مقالات رأي

بعد الثانوية العامة..كيف يختار الطلاب تخصصهم الجامعي؟

(الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء شخصية للكاتب ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الفنار للإعلام).

على الرغم من أن النقاش لا يزال مستمرًا، وزيادة الوعي حول تأثير الوباء على تعلم الطلاب وتنميتهم، فقد تم التغاضي عن العديد من النتائج التعليمية، والتي تعد واحدة من العواقب طويلة الأجل.

وفقًا لتقرير «ماكينزي» لعام 2021، حول التأثير طويل المدى للوباء على التعلم، كان الطلاب في المستويات الابتدائية بالولايات المتحدة متأخرين بحوالي عشر نقاط في الرياضيات، وتسع نقاط في القراءة، مقارنة بالطلاب في السنوات السابقة. وتشمل أسباب ذلك، الافتقار إلى المشاركة الاجتماعية، والتغيرات في بيئة التعلم.

من المدرسة الثانوية إلى الجامعة

هناك تحديات أخرى للطلاب الذين ينتقلون من المدرسة الثانوية إلى الجامعة، حيث أصبح اختيار مجال الدراسة والتخصص أكثر صعوبة الآن، وخاصة مع التغييرات في سوق العمل، وزيادة الطلب على المهارات الشخصية، ومجموعة مختلفة من المهارات التقنية. وإدراكًا لهذه الحقيقة، تعمل المدارس والجامعات، بلا كلل، لسد هذه الفجوة.

هناك تحديات أخرى للطلاب الذين ينتقلون من المدرسة الثانوية إلى الجامعة، حيث أصبح اختيار مجال الدراسة والتخصص أكثر صعوبة الآن، وخاصة مع التغييرات في سوق العمل، وزيادة الطلب على المهارات الشخصية، ومجموعة مختلفة من المهارات التقنية.

ومثالًا على ذلك، تم تصميم برامج الالتحاق (DEP)، التي تقدمها جامعة «هيريوت وات دبي»، لمساعدة الطلاب في هذه المرحلة الانتقالية، وتزويدهم بالمهارات الناعمة، والمهارات المطلوبة للتميز، والاستعداد لسوق العمل. وتم تصميم البرامج لتزويد الطلاب بمسار للحصول على درجة جامعية من خلال صقل مهاراتهم في الكتابة والبحث، وتقنيات التقييم والامتحان، ومهارات تكنولوجيا المعلومات، وغيرها.

برامج تأسيسية للطلاب

عند إتمام هذه المرحلة بنجاح، سيتمكن الطلاب من الانضمام إلى التخصصات المختلفة، مثل: الهندسة، وعلوم البيانات، والروبوتات، والأنظمة المستقلة والتفاعلية، وغيرها. وتبلغ مدة البرنامج فصلين دراسيين فقط، وهو إطار زمني مثالي للطلاب للانتقال بسلاسة إلى دراساتهم الجامعية، مع ضمان عدم تأخرهم في متابعة دراستهم.

وفي السطور التالية، نسلط الضوء على بعض النقاط في هذه البرامج التأسيسية، والتي يمكن، من خلالها، بناء ثقة الطلاب، وإكسابهم مهارات الاستعداد للعمل بها، من خلال تنمية مهاراتهم الشخصية، وتوفير الخبرة العملية.

المهارات الناعمة:

كان هناك طلب غير مسبوق على المهارات الشخصية، وخاصة في فترة ما بعد الجائحة. ووفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي، يعد التفكير الإبداعي، وحل المشكلات من بين أهم المهارات التي سيطلبها أصحاب العمل في عام 2025. وقد أثرت التغييرات في طريقة تقديم الدروس، على مهارات الطلاب السلوكية، وعلى مهارات التواصل بشكل عام. ويشير علماء النفس إلى حقيقة أن جزءًا كبيرًا من التعلم، هو التعلم القائم على الملاحظة، والقدرة على التعلم من خلال مشاهدة السلوكيات ومراقبتها وتكرارها. وقد تأثر هذا بشكل كبير، بالتعلم عن بعد (خلال فترات الإغلاق بسبب جائحة كوفيد-19)، حيث لم يعد الطلاب يتمتعون بدرجة التفاعل المطلوبة، لبناء تلك المهارات.

تم تصميم برامج الالتحاق (DEP)، التي تقدمها جامعة «هيريوت وات دبي»، لمساعدة الطلاب في هذه المرحلة الانتقالية، وتزويدهم بالمهارات الناعمة، والمهارات المطلوبة للتميز، والاستعداد لسوق العمل.

من هنا، يتمثل أحد الأهداف الرئيسية لبرنامج (DEP) في جامعة «هيريوت وات دبي» في بناء ثقة الطلاب، وتنمية مهاراتهم الشخصية، من خلال برامج جيدة التنظيم، وجذابة، وتفاعلية، حيث يتم تعليم الطلاب مهارات العرض التقديمي، وحل النزاعات، من خلال تنظيم المناقشات والعروض التقديمية. ولتعزيز مهارات إدارة الوقت لدى الطلاب، فإن البرنامج منظم جيدًا مع أيام، وتوقيتات محددة لمنح الطلاب إحساسًا بالنظام. ذلك الإحساس الذي ربما يكون فاتهم أثناء الفترة المطولة للتعلم عن بُعد.

 خبرة التدريب العملي:

بصرف النظر عن الأهمية المتزايدة للمهارات الشخصية، كان هناك تركيز كبير على مهارات الاستعداد لسوق العمل. وفي استطلاع أجراه «أوليفر وايمان» في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أفاد عدد كبير من الطلاب بوجود عدم توافق بين المناهج الدراسية الحالية، والمهارات التي يتطلبها سوق العمل. لذلك، من المهم تقديم برامج تعزز مهارات استعداد الطلاب للانضمام إلى القوى العاملة، من خلال تضمين المشروعات العملية في مسارهم الدراسي.

على سبيل المثال، تعاون طلاب التصميم (DEP)، في جامعة «هيريوت وات دبي» مؤخرًا، مع علامة تجارية للعطور بالشرق الأوسط، في منافسة لتصميم عبوات مستوحاة من اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة. كان الغرض من المشروع هو السماح للطلاب بممارسة مهاراتهم التقنية، وتحويل أفكارهم الإبداعية إلى واقع ملموس. وفي ختام المشروع، تم عرض سلسلة من التصاميم الملهمة من قبل الطلاب، جنبًا إلى جنب مع النموذج الفائز.

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

وأخيرًا، وعلى الرغم من استمرار التحديات التي تواجه الشباب في انتقالهم إلى الجامعة، أرى أنه من المهم تأطير هذه التحديات كفرصة لتعلم المهارات التي قد تكون مفيدة في جوانب متعددة من حياة الفرد.

وبالإضافة إلى ذلك، من شأن مواكبة التطورات أن تساعد الطلاب على تقييم المهارات التي يحتاجون إليها لتوظيفها كما يجب. ومع عمل المؤسسات التعليمية، بلا كلل، لإعداد الطلاب لمشهد دائم التغير، فإن استباقية الطلاب، وتعاونهم في البحث عن حلول ستعمل على تسهيل هذا الانتقال.

اقرأ أيضًا:

* أستاذ مشارك، ورئيس برنامج الالتحاق (DEP) Degree Entry Programme، بجامعة هيريوت وات دبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى