أخبار وتقارير

من أجل توفير موارد جديدة.. جامعات لبنانية تنشئ فروعًا بالخارج

تعتزم ثلاث جامعات لبنانية، إنشاء مراكز تعليمية في دول أخرى، بهدف توفير موارد مالية إضافية، وخاصة في ظل الوضع الاقتصادي المتردي في لبنان.

وفيما تتجه الجامعة الأمريكية في بيروت، نحو تأسيس حرم جامعي في بافوس، تتعاون جامعة البلمند مع جامعة سنترال لانكشاير – قبرص لإنشاء كلية للطب في لارنكا، وتدرس الجامعة اللبنانية الأمريكية، إنشاء فرع لها في بغداد، فضلاً عن تقييم فرص في مواقع أخرى.

دور إقليمي

«الجامعة تمتلك علامة تجارية رائعة في جميع أنحاء المنطقة، ولكنها، في هذا الوقت، لا ترغب في جذب الطلاب الأجانب إلى لبنان، بل للدراسة في الجامعة نفسها بمواقع أخرى».

عماد بعلبكي نائب رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت لشؤون التطوير والأعمال

منذ ثلاث سنوات، وقبل الانهيار الاقتصادي في البلاد، كانت الجامعة الأمريكية في بيروت، تخطط بالفعل للتوسع خارج لبنان. وقال عماد بعلبكي، نائب رئيس الجامعة لشؤون التطوير والأعمال، لـ«الفنار للإعلام»: إن الجامعة تريد أن يكون لديها وجود حيوي، وأكبر على الإنترنت، بالإضافة إلى إعادة التأكيد على الدور الإقليمي للجامعة الأمريكية في بيروت، ووجودها العالمي.

وأضاف أن الجامعة تمتلك علامة تجارية «رائعة» في جميع أنحاء المنطقة، ولكنها، في هذا الوقت، لا ترغب في جذب الطلاب الأجانب إلى لبنان، بل للدراسة في الجامعة نفسها بمواقع أخرى، موضحًا أن الجامعة استقرت على إقامة الفرع الجديد في بافوس بعد تقييم عشرات المواقع في المنطقة.

ومن المقرر أن يُطلق على الحرم الجامعي القبرصي اسم: «الجامعة الأمريكية في بيروت – ميديترانيو»، للتأكيد على طابعه الإقليمي، على أن يتم البناء على ثلاث مراحل، باستثمار أولي قدره 30 مليون دولار.

توأمة أكاديمية

وسيحظى الحرم الجامعي الجديد بوضع «توأمة» أكاديمية، ومن المقرر أن تبرز هندسته المعمارية ذلك من خلال استخدام أقواس حدوة حصان، وبرج الساعة، في محاكاة للحرم الجامعي التاريخي في بيروت. وسيكون لكل من الحرمين الجامعيين معايير القبول وجودة التعليم نفسها. وبذلك، سيتمكن الطلاب، وأعضاء هيئة التدريس، من التنقل بين بيروت، وبافوس للدراسة، والتدريس.

مخطط رئيسي لحرم الجامعة الأميركية في بيروت ميديترانيو في بافوس قبرص. (الصورة: الجامعة الأميركية في بيروت).

المخطط الرئيسي للجامعة الأميركية في بيروت ميديترانيو في بافوس قبرص ، الصورة مقدمة من الجامعة الأميركية في بيروت

وتابع «بعلبكي»: «هنا تكمُن أهمية وجود حرم مزدوج بدلًا من فرع مستقل، إذ يُمكّن ذلك الطلاب في قبرص من قضاء فصل، أو عام دراسي في بيروت، والعكس صحيح». وبحسب المسؤول نفسه، فمن المقرر استقبال الطلاب في خريف عام 2023، وسيبدأ ذلك مع ستة تخصصات، تشمل: إدارة الأعمال، والإدارة الهندسية، وعلوم الكمبيوتر، والهندسة الصناعية، وتخصص جديد يجمع بين العلوم السياسية والاقتصاد والفلسفة.

خطوة بخطوة

بالمثل، شرعت جامعة البلمند في مشروع في قبرص، حيث تتعاون مع جامعة سنترال لانكشاير – قبرص (UCLan-Cyprus)، في تطوير برامج ما قبل دراسة الطب، مع خطط لإنشاء كلية للطب. وقال إلياس ورّاق، رئيس جامعة البلمند، لـ«الفنار للإعلام» إن المشروع الأكاديمي يهدف إلى تعزيز قطاع الرعاية الصحية في قبرص بشكل عام، ولارنكا بشكل خاص، من خلال جعل المستشفيات القائمة هناك مراكز طبية جامعية.

«نظرًا لمحدودية القدرات في الوطن، ستوفر كلية الطب في جامعة البلمند في لارنكا أيضًا فرصة لعدد فائض من الطلاب المؤهلين من لبنان للتسجيل في البرنامج الطبي».

إلياس ورّاق رئيس جامعة البلمند

وأضاف أن أفضل طريقة لتعديل نظام الرعاية الصحية، في أي منطقة، تتمثل في سلوك القناة الأكاديمية. وأوضح أنه «نظرًا لمحدودية القدرات في الوطن، ستوفر كلية الطب بجامعة البلمند في لارنكا أيضًا فرصة لعدد فائض من الطلاب المؤهلين من لبنان للتسجيل في البرنامج الطبي». كما سيحصل المدرسون في كلية الطب اللبنانية على رواتب أعلى إذا ما قدموا دوراتٍ في لارنكا.

وستتم إضافة متطلبات برنامج ما قبل الطب/ إلى المناهج الدراسية في جامعة سنترال لانكشاير – قبرص  UCLan-Cyprus بحلول أيلول/ سبتمبر، بهدف إنشاء كلية الطب بحلول خريف العام المقبل. وقال رئيس جامعة البلمند: «سيكون لدينا البرنامج نفسه، والمناهج والشروط الموجودة في لبنان، نفسها. هناك خطة في المستقبل لإنشاء تخصصات أخرى، لكننا نتحرك خطوة بخطوة».

التوجه نحو العراق

رئيس الجامعة الأميركية في بيروت ، فضلو خوري (الرابع من اليمين) مع مسؤولين جامعيين ومسؤولين قبرصيين عقب حفل التوقيع على تأسيس الجامعة الأميركية في بيروت ميديترانيو في بافوس قبرص. (الصورة: الجامعة الأميركية في بيروت).
رئيس الجامعة الأميركية في بيروت ، فضلو خوري (الرابع من اليمين) مع مسؤولين جامعيين ومسؤولين قبرصيين عقب حفل التوقيع على تأسيس الجامعة الأميركية في بيروت ميديترانيو في بافوس قبرص. (الصورة: الجامعة الأميركية في بيروت).

كما تتطلع الجامعة اللبنانية الأمريكية إلى التوسع بالخارج. وقال إيلي بدر، نائب رئيس الجامعة لتطوير الأعمال والشؤون العالمية، لـ«الفنار للإعلام» إن الجامعة أصبحت كبيرة «بما يتجاوز قدرة الاقتصاد المحلي للدعم. الطريقة الوحيدة للحفاظ على عائداتها هي التوجه إلى خارج لبنان».

وكانت الجامعة قد وقعت مذكرة تفاهم أولية مع مستثمرين عراقيين من القطاع الخاص، لإنشاء حرم جامعي، ومستشفى في بغداد، لكنها تفكر أيضًا في أماكن أخرى، بما في ذلك القاهرة والرياض. وأضاف «بدر» أن القرار النهائي بشأن موقع الحرم الجامعي سيتخذ من قبل مجلس الأمناء في أيلول/ سبتمبر.

«أصبحت الجامعة كبيرة بما يتجاوز قدرة الاقتصاد المحلي للدعم. الطريقة الوحيدة للحفاظ على عائداتها هي التوجه إلى خارج لبنان».

إيلي بدر نائب رئيس الجامعة اللبنانية الأمريكية لتطوير الأعمال والشؤون العالمية

وبموجب مذكرة التفاهم المبرمة مع المستثمرين العراقيين، ستنشئ الجامعة كليات عدة، بما في ذلك كلية للطب، ومستشفى. ومن المقرر أن يتم تنفيذ المشروع على مراحل ثلاث، تستغرق المرحلة الأولى من ثلاث إلى خمس سنوات، وتقرر الجامعة خلالها البرامج الأكاديمية في الجامعة. وفيما يتعلق بالتمويل، ستدرس الجامعة اللبنانية الأمريكية مجموعة من الخيارات، بما في ذلك وكالات الاستثمار والتنمية الدولية والإقليمية.

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

ويرى «بدر» أن العراق، وبعد سنوات من الحرب، «في حاجة ماسة» إلى تعليم عالٍ خاص، عالي الجودة، لا سيما في مجال الرعاية الصحية.

اقرأ أيضا:

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى