أخبار وتقارير

مبادرة أكاديمية لتعزيز الصحة النفسية بالجامعة الأمريكية في القاهرة

بهدف تحسين الخدمات والسياسات في قطاع الصحة النفسية، للأساتذة والطلاب معًا، أطلقت الجامعة الأمريكية بالقاهرة، مؤخرًا، مبادرة للصحة والسلامة النفسية، وذلك لأسباب عدة، في مقدمتها تأثير جائحة كورونا في زيادة معدلات الإصابة بالقلق والاكتئاب، بحسب منظمة الصحة العالمية.

ويقول أحمد دلال، رئيس الجامعة، في مقابلة عبر البريد الإلكتروني مع «الفنار للإعلام» إن الصحة النفسية، والرفاهية العاطفية، أصبحت على رأس أولويات الجامعات بشكل متزايد. ويضيف أول أكاديمي عربي يترأس الجامعة الأمريكية بالقاهرة: «لدينا في الجامعة آليات لتقديم الدعم لمجتمعنا من الأساتذة والطلاب في القضايا المتعلقة بالصحة النفسية، ولكن هناك حاجة إلى فعل المزيد».

دعم الصحة العقلية

وتقدم الجامعة وسائل دعم مختلفة، من خلال مركز دعم الطلاب لمساعدتهم على تعزيز الصحة النفسية، على الصعيد الأكاديمي والشخصي. كما تقدم الدعم لأعضاء هيئة التدريس، والموظفين من خلال مركز الإرشاد النفسي والتدريب، والذي يوفر خدمات العلاج النفسي، إلى جانب التدريب متعدد التخصصات لأطباء الصحة النفسية، بحسب رئيس الجامعة.

وحول مدى التنسيق مع وزارة التعليم العالي المصرية، لتعميم هذه المبادرة بالجامعات الحكومية، أجاب «دلال»: «لا توجد خطط تنسيق محددة مع الوزارة، وسنحاول التعلم من العمل الذي تقوم به الوزارات المعنية، وإذا كان العمل الذي نقوم به مفيدًا، فنحن على استعداد للمشاركة مع الوزارة ومع الجامعات الوطنية الشريكة».

«لدينا في الجامعة آليات لتقديم الدعم لمجتمعنا من الأساتذة والطلاب في القضايا المتعلقة بالصحة النفسية، ولكن هناك حاجة إلى فعل المزيد».

أحمد دلال رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة.

تدخل المبادرة حيز التطبيق بداية من العام المقبل، من خلال فريق اختارته الجامعة. وسيكون هذا الفريق مسؤولًا عن تقييم بيئة الحرم الجامعي الحالية، وتقديم توصيات حول كيفية ضمان أن ثقافة الحرم الجامعي تزيل وصمة العار عن قضايا الصحة النفسية، وتعزز وتدعم الصحة العقلية والرفاهية لجميع أفراد المجتمع.

مساحة «للبوح»

هانيا الشلقامي، الأستاذة بمركز البحوث الاجتماعية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، واحدة من الفريق الذي تشمل مهامه تقديم توصيات حول كيفية تأسيس نظام للخدمات النفسية، والاستجابة للضغوط في الجامعة. وتقول في اتصال هاتفي مع «الفنار للإعلام» إن التغير الذي شهدناه في حياتنا العامة، خلال السنوات الأخيرة، زاد من مساحة الضغوط النفسية، فأصبحنا أكثر عرضة للحوادث والأمراض نتيجة الضغوط، موضحة أن التعرض «الكثيف» لمواقع التواصل الاجتماعي، والفضاء العام ترك آثارًا كبيرة على نفسيتنا، دون اعتبار للخلفية الاجتماعية، أو المادية.

مطلع الشهر الجاري، قادت «الشلقامي»، ورشة عمل داخل الجامعة، لاستطلاع آراء المشاركين من الأساتذة والطلاب، حول توفير منصة لمجتمع الجامعة، تهدف إلى تبادل الخبرات، والأفكار لتحسين الصحة النفسية داخل وخارج الحرم الجامعي. وتضيف أن العبء النفسي أصبح قضية جماعية، ويؤثر على الطلبة والأساتذة معًا.

كما تشير إلى ظهور أعراض جديدة لهذه الأعباء النفسية، مثل الحدة، والقلق، والتشتت في الانتباه بسبب الضغوط اليومية، مؤكدة أن الجامعة أدركت أن تجاهل هذا الأمر سيجعل العواقب «صعبة جدًا»، وستنعكس على الأداء الأكاديمي، وقد تتحول إلى مرض نفسي، بحسب تعبيرها.

وتقترح الأكاديمية المصرية أن يكون هناك منصة لطلاب الجامعة عبر الإنترنت، لمشاركة مشكلاتهم الشخصية، والحصول على المشورة أيضًا، وكذلك اعتبارها مساحة «للبوح».

ومن المقرر أن تعمل المبادرة على ثلاثة محاور، وهي: تغيير ثقافة الجامعة حول الصحة النفسية، من خلال حملات إزالة الوصم عن المرض النفسي، والتوعية، والبرامج، وزيادة مستوى خدمات الصحة النفسية بالجامعة، وتحسين سياساتها وبروتوكولاتها وتقديم تدريب حول الصحة النفسية.

وتقول «الشلقامي» إن الحملة ينبغي أن تكون متعددة العناصر في أبعادها النفسية، والرياضية، والجنسية، والعاطفية، بحيث تشترك هذه العناصر في رؤية وهدف واحد حول التوعية بماهية الصحة النفسية، وما يرتبط بها من ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ، وﺳﺮﻳﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ، ووقت الانتظار لحين الحصول على الخدمات، والوصمة المرتبطة بالمرض النفسي داخل وخارج قاعة المحاضرات. كما توضح أن الحملة محاولة لإيجاد بيئة مواتية للصحة النفسية في الجامعة، وإحداث «نقلة مهمة» في التعامل مع الضغوط النفسية من كونها حالات «فردية» إلى تصميم بيئة صحية نفسية جيدة، تلبي احتياجات الجميع بهدف الحماية والوقاية.

مراعاة التباينات الاقتصادية والاجتماعية

«التغير الذي شهدناه في حياتنا العامة، خلال السنوات الأخيرة، زاد من مساحة الضغوط النفسية، فأصبحنا أكثر عرضة للحوادث والأمراض نتيجة الضغوط».

هانيا الشلقامي أستاذة بمركز البحوث الاجتماعية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة

ويتفق عدد من الطلاب حول أهمية تعزيز برامج الصحة النفسية بالجامعة، في ظل تنامي الضغوط اليومية، والتي انعكست على ظهور مشاعر مثل القلق والاضطراب، وغياب التركيز في صفوف بعض الدارسين. كما يطالبون بأن تستوعب المبادرة الجديدة، الخلفيات المتباينة للطلاب.

ويقول خالد يوسف، وهو طالب بكلية إدارة الأعمال في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، في اتصال هاتفي مع «الفنار للإعلام» إن الضغوط التي يتعرض لها الطلاب، بشكل يومي، أصبحت أكبر بكثير مما كان متوقعًا بالنسبة لهم، موضحًا أن الطلاب أصبحوا في حاجة «ملحة» لوجود مساعدة على المستوى النفسي، كما هو الحال في التحصيل الدراسي والمساعدة الاكاديمية.

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

ويضيف أن تصميم هذه البرامج التي تخص دعم الصحة النفسية لأفراد الجامعة،  ينبغي أن تحمي خصوصيتهم، وطبيعة احتياجاتهم النفسية، ويتم تقديمها بلغة متماشية مع الطلاب وثقافتهم، لأن اللغة عادة ما تكون عائقًا «كبيرًا» أمام التواصل بين الطالب والشخص الذي يقدم له الخدمة الخاصة بالرعاية والصحة النفسية، بحسب تعبيره. كما يدعو «يوسف» إلى ضرورة أن تتفهم المبادرة التباينات في الخلفية الاجتماعية، والاقتصادية للطلاب.

اقرأ أيضًا:

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى