أخبار وتقارير

مبادرة بحثية لسد النقص في تخصصات النقد الفني بجامعة السلطان قابوس

أسس أكاديميون وطلاب بجامعة السلطان قابوس، في عُمان، تجمعًا بحثيًا، تحت اسم: «مجموعة البحث النقدي والتأريخي للفنون البصرية»، تتبع كلية التربية بالجامعة التي تعد أقدم وأكبر جامعة حكومية في البلاد، بغية «سد النقص في تخصصات النقد والتأريخ الفني».

ما دفع هؤلاء الباحثين إلى اتخاذ الخطوة هو ما يرونه «عزوفًا ملحوظًا عن الالتحاق ببرامج الدراسات العليا، ومحدودية الورش التدريبية في هذا المجال»، كما يقول بعضهم.

يترأس المجموعة البحثية، ياسر منجي، وهو أستاذ مساعد بقسم التربية الفنية بالجامعة. وتحدث عن الفكرة، في اتصال هاتفي مع «الفنار» قائلًا: «المجموعات البحثية نظام أكاديمي تتبناه جامعة السلطان قابوس، لتعزيز النشاط البحثي لدى منتسبيها. الهدف الرئيسي من إطلاق المجموعة هو تأهيل كوادر عُمانية، من شباب الدارسين والباحثين المنتسبين لقسم التربية الفنية، ومن منتسبي الجامعة وخريجيها، في مجالات البحث النقدي التشكيلي، وما يتقاطع معه من دراسات وأبحاث بينية ذات صلة».

وأضاف «منجي»، وهو حائز على جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي، لدورتين متتاليتين (2008 و2009): «نحاول تعزيز ثقافة البحث البَيني، من خلال فتح سياقات بحثية بين مجالات البحث في المجموعة، وبين سائر التخصصات الأكاديمية بالجامعة». كما تستهدف المجموعة، وفق رئيسها، «نشر أوراق بحثية في مختلف مجالات التخصص، وخاصة في الموضوعات التي تستلزم تعاون باحث أو أكثر في ورقة علمية واحدة، تتضمن قضية بحثية ذات طبيعة بينيّة أو محاور تكاملية».

«نحاول تعزيز ثقافة البحث البَيني، من خلال فتح سياقات بحثية بين مجالات البحث في المجموعة، وبين سائر التخصصات الأكاديمية بالجامعة».

ياسر منجي
أستاذ مساعد بقسم التربية الفنية بجامعة السلطان قابوس

وقد بدأت المجموعة أنشطتها، في أيلول/سبتمبر الماضي، باستضافة وزير الثقافة المصري الأسبق، فاروق حسني، وهو رئيس مجلس إدارة مؤسسة فاروق حسني للثقافة والفنون. ومؤخرًا، جرى تنظيم فعالية حضرتها الأديبة المصرية مي التلمساني، الحائزة على وسام الفنون والآداب الفرنسي برتبة فارس. ويعتزم القائمون على المجموعة، لاحقًا، تنظيم ورش علمية، وإطلاق شراكات مع جامعات معنية بدراسات النقد الفني، وتاريخ الفن، والتراث البصري، والدراسات المتحفية.

ويتفق أكاديميون عُمانيون على «عدم وجود أعداد كافية من الباحثين في مجال النقد الفني والتأريخي، بسبب تفضيل طلاب الدراسات العليا، تناول ممارسة الفن أكثر من نقده في جامعات السلطنة». وعن ذلك، قال بدر المعمري، رئيس قسم التربية الفنية بكلية التربية في جامعة السلطان قابوس، وأحد أعضاء المجموعة البحثية، لـ«الفنار»، عبر البريد الإلكتروني: «تقهقر نشاط الحركة التشكيلية تسبب في تراجع النقد الفني كعلاقة طردية، فعندما تختفي المادة البصرية الملموسة، يصاحبها اختفاء للنشاط النقدي بلا شك، كما أن قلة قليلة من الدراسين من يتجه إلى النقد الفني، اليوم».

ويربط المعمري، الذي يعكف على الانتهاء من كتاب حول الدراسات الفنية والتشكيلية، وجود عدد «قليل جدًا من غير الدراسين» للنقد الفني، بـ«ابتعاد كتابات نقاد فنيين وكُتّاب في تاريخ الفن، عن الأسس العلمية للنقد الفني، من خلال تفسير وتوضيح العمل الفني، وتتبع البناء التشكيلي للعمل، والكشف عن دلالته التعبيرية».

وأضاف: «نحاول، في هذه المجموعة البحثية تغطية تلك الفجوة، من خلال تقديم ما يعين الفنانين ودارسي الفن على سبر غمار النقد الفني والتاريخي».

بالمثل، تتفق فخرية اليحيائية، الأستاذة بقسم التربية الفنية بالجامعة، مع القول بـ«أهمية دور المجموعة – التي تنتمي إليها – في سد النقص في تخصصات النقد والتأريخ الفني وممارساتها الاحترافية، وتحديدًا في مجال التأصيل والتوثيق العلمي لمسار الفنون البصرية، من خلال استضافة كُتّاب ونقاد عرب، للحديث عن تجاربهم الأدبية والنقدية وتسليط الضوء عليها، بالإضافة إلى تنفيذ عدد من الورش والمؤتمرات المعنية بهذا الشأن».

«نستهدف الدفع بمسيرة البحث النقدي والفني، وإيجاد قاعدة بحثية رصينة للمتلقي العربي بشكل عام، والعماني على وجه الخصوص، وبناء شراكات بحثية على نطاق أوسع بين النقاد العرب والعمانيين، كما نطمح بأن يكون لدينا رصيد علمي، يُعنى بالشأن العماني تحديدًا».

فخرية اليحيائية
الأستاذة بقسم التربية الفنية بجامعة السلطان قابوس

وتضيف، وهي أول فنانة أكاديمية وباحثة متخصصة في مجال الفنون التشكيلية بسلطنة عمان، في تصريحات لـ«الفنار»، عبر البريد الإلكتروني: «نستهدف الدفع بمسيرة البحث النقدي والفني، وإيجاد قاعدة بحثية رصينة للمتلقي العربي بشكل عام، والعماني على وجه الخصوص، وبناء شراكات بحثية على نطاق أوسع بين النقاد العرب والعمانيين، كما نطمح بأن يكون لدينا رصيد علمي، يُعنى بالشأن العماني تحديدًا».

حصلت «اليحيائية»، التي تشرف على مختبر الفنون بمؤسسة بيت الزبير الثقافية، على درجة الماجستير فى الفنون من جامعة ويلز، وعلى درجة الدكتوراه فى فلسفة الفنون الجميلة من جامعة دي مونتفورت، في بريطانيا. وتطمح الأكاديمية العمانية، عبر عضويتها بالمجموعة البحثية، إلى «توثيق صلة طلاب كلية التربية وباحثيها بالحركة النقدية العربية، وما يتصل بها من الفعاليات الثقافية والبحثية».

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

كما تسعى «اليحيائية» إلى «إشراك شريحة من النساء العمانيات في الاهتمام بالكتابات النقدية»، حيث تقول: «مجال النقد من المجالات الصعبة، ولا يمكن لغير المهتم المثقف الدخول فيها، وهذا ما يفسر قلة عدد الكتّاب في هذا المجال بجميع الدول العربية».

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى