أخبار وتقارير

الروائي الكويتي طالب الرفاعي لـ«الفنار للإعلام»: «الكتابة الإبداعية» تخصص غائب عن الجامعات العربية

في مواجهة غياب تدريس «الكتابة الإبداعية» عن غالبية الجامعات العربية، يسعى روائيون عرب إلى تنظيم ورش متخصصة، بغرض تأهيل المبدعين الشباب لخوض هذا المجال.

ويعد الروائي الكويتي طالب الرفاعي أحد أبرز الذين خاضوا هذه التجربة، وامتدت خبراته لتشمل عواصم عربية عدة، ومنها: الكويت، وأبو ظبي، والرياض، وعمان، كما عمل مع مؤسسات رسمية وأهلية، بغرض التأكيد على أهمية هذه الورش التي بدأها قبل أكثر من عشر سنوات، ضمن مسعاه لتدريس الكتابة الإبداعية.

يقول «الرفاعي» في مقابلة مع «الفنار للإعلام» إن الكتابة الإبداعية أصبحت من ضرورات الحياة، بفضل انتشار شبكات التواصل الاجتماعي، وانغماس مستخدميها في التعبير عن أنفسهم. وعن تجربته في ورش الكتابة الإبداعية، يوضح أن أشكال الاستقبال تختلف من ورشة إلى أخرى، اعتمادًا على مستوى الطلاب المعرفي وعددهم، ومستواهم في الكتابة الإبداعية، ومدى انسجامهم وتفاعلهم فيما بينهم من جهة، ومع المحاضر من جهة ثانية، مشيرًا إلى أنه يقوم بتدريس كتابة القصة القصيرة، والرواية على حد سواء.

برنامج الكتابة العالمي

قبل خوض تجربة التدريس، نال صاحب رواية «في الهُنا» (2014) حصته من التعلم، حيث درس في «برنامج الكتابة العالمي» (International Writing Program) بجامعة آيوا الأمريكية، ثم انتقل إلى الدراسة بجامعة كينغستون لندن (University of Kingston- Londan)، ونال «الماجستير المعضّد في الكتابة الإبداعية» (MFA in Creative Writing)، في مسيرة تعليمية جاءت بعد سنوات من حصوله على البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة الكويت في العام 1982.

«تفتقر غالبية الجامعات العربية، إلى تخصص أكاديمي يخص مادة الكتابة الإبداعية، بينما هي مادة أكاديمية عالية الأهمية بالجامعات والمعاهد الأمريكية والأوروبية

طالب الرفاعي
روائي كويتي

بدأ «الرفاعي» مشواره مع الكتابة الأدبية، خلال دراسته الجامعية في منتصف سبعينيات القرن الماضي، ونشر ما يزيد عن عشر روايات، منها: «ظل الشمس» (1998)، و«سمر كلمات» (2006)، و«حكايا رملية» (1999)، و«النجدي» (2017)، كما نشر نحو خمس عشرة مجموعة قصصية، وتُرجمت بعض أعماله إلى لغات عدة، أبرزها: الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية.

وقد تولى الروائي الكويتي طالب الرفاعي، المولود في العام 1958، رئاسة لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية، في دورتها لعام 2010، واختاره معرض الشارقة الدولي للكتاب، العام الماضي، كـ«شخصية العام الثقافية». وكان تكليفة بتدريس مادة «الكتابة الإبداعية»، وفق المقرر الدراسي الأمريكي، بالجامعة الأمريكية في الكويت (AUK)، نقطة البداية في عمله الأكاديمي.

وانطلاقًا من تجربته في تأسيس «الملتقى الثقافي» بالكويت، بادر بتأسيس جائزة «الملتقى للقصة القصيرة العربية» برعاية الجامعة الأمريكية هناك، في العام 2015.

يرى طالب الرفاعي أن تدريس الكتابة الإبداعية، وتنظيم الورش الخاصة بها، ساهم في نشر الوعي المعرفي لدى طلاب الجامعة، وتحديدًا من يمتلكون موهبة الكتابة، بوجود هذا النوع من التخصص المعني بتدريس الأدب كمادة عملية تقوم على قواعد فنية ضرورية، فضلًا عن بيان الرابط الحاضر دائمًا بين الكتابة الإبداعية، ومكابدة واقع الحياة اليومية.

منهج واضح  

تعتمد ورش الكتابة التي ينظمها «الرفاعي» على منهج محدد، وفقًا لطريقة التدريس الأمريكية، والتي تقوم  – كما يقول – على التدريس التفاعلي بين المعلم والطالب، إلى جانب جزء نظري، يحوي العناصر الفنية الأساسية للأجناس الأدبية، وتحديدًا: القصة القصيرة، والرواية، ثم مناقشة إنتاج الطلاب من الكتابة بشكل جماعي مفتوح بين المشاركين، بإشراف ومشاركة المحاضر.

«هذه الورش تتوجه إلى الطلاب عمومًا، والطالب الموهوب بشكل خاص، بغرض صقل الموهبة، ومساعدة أصحابها في فهم واستيعاب العناصر الفنية الضرورية، والتعرف على الطرق الأصح للكتابة، بفهم واضح لعناصرها الفنية».

طالب الرفاعي  

وللتغلب على «فقر المؤلفات العربية» التي تساعد على تأهيل الراغبين في الالتحاق بورش الكتابة، أعد «الرفاعي»، في العام 2018، كتابًا بعنوان: «مبادئ الكتابة الإبداعية في القصة والرواية»، يضم خلاصة خبراته الدراسية والعملية، بوصفه من مؤلفي القصة القصيرة، والرواية، كما يقدم فيه منهجًا لتدريس الكتابة الإبداعية. ويعمل الروائي الكويتي، راهنًا، على تطوير، وتجويد محتوى الكتاب، تمهيدًا لنشر نسخة مزيدة بأفكار جديدة، ومعطيات تتماشى مع التطور الذي تشهده عملية الكتابة الإبداعية، في ضوء انتشار شبكات التواصل الاجتماعي، وفق قوله.

وفي مقابل الانتقادات التي يوجهها البعض لورش الكتابة الإبداعية، وافتقارها إلى القدرة على خلق مبدعين على درجة عالية من الموهبة، يقول طالب الرفاعي إن الورش تفيد الكاتب، لكنها لا تخلق كاتبًا من العدم. ويوضح أن هذه الورش تتوجه إلى الطلاب عمومًا، والطالب الموهوب بشكل خاص، بغرض صقل الموهبة، ومساعدة أصحابها في فهم واستيعاب العناصر الفنية الضرورية، والتعرف على الطرق الأصح للكتابة، بفهم واضح لعناصرها الفنية.

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

ويضيف: «ليست هناك معادلة محددة للكتابة، لأن القراءة المبكرة، والخيال، واللغة، ومغامرة التجريب، هي العناصر الأهم لأي كاتب».

في ختام مقابلتنا، يعبر «الرفاعي» عن أسفه لـ«افتقار غالبية الجامعات العربية، إلى تخصص أكاديمي يخص مادة الكتابة الإبداعية، بينما هي مادة أكاديمية عالية الأهمية بالجامعات والمعاهد الأمريكية والأوروبية». ويوضح أن هذه المادة تخضع لمناهج محددة، وتقوم على تقديم مادة نظرية، وورشة عملية، وتتخذ من التفاعل بين الطلاب، والمحاضر، أساسًا للتدريس، كما «يلتزم مدرس المادة أمام الجامعة بتقديم ثلاثين محاضرة في الفصل الدراسي الواحد».

اقرأ أيضًا:

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى