أخبار وتقارير

المساهمة العربية في الاقتصاد الرقمي والبحث العلمي.. جدل أكاديمي متجدد

وسط دعوات للاستعداد لتحديات المستقبل الخاصة بدخول الآلة أسواق الوظائف بقوة، تبادل مسؤولون أكاديميون، وخبراء، وجهات النظر حول واقع الإنفاق على البحث العلمي عربيًا، وعالميًا، والطرق الجديدة للتعلم.

جاء ذلك خلال فعاليات منتدى الشرق الأوسط لقادة الرأي في التعليم، بالعاصمة البريطانية لندن، بين الخامس والعشرين، والسابع والعشرين من أيار/مايو الجاري

وقال عمرو عزت سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية إن العالم العربي يعاني من نقص الاستثمارات في مجال الاقتصاد الرقمي. وأضاف أن الدول العربية استثمرت ما مقداره 4% من الناتج المحلي الإجمالي في الاقتصاد الرقمي، في مقابل استثمار الدول المتقدمة 22% من ناتجها المحلي الإجمالي للغرض نفسه. وطالب الدول العربية بالاستثمار أكثر في الاقتصاد الرقمي، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي.

منصة عربية للتعليم والتدريب

«تشير التقديرات إلى أن عدد الوظائف التي تحتاج الدول العربية إلى توفيرها يتجاوز الـ 60 مليونًا خلال العقود الثلاثة القادمة».

عمرو عزت سلامة الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية

وخلال كلمته، التي ألقاها أمام المشاركين حضوريًا، إلى جانب أكثر من 2,000 مشارك عن بعد، أشار إلى إبرام اتحاد الجامعات العربية مذكرة تفاهم مع الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي والمنظمة العربية للتنمية الإدارية، لإنشاء منصة رقمية عربية للتعليم والتدريب.

وأضاف «سلامة»: «لدينا اليوم، في العالم العربي، ما يقرب من 100 مليون شاب تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما، وهي فئة تعاني من معدلات بطالة عالية، حيث تشير التقديرات إلى أن عدد الوظائف التي تحتاج الدول العربية إلى توفيرها يتجاوز الـ 60 مليونًا خلال العقود الثلاثة المقبلة». ورأى أن الأمر سيتطلب تحولًا في رؤية العرب للتعليم، لإعداد الطلاب لنوع جديد من الاقتصاد.

وذكر أن اقتصاد المعرفة لا يحتاج إلى مهارات ثابتة، بل يحتاج إلى تعلم مستمر لمهارات جديدة، للتكيف مع سوق العمل المتغير. وقال إنه من المتوقع التحول نحو أتمتة (حلول الآلة محل البشر) أكثر من 50% من الوظائف في المستقبل، أما الوظائف المتبقية فلن تكون معروفة بشكل أساسي «لأنها ستكون عبارة عن نشاط اقتصادي جديد متعلق بالتكنولوجيا».

الإنفاق على البحث العلمي

كما انتقد الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، قلة الاستثمار في مجال البحث العلمي بالدول العربية حيث لا يتجاوز الإنفاق 1% من إجمالي الدخل بينما يقترب من 3% في أوروبا وأمريكا الشمالية. وأشار إلى مساهمة القطاع الخاص بنسبة 3% من إجمالي التمويل في الدول العربية، مقارنة بـ 52 إلى 70% في البلدان المتقدمة، و80% في اليابان.

وتابع «سلامة» حديثه قائلًا إنه يتعين على العالم العربي إيجاد صيغة للتعاون المؤسسي العربي المشترك بين قطاعات التعليم، والبحث العلمي، والاقتصاد، والمالية، والاستثمار، وشركات التكنولوجيا حتى يساهموا جميعًا في تعزيز التنمية الاقتصادية الرقمية. ولفت إلى أن توقعات الطلاب في العصر الرقمي، تتغير اليوم، حيث يرغبون في اختيار ما يتعلمونه، مع تقرير كيفية وزمان ومكان تعليمهم، موضحًا أن المساقات عبر الإنترنت، أو التنسيقات الهجينة، أصبحت طرقًا جديدة لتلبية احتياجاتهم واهتماماتهم الفردية.

مستقبل التعليم

«نحتاج إلى إعادة تصميم المدارس بحيث تتمحور حول التعلم الفعلي للطلاب بدلًا من عدد الساعات التي يقضونها في الفصل الدراسي».

أسماء الفضالة مديرة البحث وتطوير المحتوى في مؤتمر القمة العالمي للابتكار (وايز).

ضمن فعاليات اليوم الأول من المنتدى، ناقش متحدثون آخرون، أفكارًا تتعلق بتحسين فرص التعليم والتعلم على جميع المستويات.

وتحدثت أسماء الفضالة، مديرة البحث وتطوير المحتوى في مؤتمر القمة العالمي للابتكار (وايز)، إحدى مبادرات مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، عن الدروس المستفادة من جائحة كوفيد-19. وقالت إنها تأمل ألا يعود التدريس في المدارس أبدًا إلى طرق ما قبل الوباء، لأنه جعل المعلمين يجربون طرقًا جديدة.

وأضافت أن التكامل الاجتماعي والعاطفي جزء لا يتجزأ من التدريس. ونادت بوجوب تحويل التركيز من التدريس التقليدي، إلى أولئك الذين يتعلمون. وقالت «الفضالة»، وهي خريجة جامعة كامبريدج، ومعلمة سابقة: «نحتاج إلى إعادة تصميم المدارس بحيث تتمحور حول التعلم الفعلي للطلاب بدلًا من عدد الساعات التي يقضونها في الفصل الدراسي».

«جامعات بلا جدران»

من جانبه، تحدث مايكل مورفي، رئيس رابطة الجامعات الأوروبية، عن وجهات النظر العالمية حول مستقبل التعليم العالي. وقال إن رابطة الجامعات الأوروبية، بمساهمة أكثر من 100 خبير من الأوساط الأكاديمية ومجتمع الأعمال والمجتمع المدني، توصلت إلى رؤية تسمى «جامعات بلا جدران».

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

وأوضح أنه يجب أن يعكس الطلاب والموظفون تنوع مجتمعهم بكل الطرق الممكنة. وقال إن الدراسة لم تعد تقتصر على الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و22 عامًا، بل إنها لم تعد تقتصر على التعلم مدى الحياة؛ إذ يتعين على معظم الناس، الآن، تغيير وظائفهم عدة مرات خلال حياتهم، كما يحتاج الطلاب والمواطنون إلى تصميم محافظ التعلم الخاصة بهم.

وتابع «مورفي» أنه يجب أن يتنقل موظفو الجامعة بين الحرم الجامعي ومكان العمل، مع الحفاظ على مواكبة التغيرات، واكتساب مهارات التوظيف المحدثة. وختم بالقول: «إذا لم تتغير الجامعات، فستحرص الحكومات والمجتمع على ذلك».

اقرأ أيضًا:

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى