

ونقل الفنان أشرف رضا، الرئيس السابق لأكاديمية الفنون المصرية في روما، عبر صفحته على «فيس بوك»، رأي الناقد الإيطالى الراحل، كارمينى سينسكالكو، في أعمال الراحلة ، حين قال عنها «أنها من معالم البانوراما المصرية للفن النسائى».

من أعمال الفنانة جاذبية سري

وصف «رضا» أعمال جاذبية سرى بـ«المشروع الفنى الطويل، الذي عبر مراحل متعددة، ووثق تاريخ مصر وفق رؤيتها، فقد بدأت بمعاناة الفلاح والنساء والضغوط الاجتماعية أثناء الاحتلال، واختفت خلف البيوت والمبانى أثناء الانكسار والهزيمة، ثم انتقلت للتعبير عن الطفولة والمرح أيام السلام، وعبرت أثناء غربتها عن حنينها للوطن بالصحراء، ولكن حين أرادت أن تعبر عن نفسها فقط، لم تستطع ذلك، لأنها اكتشفت أنها كل ما سبق».

المعرض الأخير

شهدت قاعة الزمالك للفنون، قبل نحو 3 سنوات، المعرض الأخير لأعمال «سري». وضم بعض لوحاتها التحضيرية «سكتشات»، ولوحات بالألوان المائية، والجرافيك، وبدا من خلالها أن أعمالها اتسمت  بالاستجابة الواعية لتحولات التصوير المصري الحديث، مع الإبقاء على الأصالة. وتحولت من النزعة الواقعية، إلى السريالية، والتجريدية. والمزج بين المصرية ومعطيات الحداثة الغربية.

تنتمي «سري» الى جيل المصورين المصريين المتميزين، مثل حسن سليمان، وحامد ندا، وعبد الهادي الجزار، المنتمين إلى فناني الجيل الثاني لمدرسة التصوير المعاصر

تنتمي «سري» الى جيل المصورين المصريين المتميزين، مثل حسن سليمان، وحامد ندا، وعبد الهادي الجزار، المنتمين إلى فناني الجيل الثاني لمدرسة التصوير المعاصر، الذين عملوا على توسيع جماهيرية الفن التشكيلي، ضمن الارتباط بالمشروع السياسي، الذي جاءت به ثورة يوليو 1952. واتسمت أعمالهم بالواقعية، والالتزام بالقضايا القومية والتعبير عنها فنيًا.

استلهمت أعمال «سري» الموضوعات الشعبية، ولكن دون حصرها في الإطار الفلكوري، وخلقت ما يسميه الناقد الراحل، فاروق بسيوني (1951-1998) «الحداثة الواعية».

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

ونالت الراحلة العديد من الجوائز والأوسمة، منها: جائزة روما للتصوير (1952)، والجائزة الشرقية (التصوير بالزيت – القسم المصرى) بينالى فينسيا (1956)، والجائزة الثانية في الحفر في بينالى الإسكندرية (1959)، والجائزة الشرقية لمسابقة الإنتاج الفنى(1975)، وجائزة الدولة التشجيعية في الفنون، من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية (1970)، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى (1970)، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة (1999).

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى