مقالات رأي

بعد نتيجة الثانوية العامة.. إليك كيفية اختيار التخصص الجامعي

يعتبر اختيار التخصص الجامعي هو القرار الأصعب بلا منازع، بعد مرحلة التعليم الثانوي، فعليه سيتحدد مصيرك الدراسي والمهني في الغالب. وفي بعض الأحيان قد تؤدي الرؤية القاصرة، وعدم المعرفة الكافية إلى اختيار تخصص لا يناسبك، مما يؤدي للندم لاحقًا، إذ يشعر العديد من الطلاب الجامعيين أنهم تسرعوا في الاختيار، وأنهم يودون لو تأنوا في التفكير فيما يرغبون بالفعل في التخصص به خلال المرحلة الجامعية.

ولإدراكنا لحجم الضغط النفسي الذي يقع على الطالب في عمر الثامنة عشرة، عندما يتوجب عليه اختيار التخصص الجامعي، فسنحاول في هذا المقال تسهيل هذه العملية، عن طريق توضيح الصورة أمامه، ليتمكن من تكوين اختيار قائم على المعرفة.

مجالات الدراسة الرئيسية

تخصص كليتك هو مجال الدراسة الذي اخترته، بالإضافة إلى مجموعة من المواد اللازمة لهذا المجال، مثل الرياضيات، أو الفلسفة، أو العلوم السياسية. وهناك بعض الكليات تقتصر الدراسة بها على مجال تخصصك فقط، دون مواد إضافية، وتسمح لك باختيار تخصصك منذ العام الأول للدراسة، كما هو الحال في البرامج الخاصة. ويمكن تقسيم التخصصات الرئيسية تقريبًا إلى أربع مجالات دراسية كالتالي:

  1. إدارة الأعمال: وتشمل المحاسبة، والاقتصاد، والتمويل، والإدارة، والتسويق.
  2. العلوم الإنسانية: وتشمل الفن، والتاريخ، واللغات، والأدب، والموسيقى، والفلسفة، والدين، والمسرح.
  3. العلوم الطبيعية والتطبيقية: وتشمل الأحياء، والكيمياء، وعلوم الحاسب الآلي، والهندسة، والجيولوجيا، والرياضيات، والفيزياء، والطب.
  4. العلوم الاجتماعية: وتشمل الأنثروبولوجيا، والتربية، والجغرافيا، والقانون، والعلوم السياسية، وعلم النفس، وعلم الاجتماع.

وهذه ليست التخصصات الوحيدة التي يمكن الاختيار من بينها، حيث يمكنك أيضًا تحديد برنامج ضمن تخصصك. وفي الواقع، تم تصميم البرامج الخاصة الجديدة كمناهج أكثر تخصصًا. وخير مثال على هذه البرامج: برنامج التكنولوجيا الحيوية، وهو برنامج مشهور، ويمكن العثور عليه في أكثر من كلية واحدة. على الأقل، ستجده متاحًا في كليات العلوم، والزراعة، وهو يتناول المبادئ البيولوجية الأساسية، وتطبيقاتها، وتحليلها في واحد على الأقل من المجالات المتخصصة التالية: التكنولوجيا الحيوية الطبية، والتكنولوجيا الحيوية البيئية، والمعالجة الحيوية، والكائنات الدقيقة الصناعية، والتكنولوجيا الحيوية الزراعية.

ومثال آخر وهو هندسة وتكنولوجيا الوسائط الرقمية، والذي يضم مجموعة جديدة من البرامج الدراسية التي تمزج بين كل من الإعلام، ووسائل الاتصال الجماهيري، والهندسة. وقد تم تصميم هذا البرنامج الخاص استجابة للحاجة إلى تخريج مهندسين قادرين على بناء تقنيات رقمية، لإنشاء المحتوى السمعي البصري، بشكل سهل وبسيط، عن طريق استخدام الوسائل الحديثة، مثل: الواقع الافتراضي، والتلفزيون التفاعلي، والشبكات اللاسلكية ذات النطاق العريض، ضمن عدة تقنيات متقدمة أخرى. وبرغم تزايد الطلب على الخريجين الأكفاء في هذا المجال، فإن المهمة لا تقتصر على معرفة كيفية عمل وتشغيل الأجهزة، وتنفيذ البرامج، بل تمتد إلى استخدامها بشكل إبداعي، والعمل المستمر على عملية تحسين وتطوير تلك التقنيات.

«قبل اتخاذ قرار بشأن التخصص، ضع في اعتبارك هذه العناصر الثلاثة، وهي: العائد الاقتصادي، والفائدة العائدة عليك، واستعدادك الفعلي للدراسة، لأن هذه هي المحددات الأكثر أهمية بالنسبة لك، ولطموحاتك المستقبلية».

قبل اختيار تخصصك، يجب أن تطرح على نفسك مجموعة من الأسئلة، لمساعدتك في اتخاذ القرار الصحيح، وفي السطور التالية نستعرض معًا أهم هذه الأسئلة.

ما هي أهم أولوياتك في الحياة؟

يختار بعض الطلاب التخصصات بناءً على إمكانية الحصول على معدل دخل جيد، وسرعة الالتحاق بوظيفة. وفي الجانب المقابل، يختار طلاب آخرون التخصصات التي يهتمون بها ويتقنونها. قبل اتخاذ قرار بشأن التخصص، ضع في اعتبارك هذه العناصر الثلاثة، وهي: العائد الاقتصادي، والفائدة العائدة عليك، واستعدادك الفعلي للدراسة، لأن هذه هي المحددات الأكثر أهمية بالنسبة لك، ولطموحاتك المستقبلية.

ماهي اهتماماتك؟

وفقًا لدراسات معنية بموضوع مقالنا، يؤدي الطلاب الأداء الأفضل في الدراسة التي تقع في محل اهتماماتهم. لكن، ولسوء الحظ، يصعب في بعض الأحيان تحديد اهتمامات الطالب في المرحلة قبل الجامعية. وهنا يبرز دور المرشد الأكاديمي. التشاور مع مرشدك الأكاديمي من أهم الإجراءات التي يمكنك اتخاذها أثناء اختيار تخصصك الجامعي. وذلك يرجع لطول خبرته في هذا المجال، فهو مدرب على هذا الدور، وقد قام بتوجيه المئات من الطلاب بالفعل، وبوسعه تقديم نصائح قيمة ومهمة حول اختيار تخصصك. وقد يقترح مستشارك تخصصًا يناسب أهدافًا لم يسبق لك التفكير بها، على المستوى الأكاديمي والمهني.

ما الذي تتفوق فيه؟

إن فهم قدراتك وإمكانياتك الفعلية يمكن أن يقطع شوطًا طويلًا في مساعدتك في اتخاذ قرار مهم ومصيري. فربما كان والداك يرغبان في أن تصبح مهندسًا، ولكنك تميل للتجارة وإدارة الأعمال، أو الفنون.. فما العمل؟ قد يفيد في هذه الحالة الرجوع لمعدلاتك الدراسية، مثل درجات المرحلة الثانوية كإحدى الطرق لتحديد المواد الأكاديمية الأكثر ملاءمة لك. هذا الإجراء سيساعدك في التأكد من قدراتك الأكاديمية في التخصص الذي ترغب فيه.

«قد تبدو بعض التخصصت أكثر صعوبة من غيرها بسبب عدة عوامل، مثل ما يصاحب المواد الدراسية من واجبات منزلية كثيرة، واستذكار مستمر، واختبارات دورية. وغالبًا ما تكون هذه المواد هي مواد التخصص في مجالك، ولذلك يجب أن تتأكد من استعدادك لما يفرضه التخصص الذي تختاره من أعباء».

ما هي أكثر المهن الواعدة؟

حدد مدى أهمية الأجور، والراتب المحتمل في عملية اتخاذ قرارك عند تحديد تخصصك الجامعي الذي ترغب في مواصلة دراسته. فدراسة المجالات المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) هي الأنسب لك إن كنت ترغب في معدلات دخل عالية. ومع ذلك فهناك طلاب، برغم علمهم بأهمية حصولهم على رواتب عالية، لا يرغبون في الحصول على وظيفة لهذا الغرض فقط، فنجدهم متحمسين أكثر لدراسة المجالات المتعلقة بالتعليم والفنون الإبداعية.

هل المواد الدراسية صعبة؟

قد تبدو بعض التخصصت أكثر صعوبة من غيرها بسبب عدة عوامل، مثل ما يصاحب المواد الدراسية من واجبات منزلية كثيرة، واستذكار مستمر، واختبارات دورية. وغالبًا ما تكون هذه المواد هي مواد التخصص في مجالك، ولذلك يجب أن تتأكد من استعدادك لما يفرضه التخصص الذي تختاره من أعباء.

الخطة البديلة

لا بد من وضع خطة بديلة دائما، فبعد الالتحاق بالتخصص المرغوب، وأثناء الدراسة، يمكنك الوصول إلى قرار بأن هذا ليس هو ما أريد دراسته والعمل في مجاله، فما العمل؟ إذا كان لديك خيار بتغيير تخصصك، فافعل ذلك، حتى لو كان الأمر يعني تأخير تخرجك الجامعي. ولكن يجب أن تأخذ في الحسبان عدة عوامل قد تؤثر على قرارك. على سبيل المثال، قد تبدو السنة الأولى في كلية الهندسة مملة وصعبة، ولكن بعد ذلك، عند الانتقال إلى مرحلة اختيار القسم الذي تود الدراسة به، فقد تجد موادًا دراسية تثير اهتمامك.

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

أما إذا كنت على وشك الانتهاء من سنوات دراستك الجامعية، فقد لا يكون تغيير التخصص فكرة جيدة. هذه الخطوة، في هذا التوقيت، خاطئة تمامًا، وتعتبر مضيعة للوقت الذي أخذته لدراسة المواد المرتبطة بالتخصص الذي اخترته بالإضافة إلى النفقات الدراسية. يمكن أن يكون استكمال الدراسات العليا في مجال آخر مناسب لتوجهك حلاً رائعًا، فحينها ستنهي درجتك الجامعية، ثم تنتقل إلى مرحلة الدراسات العليا لمتابعة مجال آخر أكثر إثارة لاهتمامك. هذا الطريق المختصر سيسهم في إعدادك للمهنة التي تريدها. على سبيل المثال، يمكنك الالتحاق بماجستير إدارة الأعمال في مرحلة الدراسات العليا، أو الترجمة التخصصية، أو الدبلومات المتخصصة في مجال الإعلام والتسويق بعد اجتياز سنواتك الجامعية.

وفي الختام، تذكر دائمًا: إذا لم تستمتع بدراسة بتخصصك، فإنه يمكنك الحصول على شهادتك الجامعية، أيًا كان تقديرك، والبدء في أي مهنة تختارها عن طريق أخذ دورات، أو دبلومات أكثر ارتباطًا بما تريد التخصص به، وهو خيار قابل للتطبيق. وخلاصة القول: اختيار تخصصك الجامعي قرار مهم للغاية، إلا أنه ليس قرارًا بلا رجعة.

اقرأ أيضًا:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى