أخبار وتقارير

مؤتمر عالمي يستعرض تجارب دولية لتعليم الأطفال المهمشين

بعد تأجيله العام الماضي بسبب تداعيات جائحة كوفيد-19، عاد منتدى التعليم العالمي 2022، للانعقاد، في العاصمة البريطانية لندن، بين الثاني والعشرين والخامس والعشرين من أيار/مايو الجاري.

المؤتمر الذي يحضره وزراء التعليم وخبراء تنمية المهارات من جميع أنحاء العالم، سنويًا، شهد، في دورته للعام الجاري، التركيز على تعزيز المساواة في التعليم لجميع الأطفال. وقال متحدثون، خلال جلسات النقاش، إن الأمر ليس مشكلة مستعصية، ويظهر ذلك جليًا من خلال عدة مشروعات في مناطق فقيرة نسبيًا حول العالم.

وذكر أندرياس شلايشر، مدير التعليم والمهارات في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، أن أربع مناطق محرومة في الصين وسلوفاكيا، تمكنت من تعليم الأطفال فيها، بمستوى يماثل ما هو موجود في المناطق الأكثر ثراءً في هذين البلدين. وقد تمكن البلدان من تحقيق ذلك عن طريق إرسال كبار المعلمين من المناطق الغنية إلى الأخرى الأكثر احتياجًا.

الصين وسلوفاكيا تعملان على توظيف أكثر المدرسين موهبة في أكثر المدارس تحديًا. وبعد ذلك، يمكنهم أن يدرجوا في سجلهم المهني قيامهم بتحسين مدرسة ذات أداء ضعيف إلى وضعٍ آخر.

أندرياس شلايشر   مدير التعليم والمهارات في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية

في جلسة بعنوان «الإنصاف وموارد التعليم»، علق «شلايشر» على تجربة البلدين قائلًا: «هذا يُظهر أن بإمكاننا معالجة هذه المشكلة، على الرغم من أن المدارس بالمناطق الغنية في العديد من البلدان تبالغ في حجم الاختلاف».

وأوضح أن الصين وسلوفاكيا تعملان على توظيف أكثر المدرسين موهبة في أكثر المدارس تحديًا. وبعد ذلك، يمكنهم أن يدرجوا في سجلهم المهني قيامهم بتحسين مدرسة ذات أداء ضعيف إلى وضعٍ آخر. وقال إن إنفاق أموال إضافية على المدارس ذات الأداء الضعيف، لا يؤدي عادة إلى نتائج جيدة، مضيفًا أن ما أحدث فرقًا هو إخبار المعلمين الجيدين: «إذا كنتم تريدون التقدم في حياتكم المهنية، فأنتم بحاجة إلى الذهاب إلى مدرسة ذات أداء ضعيف».

التمويل على أساس النتائج

في الجلسة نفسها، ناقشت آمال كربول، المديرة التنفيذية لصندوق مخرجات التعليم، وهو صندوق ائتماني مستقل ترعاه «يونيسف»، الدور الذي كانت تؤديه منظمتها في هذا المضمار. وقالت إن الصندوق طلب من المانحين دعم المشروعات على أساس النتائج المحققة.

وأضافت «كربول»، التي شغلت سابقًا منصب وزيرة السياحة في تونس، أنه عندما اقترح صندوقها برنامج استثمار قائم على النتائج، تساءل البعض: «لماذا تنتظر المنظمة ثلاث أو أربع أو سبع سنوات لترى ما إذا كان بإمكانها استعادة استثماراتها؟»، لكنهم وافقوا في النهاية. وتحدثت المديرة التنفيذية لصندوق مخرجات التعليم، عن تجربتها في إقناع منظمات مثل بنك الاتحاد السويسري، والوكالة الكورية للتعاون الدولي، وبنك «أوف أمريكا» على دعم مشروع للأطفال الأكثر تهميشًا في سيراليون وغانا.

وأوضحت أن مسؤولي هذه المنظمات تساءلوا قائلين:«لماذا يتوجب علينا دعم الأطفال المهمشين؟ لماذا لا نهتم بالأطفال العاديين؟» فأجابتهم: «إذا نجحت مع الأطفال الأكثر تهميشًا، فستعرف كيفية تعليم الجميع».

«أكثر من 60% من الأطفال ذوي الإعاقة في بلدي اعتادوا عدم الذهاب إلى المدرسة. لم يتمكن آباؤهم من رؤية الهدف من وراء ذلك، ولم تكن المدارس مجهزة لاستقبالهم».

مصطفى محمد محمود وزير التربية الوطنية والتكوين المهني في جيبوتي

زيادة فرص الالتحاق بالمدارس في جيبوتي

في النقاش نفسه، قال مصطفى محمد محمود، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني في جيبوتي، إن أكثر من 60% من الأطفال ذوي الإعاقة في بلده اعتادوا عدم الذهاب إلى المدرسة. وأضاف: «لم يتمكن آباؤهم من رؤية الهدف من وراء ذلك، ولم تكن المدارس مجهزة لاستقبالهم».

رغم ذلك، كانت هناك إرادة للتطوير. وأوضح أن لجيبوتي الآن برنامج، مدته عشر سنوات، لتدريب معلمي الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

ويعمل هذا البرنامج على دمج الأطفال ذوي الإعاقات الخفيفة في المدارس العادية، وإنشاء مدارس خاصة للمكفوفين والصم. كما تتخذ الدولة خطوات لضمان ذهاب الفتيات في المناطق النائية إلى المدرسة لأنهن لم يقمن بذلك من قبل، على حد قوله.

اقرأ أيضًا:

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى