مقالات رأي

كل ما تريد معرفته عن الاعتماد الأكاديمي لمؤسسات التعليم العالي

(الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء شخصية للكاتب ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الفنار للإعلام).

الاعتماد الأكاديمي أحد الاتجاهات الحديثة في تطوير التعليم، والذي أصبح إطارًا مرجعيًا في معظم البلدان ضمن محاولاتها المستمرة لتقييم، وتحسين الأداء في مؤسسات التعليم العالي. في بعض البلدان، يسعى الطلاب، وأولياء أمورهم للتأكد مما إذا كانت الكلية، والبرنامج الذي يهتمون بدراسته معتمدين أم لا. قد لا يكون هذا هو الوضع الحالي في معظم بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولكن دعونا نأمل أنه في المستقبل القريب، في أثناء رحلة البحث عن الكلية، والبرنامج الذي يرغب الطالب في الالتحاق به، ستثار عدة أسئلة مثل: ما هو الاعتماد؟ ما أهميته؟ أين تبحث عن الجامعات المعتمدة؟ ولذلك سنحاول في هذا المقال الإجابة عن هذه الأسئلة.

الاعتماد الأكاديمي

الاعتماد الأكاديمي للتعليم العالي عملية إجرائية لضمان جودة التعليم الجامعي، حيث تتم مراجعة خدمات، وعمليات مؤسسات التعليم العالي، أو برامجها للتحقق مما إذا كانت المعايير المطبقة مستوفاة أم لا لتُمنَح الاعتماد. عادةً ما تدار عملية الاعتماد الأكاديمي التعليم العالي من قبل وكالات حكومية في أغلب البلدان، والتي غالبًا ما تكون تابعة لوزارة التعليم العالي، عدا الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تدار عملية ضمان الجودة بها من قبل شركات خاصة، وليست جهات حكومية.

أهمية الاعتماد

يساعد الاعتماد الأكاديمي في تحديد ما إذا كانت المؤسسة تلبي، أو تتخطي الحد الأدنى من معايير الجودة، وبناءً على هذه المعلومات، يمكن لولي الأمر، والطالب اختيار الكليات المناسبة للتسجيل بسهولة. مع الأخذ في الاعتبار أنه في معظم الحالات، يُنظر للرسوم الدراسية للتعليم الجامعي على أنها نوع من أنواع الاستثمار في العديد من الدول العربية.

«الاعتماد الأكاديمي للتعليم العالي عملية إجرائية لضمان جودة التعليم الجامعي، حيث تتم مراجعة خدمات، وعمليات مؤسسات التعليم العالي، أو برامجها للتحقق مما إذا كانت المعايير المطبقة مستوفاة أم لا لتُمنَح الاعتماد».

وعلى صعيد طلاب الدراسات العليا، فمن الضروري معرفة ما إذا كانت تحويل الوحدات (خاصة ببرامج الساعات المعتمدة) مسموح أم لا، وخاصة إذا ما كانت خطتهم تشمل مواصلة تعليمهم في الخارج، إذ يستحوذ خريجو الجامعات المعتمدة على معظم منح الدراسات العليا. وتُعطى الأولوية لخريج الكلية المعتمدة، أو البرنامج المعتمد في منح المساعدات المالية المخصصة لطلاب الدراسات العليا في أغلب البلدان التي لا تزال فيها البعثات العلمية، والثقافية مقتصرة على الدولة.

 أما على المستوى المهني، يساعد الاعتماد الأكاديمي أصحاب الأعمال في تحديد جودة البرامج التعليمية، وما إذا كان الخريج مؤهلًا أم لا. وعندما يتعلق الأمر بإيجاد فرصة عمل، فإن الأمر لا يقتصر فقط  على جودة التعليم؛ وإنما يعتمد على أهمية ما يتم تدريسه والتدرب عليه على أرض الواقع. وأضحى الاعتماد أمرًا حيويًا في الآونة الأخيرة، وذلك نظرًا لإدخال التكنولوجيا، والعولمة، وعوامل أخرى تغيرات على العديد من التخصصات، والقطاعات بمعدل أسرع زمنيًا من أي وقت مضى، فذلك يعني أن البرامج الأكاديمية بما في ذلك الأدوات والموارد التي يستخدمها الطلاب، بالإضافة إلى البرامج يجب أن تتماشى مع  معايير الصناعة، واتباع أفضل الممارسات. كما يعني أيضًا أن أعضاء هيئة التدريس الذين يقومون بالتدريس في البرامج، يجب أن يكونوا مطلعين على أحدث ما وصل إليه العلم في مجالات خبرتهم.

أنواع الاعتماد الأكاديمي

هناك نوعان من الاعتماد الأكاديمي بشكل عام، أحدهما مرتبط بالمنطقة الجغرافية، وينقسم إلى: الاعتماد الإقليمي، والاعتماد المحلي، والآخر مرتبط بالجامعة نفسها، وينقسم إلى: الاعتماد المؤسسي، والاعتماد البرامجي.

الاعتماد الإقليمي أم المحلي.. أيهما أفضل؟

تعد كل من الاعتمادات الإقليمية والمحلية تقنيات لضمان تقديم المؤسسة التعليمية – سواء أكانت كلية أو جامعة – تعليمًا عالي الجودة لطلابها، فهو منظومة اختارت هذه المؤسسات، المشاركة فيها لضمان حصول طلابها على أفضل تعليم ممكن. وهو شكل من أشكال ضمان الجودة، أو برامج التطوير عن طريق  مراجعة المعايير بواسطة مراجعة الأقران.

«على المستوى المهني، يساعد الاعتماد الأكاديمي أصحاب الأعمال في تحديد جودة البرامج التعليمية، وما إذا كان الخريج مؤهلًا أم لا».

عادةً ما يكون الاعتماد الإقليمي مخصصًا للمؤسسات التي تركز على المستوى الأكاديمي، أو غير الهادفة للربح، أو المملوكة للدولة، فيما يختص الاعتماد المحلي بالبرامج التقنية والمهنية. وتنبع شهرة الاعتماد الإقليمي من كونه الأقدم زمنيًا.ويشكل استيعاب الفروق بين الاعتمادين الإقليمي والمحلي، عنصرًا ضروريًا، لتحقيق أهداف الطالب طويلة المدى، كالتفكير في الالتحاق بمؤسسة تعليمية، ثم الانتقال إلى مؤسسة تعليمية أخرى (مثل التحويل من درجة بكالوريوس، إلى أخرى، أو استكمال الدراسات العليا للحصول على درجة الماجستير).

الاعتماد المؤسسي أم الاعتماد البرامجي؟

في حين يشمل مصطلح الاعتماد الإقليمي أو المحلي نطاقًا أوسع، فإن مصطلح الاعتماد المؤسسي، أو البرامجي أكثر تحديدًا. يفحص الاعتماد المؤسسي، الأطر الأكاديمية، والتنظيمية للكلية، أو الجامعة ككل، بينما يهتم الاعتماد البرامجي بفحص البرامج المتخصصة، أو المهنية في كلية، أو جامعة، أو مؤسسة بشكل متعمق، ومستقل.

على سبيل المثال: يعد اعتماد كلية الهندسة اعتمادًا مؤسسيًا، بينما يعد اعتماد برنامج الهندسة المعمارية اعتمادًا برامجيًا.

أشهر أنظمة الاعتماد الأكاديمي

كثيرا ما نقرأ، خاصة في العالم العربي، أن هذه الجامعة تتبع المعايير الأمريكية، أو البريطانية في أثناء عملية التقدم للاعتماد. فما الفرق؟ بشكل أو بآخر، ترتكز جميع أنظمة الاعتماد على أربع محاور رئيسية للاعتماد، وهي:

• الإدارة والتوظيف.

 التدريس والتعلم والتقييم.

• رعاية الطلاب.

• المباني والمرافق.

https://www.bue.edu.eg/

يكمن الاختلاف بين الأنظمة في ترتيب أولوية هذه الركائز. على سبيل المثال: بينما تعتمد المعايير الأمريكية على المدخلات، مثل مدى ملائمة المنشآت، والمرافق، وكفاءة أعضاء هيئة التدريس، تركز المعايير البريطانية على جودة المخرجات التعليمية للمؤسسة. وتمزج الجامعات العربية، خلافًا للجامعات الدولية، بين النظامين بشكل أساسي، وفقًا للبلد الذي توجد به الجامعات.

وضع الجامعات العربية

كما ذكر سابقًا في هذا المقال، لا يزال الاعتماد الدولي للجامعات على رأس أولويات العديد من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومع ذلك، فقد حاولت جامعات عدة، في السنوات الأخيرة تحسين قدراتها البحثية، وجذب الطلاب الدوليين، وتحسين ترتيب تصنيفها في أهم التصنيفات العالمية، إذ يرونها بديلًا أفضل وأرخص للاعتماد الدولي. (اقرأ المقال ذو الصلة: تزايد عدد الجامعات العربية التي تسعى للحصول على الاعتماد الدولي).

«هناك نوعان من الاعتماد الأكاديمي بشكل عام، أحدهما مرتبط بالمنطقة الجغرافية، وينقسم إلى: الاعتماد الإقليمي، والاعتماد المحلي، والآخر مرتبط بالجامعة نفسها، وينقسم إلى: الاعتماد المؤسسي، والاعتماد البرامجي».

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

وعلى الرغم من سعي العديد من الجامعات العربية، حاليًا، للحصول على الاعتماد الدولي، إلا أن هناك جدلًا كبيرًا حول مشروعية مؤسسات الاعتماد المختلفة، مما يجعلهم يلجأون في الغالب إلى أنظمة وكيانات الاعتماد الأكاديمي الوطنية والمحلية، والتي هي إلى حد ما مزيج من الأنظمة البريطانية والأمريكية المهتمة تحديدًا بمتطلبات الدولة.

أعدت الفنار للإعلام قائمة محدثة تضم أكثر من 700 مؤسسة من جميع أنحاء العالم العربي، بالإضافة إلى تركيا.

يبدو أن المملكة العربية السعودية لديها أكبر عدد من شهادات الاعتماد، حيث حصلت على 195 اعتمادًا أكاديميًا، منها 24 لجامعة الملك سعود، و22 لجامعة الملك عبد العزيز، و20 اعتمادًا لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن. وفيما حصل لبنان على 79 اعتمادًا، حصلت تركيا على 89 اعتمادًا، في حين حصلت مصر على 39 اعتمادًا، وحصل الأردن على 20 اعتمادًا، ليكون لهذه الدول حضور كبير في قوائم اعتماد مؤسسات التعليم العالي.

أين تبحث عن الجامعات المعتمدة؟

يمكنك مطالعة  قاعدة بيانات الفنار للإعلام المحدثة التي تضم أكثر من 750 جامعة، وبرامج معتمدة دوليًا في العالم العربي. أما بالنسبة للجامعات الدولية في الخارج، يمكنك البحث عن مجلس اعتماد التعليم العالي. ولمزيد من المعلومات حول الكيانات التي تمنح الاعتماد الوطني، يمكنك أن تبحث  في مصر عن الهيئة الوطنية لضمان جودة واعتماد التعليم، وفي الإمارات العربية المتحدة عن هيئة الاعتماد الأكاديمي، وفي تركيا عن مجلس جودة التعليم العالي التركي، أما في المغرب فهناك الوكالة الوطنية للتقييم والضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي، وأخيرًا هيئة جودة التعليم والتدريب في البحرين. 

إيمان البداوي كاتبة مصرية متخصصة في شؤون التعليم العالي

مقالات ذات صلة:

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى