أخبار وتقارير

ندوة بحثية في لندن تطرح تساؤلات المستقبل بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا

كيف ندرس المستقبل؟ هذا ما ناقشته ندوة بحثية عقدها مؤخرًا «مركز الشرق الأوسط» التابع لكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، في سياق واقع منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

تناولت الندوة، التي عُقدت في 20 أيار/ مايو، تحت عنوان: «المستقبل في الإعلام والثقافات العربية»، موضوعات مثل: الرأي العام في وسائل الإعلام العربية، ومكانة المستقبل فيما يتعلق بمناهضة الاستعمار، والليبرالية الجديدة، والثورة والثورة المضادة، وذلك على مدار أربع حلقات نقاشية.

قُبيل بدء النقاشات، تم تكريم مراسلة قناة الجزيرة الراحلة شيرين أبو عاقلة التي قتلت في مدينة جنين، بالضفة الغربية المحتلة في 11 أيار/ مايو.

حوار بين الباحثين والصحفيين

رأى مشاركون أنه من المهم، بشكل خاص، مقاربة المستقبل من خلال الدراسات الثقافية، والأدب المقارن، والدراسات الإعلامية.

شارك في الحلقة النقاشية الخاصة بالاتجاهات المستقبلية بوسائل الإعلام العربية، والتي ترأسها عمر الغزي، من كلية لندن للاقتصاد، كل من الباحثة زاهرة حرب، من جامعة سيتي بلندن، وعبير النجار، من جامعة الشارقة بالإمارات، والصحفية ريما مكتبي من قناة العربية، ورشا قنديل، من هيئة الإذاعة البريطانية بالعربي، (BBC).

شرحت «النجار»، التي تشاركت مع «الغزي» في تأليف دراسة بعنوان: «ما دور المستقبل الرقمي؟ استكشاف أخبار العرب والجماهير»، كيف تساهم الهواتف المحمولة في تغيير الصحافة. وقالت إنه أصبح من المعتاد أن يستخدم الصحفيون هواتفهم لالتقاط قصة بعينها، ما يؤدي إلى ظهور صحفيين أفراد كبديل عن المؤسسات الإعلامية.

من جانبها، وافقت «مكتبي» على أن دور الصحفيين أصبح يتجاوز بكثير مجرد نقل الأخبار. وقالت إنه يتعين عليهم تصوير، ومتابعة، وتحديث جميع وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، والمرتبطة بالقناة الإخبارية التي يعملون بها. وبدورها، قالت «قنديل» إنه قد يكون من الصعب معرفة ما يريد الجمهور رؤيته، وسماعه في وسائل الإعلام. ووصفت «مكتبي» الحوارات بين الأكاديميين والصحفيين بالمهمة، وقالت إن الباحثين «يقومون بأبحاث تفتح أذهان الصحفيين، وتعلمهم كيفية المضي قدمًا».

الثقافات السياسية العربية المعاصرة

ناقش روس بورتر، من جامعة إكستر، أبحاثه حول بدايات الثورة في اليمن، وكيف تمكن ملازم واحد، كان قد التقاه، من جمع أفراد من الجيش في محاولة للإطاحة بالحكومة اليمنية.

في حلقةٍ أخرى، تحدث «الغزي» عن عملي البحثي في لبنان، حيث التقى بفنانين تمكنوا من إبداع الفن وسط أزمات البلاد المتعددة. كما ناقش العديد من جوانب استخدام الفن في الفضاء العام، وكيف يؤثر ذلك على ذكريات الناس. وقال إنه من المهم للغاية مناقشة مفهوم الثقافات المعاصرة عن المستقبل، وكيف تفكر الدولة والنشطاء في المستقبل.

https://www.bue.edu.eg/

وتمحور نقاش هذه الحلقة حول المواقف المعاصرة للمستقبل في الحياة السياسية. وناقش روس بورتر، من جامعة إكستر، أبحاثه حول بدايات الثورة في اليمن، وكيف تمكن ملازم واحد، كان قد التقاه، من جمع أفراد من الجيش في محاولة للإطاحة بالحكومة اليمنية. ويعد بحث «بورتر»، عن الحالة اليمنية، نتاج عمل ميداني طويل الأمد في قلب الحركة الثورية في صنعاء.

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

من جانبها، ناقشت سارة سالم، من كلية لندن للاقتصاد، بحثها عن «البنى التحتية المثالية»، وتحدثت عن مصر وفترة الخلاص من الاستعمار في منتصف القرن العشرين، مع التركيز على الطرق السريعة في القارة الإفريقية. وتضمنت الأفكار التي ناقشتها، خطة لبناء «طريق سريع يربط القاهرة بكيب تاون».

مفهوم المستقبل

ناقشت الحلقات الأخرى كيفية تخيل المستقبل السياسي في الروايات والمجلات، ومكانة مفهوم المستقبل في دراسات الشرق الأوسط. ورأى مشاركون أنه من المهم، بشكل خاص، مقاربة المستقبل من خلال الدراسات الثقافية، والأدب المقارن، والدراسات الإعلامية. وفي الختام، قال منظمو الندوة إن المستقبل دائمًا ما يكون غير معروف، ويبدو أنه من الصعب تخيله في بعض الأوقات مقارنة بغيرها. ومع ذلك، تمكن الباحثون المشاركون من دراسة المستقبل والتحدث عنه من خلال استشراف الماضي. وفيما لم يمتلك المشاركون إجابات على جميع الأسئلة التي أثيرت، إلا أنهم «تمكنوا من استخلاص رؤى مفيدة، لا سيما منظور الإعلام والثقافة العربية»، بحسب القائمين على تنظيم الندوة.

اقرأ أيضًا:

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى