أخبار وتقاريرنصائح ومصادر

دليل الكتابة البحثية للمبتدئين.. طريقك إلى النشر العلمي في بضع خطوات

على مدار حياتهم المهنية، يحتاج الباحثون بمؤسسات التعليم العالي إلى النشر العلمي بالمجلات المتخصصة، إما لأغراض متصلة بالدرجات العلمية (الماجستير والدكتوراه)، أو الترقي الوظيفي، أو الحصول على التمويل، أو من أجل جميع هذه الأسباب.

لذلك، أصدر اثنان من أساتذة جامعة دمشق، هما: رنيم حسام دركزلي، وعمر حمادة، مؤخرًا، ورقة – حصل «الفنار للإعلام» على نسخة منها – تحدد الخطوات الأساسية الواجب اتباعها عند كتابة المقالة العلمية. وفيما يلي نستعرض أبرز ملامح ما ورد فيها.

ما قبل الكتابة

قبل البدء بالكتابة، عليك أولًا أن تحدد المجلة التي تنوي أن ترسل إليها بحثك، فهذا الأمر له أهمية من حيث التنسيق، والأهم من ذلك هو نمط الكتابة، لأن كتابتك يجب أن تناسب نمط القراء الذي تستهدفه. على سبيل المثال، هل تستهدف مجلة اختصاصية؟ هنا، من المتوقع أن يكون القارئ خبيرًا في المجال. أم أنك تستهدف مجلة طبية عامة؟ هنا، من الممكن أن يكون القارئ خبيرًا، ولكن بمجالات أخرى. سيترتب على هذا الأمر تبعات؛ إما بكمية، أو نمط المعلومات التي يجب أن تتضمنها المقالة.

الأقسام الرئيسية في المقالة العلمية

تتبع الغالبية العظمى من المقالات العلمية ما يدعى بتنسيق IMRAD، أي: المقدمة (Introduction) – الطرائق (Methods) – النتائج (Results) – المناقشة (Discussion). ومن الطبيعي أن توجد استثناءات لهذه القاعدة، ويجب دائمًا أن تقرأ تعليمات المجلة للمؤلفين التي تخطط أن ترسل إليها الورقة البحثية، لتتأكد أنه التنسيق المطلوب بالفعل.

يجب أن تتضمن مقالتك هذه الأقسام بالترتيب، بالإضافة إلى ملخص (Abstract)، وهو موجز للأقسام الأربعة السابقة. كما يجب أن تتضمن نهاية المقالة، المراجع الببليوغرافية، والجداول، ووسائل إيضاح الأشكال.

المقدمة

لا تقلق من كتابة مقالة تتحدث فيها عن النتائج السلبية التي حصلت عليها، فالدراسة التي أجريت بشكل جيد، والتي لم تثبت وجود نتائج إيجابية، تعتبر دائمًا، إضافة للدليل العلمي الحالي.

للمقدمة أهمية بالغة في جذب انتباه القارئ. يجب أن تجعله يرغب بالقراءة أكثر، ويفكر: «كيف لم أفكر في هذا؟». وفي هذا القسم، ستشرح سبب تعهدك القيام بهذه الدراسة، وما هو الهدف الذي كنت ترغب في الوصول إليه، وكيف يمكن لهذا البحث أن يساهم كإضافة مفيدة للدليل العلمي الحالي عن هذا الموضوع.

وبكلمات عملية، يجب أن تبدأ بالشرح بشكل مختصر عن الأمور المعروفة مسبقًا عن هذا الموضوع، باستخدام المراجع المناسبة. بعد ذلك يجب أن تضيق المجال لتحدد ما هي المناطق التي لا يزال يعتريها الغموض، وتستشهد بالبيانات السابقة (وحتى المتضاربة) حيثما كان ذلك مناسبًا. ومن المنطقي أن يقودك هذا إلى وصف الفجوة الواضحة في الأدبيات التي تأمل أن تملأها دراستك. يعتبر هذا الأمر عنصرًا أساسيًا في إثبات جدوى بحثك.

https://www.bue.edu.eg/

الآن، أوضحت كيف يمكن لدراستك أن تساهم في إضافة شيء جديد ومفيد، عليك توضيح نظرية عملية، وأن تلحق ذلك بالأهداف، ثم، وبشكل مختصر، تذكر للقارئ الاستراتيجية التي اتبعتها لتحقيق هذه الأهداف.

يجب أن توضح الأسباب التي دفعتك لتجري بحثك، وتثبت ذلك من خلال توضيح المعرفة العلمية الحالية مع ذكر المراجع المناسبة. وعليك أن تأخذ بعين الاعتبار، جمهور القراء المستهدف، مثلًا: لو كنت تستهدف مجلة اختصاصية، يجب أن تتضمن اللمحة العامة تفاصيل أكثر، ومعلومات اختصاصية عن مجالك، بالمقارنة فيما لو كنت تستهدف جمهور من غير المختصين في مجالك.

وبالتالي من المنطقي أن تذكر في المقدمة، وتحدد الفجوة في المعرفة التي تأمل أن تملأها من خلال بحثك. وفي هذا سيكون لديك فرصة لتوضح القيمة التي أضافتها دراستك، والمعلومات الجديدة التي أثمرت عن بحثك:

حاول، قدر المستطاع، أن تتجنب الابتعاد عن الموضوع المطروح، وبالتالي يجب أن تؤدي كل جملة هدفًا من الأهداف.

إذا كانت صياغة العنوان سيئة سيصعب العثور على مقالتك، ولن تدرج في قائمة نتائج بحث الآخرين، وبالتالي سوف لن يستشهد بها الآخرون، لأنهم لم يعثروا عليها.

تحدد العديد من المجلات طول فقرة المقدمة، والحد الأقصى من الكلمات، أو الصفحات المسموح بها، لذلك يجب أن تراجع بحرص تعليمات المجلة، للتأكد من وجود توجيهات حول الطول المناسب للمقدمة. وفي حال لم تقرأ تعليمات واضحة عن طول المقدمة، فيمكنك أن تعتبره حوالي الصفحة، أو الصفحة والنصف.

الطرائق

إن الهدف من قسم الطرائق هو وصف ما قمت به بالضبط، وكيف، بتفاصيل كافية. يجب أن يكون لكل نتيجة مدرجة في قسم النتائج طريقة مذكورة في هذا القسم. على سبيل المثال، لا يمكنك أن تذكر نتيجة فحص، أو تحليل ما لم تذكره في قسم الطرائق.

يجب أن تذكر ملاحظة قصيرة تتعلق بالاعتبارات الأخلاقية في قسم الطرائق. على سبيل المثال، اذكر باختصار حصولك على الموافقة الأخلاقية من لجنة أخلاقيات الأبحاث العلمية (وإذا لم تحصل عليها تذكر السبب)، ويجب أن تذكر أنك أخذت الموافقة المستنيرة من كل فرد من أفراد العينة، أو من أقرب أقربائه، أو وكيله.

النتائج

الهدف من قسم النتائج هو وصف ما لاحظته بدون أي تعليق، أو مناقشة. الآن، في هذا القسم، أعط النتائج فقط. ولجعل الورقة البحثية سهلة القراءة والتتبع، من الجيد أن تضع النتائج بنفس ترتيب الطرق التي ذكرتها في قسم الطرائق. وبالمثل، يمكن أن يساعد تجزئة قسم النتائج إلى أقسام معنونة بعناوين فرعية، وهذا يسهل قراءتها وتتبعها. يجب أن تبدأ فقرة النتائج النموذجية بالتذكير بنمط التحليل، ثم تبدأ بالتوسع في النتائج التي لاحظتها، وهنا يجب أن تدرج الجداول والأشكال ذات الصلة.

هناك سؤال يجول في أذهان الباحثين، وهو عند كتابة قسم النتائج: هل نتناول النتائج في النص؟ أو نستخدم الجداول والأشكال التوضيحية؟ لا توجد قواعد صارمة لهذا الأمر، ولكن بشكل عام، يمكن كتابة النتائج التي يمكن أن توصف بسهولة، بسطر أو اثنين، ضمن النص. ويجب أن تستخدم الجداول لذكر البيانات مثل البيانات الأساسية، والنتائج، والمعالجات.

المناقشة

في هذا القسم، تشرح وتفسر دلالة/مغزى النتائج التي حصلت عليها في البحث، وكيف يمكن لهذه النتائج أن تنسجم مع ما قد لوحظ وذكر من قبل عن الموضوع الذي تتحدث عنه. يجب أن تبدأ فكرة المناقشة، بخلاصة موجزة عن الموجودات الرئيسية في الدراسة، ومن الأفضل أن تستخدم الصيغة نفسها التي استخدمتها في الهدف الأوّلي، ويمكن أن تلحق ذلك بتفسير النتتيجة.

هذه مسؤوليتك الأخلاقية والمهنية أن توثق عملك بالشكل المناسب، وتكون واضحًا وشفافًا في تعيين المراجع. ومن الإلزامي أن تستشهد بالمراجع التي بنيت عليها فرضياتك لتثبت أنها سليمة.

يجب أن تقارن ما توصلت إليه في البحث، مع ما ذكر من قبل من أدلة في الأدبيات العلمية عن نفس الموضوع. فإذا كانت نتائجك مختلفة عن الآخرين، يجب أن تفسر هذا الاختلاف، ويجب أن تكون لديك تفسيرات منطقية. وعليك أن تذكر ما هي الفروقات في الظروف، والعينات، والطرق، التي يمكن أن تفسر لماذا لاحظت ما لاحظته.

لا تقلق من كتابة مقالة تتحدث فيها عن النتائج السلبية التي حصلت عليها، فالدراسة التي أجريت بشكل جيد، والتي لم تثبت وجود نتائج إيجابية، تعتبر دائمًا، إضافة للدليل العلمي الحالي، ويمكن أن تناقش ما هي التداعيات التي يمكن أن تكون.

الملخص

هو موجز/ملخص قصير لكامل المقالة، ويتكون من عدة أقسام (عادة اللمحة العامة – الطرائق – النتائج – الخلاصة). يستخدم الملخص لأغراض مرجعية في قواعد البيانات الببليوغرافية، وبالتالي يجب أن يشكل هذا القسم وحدة مستقلة، والتي يجب أن تكون مفهومة كنص قائم بحد ذاته، بدون الحاجة للإشارة إلى النص الكامل. كما أن الملخص هو أول عنصر يراه المراجع عندما يكون مدعوًا لمراجعة ورقتك البحثية للنشر في المجلة.

كتابة العنوان

يجب أن يتضمن العنوان كلمات مفتاحية تعكس المسألة الأساسية التي تتحدث عنها مقالتك. ويجب أن تجذب اهتمام القارئ، وتجعله يرغب بشدة في إتمام قراءة عملك.

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

إذا كانت صياغة العنوان سيئة سيصعب العثور على مقالتك، ولن تدرج في قائمة نتائج بحث الآخرين، وبالتالي سوف لن يستشهد بها الآخرون، لأنهم لم يعثروا عليها. وعندما يندرج عنوان مقالتك ضمن عشرات، أو حتى مئات عناوين المقالات، فلابد من جعله متميزًا من بين هذه العناوين التي تدور حول نفس الموضوع.

المراجع

يدرج قسم المراجع قائمة المصادر التي استخدمتها كأساس لتحضير فرضيتك، وبناء بحثك. وهذه مسؤوليتك الأخلاقية والمهنية أن توثق عملك بالشكل المناسب، وتكون واضحًا وشفافًا في تعيين المراجع. ومن الإلزامي أن تستشهد بالمراجع التي بنيت عليها فرضياتك لتثبت أنها سليمة. من مهمة المراجع كذلك أنها تدعم عملك، وتضعه ضمن سياق الأبحاث الأخرى التي تتحدث عن نفس الموضوع، وبنفس الوقت تقدم دليلًا للقراء الذين يرغبون في القراءة أكثر عن نفس الموضوع.

اقرأ أيضًا:

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى