أخبار وتقارير

عميد الهندسة بالجامعة الأمريكية في الشارقة فادي العلول لـ«الفنار للإعلام»: المهارات الناعمة أساسية مع دراسة التقنيات

في محاولة لمواكبة احتياجات سوق العمل، تشهد عملية تدريس تخصصات الهندسة تطورًا مستمرًا، ما يجعل الأمر لا يتوقف على المعرفة النظرية والعملية فحسب، لكنه يمتد ليشمل إتقان المهارات الناعمة.

ويقول د. فادي العلول، عميد كلية الهندسة بالجامعة الأمريكية في الشارقة، بدولة الإمارات، إن سوق العمل أصبح تنافسيًا، ومع مرور الأيام تُصبح الأشياء أكثر تعقيدًا مما كانت عليه في السابق، ما يجعل هدف الكلية هو أن تجعل الطلاب متفاعلين أكثر، مع هذا السوق، بعد التخرج، وأن يجدوا فرصهم   بمرونة وسهولة.

وفي مقابلة مع «الفنار للإعلام»، يشير الأكاديمي الإماراتي البارز إلى ثلاثة محاور لإعداد الطالب لسوق العمل؛ أولها قبول أفضل الطلاب، وثانيها تزويدهم بأفضل الخبرات التعليمية، على مدار سنوات الدراسة الأربع بالكلية، أما المحور الثالث فهو مساعدتهم بعد التخرج في أن يجدوا فرصة العمل، أو فرصة مواصلة الدراسات العليا موضحًا أن بعض الطلاب التحقوا، بالفعل، بجامعة أكسفورد، أو جامعة هارفارد، أو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

ويؤكد «العلول»، الذي تولى عمادة الكلية منذ كانون الثاني/ يناير 2022، على أهمية المهارات الناعمة، قائلًا: «كاتجاه عام حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية، في أي جامعة، إلى جانب الدراسة، والمهارات التقنية، ندرب الطلاب على 25 من المهارات الناعمة، مثل العروض الشفوية، وإدارة الوقت، ومهارات القيادة، وحل المشكلات، والتواصل، وكيفية العمل في فريق، وحتى كيفية كتابة البريد الإلكتروني، ومهارات الابتكار، وريادة الأعمال، ليكونوا جاهزين لسوق العمل».

ويضيف أنه منذ اليوم الأول في الدراسة، يتم تقسيم الطلاب إلى فرق عمل، من الذكور والإناث، ومن جنسيات مختلفة، ليكونوا أصحاب قرار، وللتعامل مع الاختلافات، حتى يصبحوا أكثر استعدادًا للسوق، لأن معظم الشركات، حيث يتم تعيين طلابنا، تهتم بفكرة التنوع، كما أن هذا يجعلهم أكثر أريحية في التعامل مع السوق في مستقبلهم المهني.

ويضرب مثالًا عن الربط بين المهارات الناعمة للقرن الحادي والعشرين، ودراسة الهندسة، فيقول إن تدريس ريادة الأعمال، بالكلية، للمهندسين ، مهمًا للتخرج، حتى يتعلموا كيفية البحث عن عمل، وكيفية خوض مقابلات شخصية للحصول على وظيفة، وكيفية التعامل مع الرؤساء كمرؤوسين.

تحت رعاية الصناعة

الكلية تعمل، راهنًا، على ما يسمى بمشروعات تحت رعاية الصناعة، ولا يعني هذا وجود شركات تدعم الطلاب ماليًا، ولكن تقوم بتوجيههم وتدريبهم في مجموعات، وتقدم لهم النصائح، لتقديم كل ما هو أفضل، وبالتالي يتعلمون التقنيات من الكلية، ويتدربون عليها عمليًا، لتكون المشروعات إضافة للصناعة، وحتى يجدوا فرصة عمل بعد التخرج.

د. فادي العلول عميد كلية الهندسة بالجامعة الأمريكية في الشارقة – الإمارات

مثلما أصبح تعلم المهارات الناعمة ضرورة، للتفاعل مع احتياجات سوق العمل، تحولت كذلك فكرة مشروعات التخرج من شكلها التقليدي، إلى شكل أقرب إلى الواقع العملي، وهو ما يوضحه د. فادي العلول بالقول إن الكلية تعمل، راهنًا، على ما يسمى بمشروعات تحت رعاية الصناعة، ولا يعني هذا وجود شركات تدعم الطلاب ماليًا، ولكن تقوم بتوجيههم وتدريبهم في مجموعات، وتقدم لهم النصائح، لتقديم كل ما هو أفضل، وبالتالي يتعلمون التقنيات من الكلية، ويتدربون عليها عمليًا، لتكون المشروعات إضافة للصناعة، وحتى يجدوا فرصة عمل بعد التخرج، حتى وإن كانت مع شركات أخرى.

ويضيف: «هناك شئ آخر نسمح للطلاب به ونساعدهم عليه، وهو ما يسمى بالشهادات المهنية، من شركات مثل سيسكو، أو ريد هات، وهو ما يكمل تعليمهم ويمنحهم إطلالة على التخصصات الأخرى».

ويشير «العلول» إلى دور النوادي الطلابية، في صقل مهارات الطلاب وتجهيزهم لسوق العمل، وكذلك تعزيز ارتباطهم بالكلية والمجتمع، لتعلم المزيد من المهارات، مثل العمل في مجموعات. ويوضح أن الكلية تضم أكثر من نادٍ للطلاب، ومنها: نادي الهندسة النسائية، ونادي المصادر المفتوحة، ونادي قسم التقنية الإنسانية، ونادي تطوير الألعاب.

مهارة أخرى يشدد عليها «العلول»، وهي خوض الأجواء التنافسية، وعن ذلك يقول إن الكلية تتيح لطلابها أيضًا المشاركة في المنافسات والفعاليات المحلية والدولية، وليس الغرض حصد الجوائز، لأنه حتى في حالة الخسارة، فإنهم يكتسبون خبرات المشاركة، والعمل في مجموعات، والتقديم والتحكيم، وخلق الأفكار، ومعرفة كيفية الالتزام بالمواعيد النهائية لتقديم الأفكار والمشروعات، وينشرون مشاركاتهم والجوائز التي حصلوا عليها على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يجعلهم مُميّزين ومُقدَّرين، ويجعل إمكانياتهم للوصول للوظائف المناسبه بعد التخرج أسهل، بحسب تعبيره.

وفي السياق نفسه، يتم التعاون مع عدة قطاعات، كقطاع التكنولوجيا، والغاز والنفط، والإنشاءات، والصحة، كما تؤدي الكلية دورًا كبيرًا  في قطاع النقل، وخاصة في المسائل المتعلقة بالأمان والبيئة وقضايا الاستدامة. واشار عميد الكلية إلى العدد الكبير للشركات التي يمكن للكلية التعامل معها، ولكل مكان مشكلاته الخاصة. ويتابع: «بالتالي، عندما نعرض عليهم أن يعمل مجموعة من طلابنا على مشروع لمدة عام، يحاول معالجة تلك المشكلات، فإنهم يرحبون بشدة.

وفي ظل تحليل البيانات واستخدام الذكاء الاصطناعي والتطبيقات، يقول «العلول» إن تبادل الأفكار والمعلومات عن القطاع شيء مهم للعمل على المشروعات بطريقة صحيحة، فعندما يتم التعامل مع مستشفى، ويكون هناك اتفاق على مشروع للطلاب، يتم البدء بأخذ البيانات، ولتكن عن تشخيص مرض السرطان كمثال، فإن هذه البيانات تفتح الباب لصناعة أفكار بطريقة أفضل، ودمج أفضل مع السوق، حتى يتم الخروج بمشروع يستطيع المنافسة، ونشر تلك الأوراق في جرائد علمية، والمنصات الإعلامية، ما يعطي الطلاب ميزة تنافسية أخرى.

ويقول الأكاديمي الإماراتي البارز إن الكلية تشجع الطلاب على إعداد الأبحاث قبل التخرج، ويقول: «إذا كانوا يريدون استكمال دراستهم العليا، عليهم نشر بحث على الأقل للالتحاق بالجامعات بعد التخرج، وفي كثير من الحالات تم نشر أوراق بحثية في دوريات، ومؤتمرات علمية»

مشاركة ملحوظة للطالبات

منذ اليوم الأول في الدراسة، يتم تقسيم الطلاب إلى فرق عمل، من الذكور والإناث، ومن جنسيات مختلفة، ليكونوا أصحاب قرار، وللتعامل مع الاختلافات، حتى يصبحوا أكثر استعدادًا للسوق، لأن معظم الشركات، حيث يتم تعيين طلابنا، تهتم بفكرة التنوع.

د. فادي العلول عميد كلية الهندسة بالجامعة الأمريكية في الشارقة – الإمارات

كما يشير عميد كلية الهندسة بالجامعة الأمريكية في الشارقة، إلى أن النسب المئوية العالمية في مجال الهندسة، تقول إن نسبة الإناث في المجال وصلت إلى 16% عام 2021، ويلفت إلى وجود نسبة أكبر للإناث في الكلية. ويقول: «النسبة في كليتنا 37%، نحن في المركز الأعلى مقارنة بالبقية في الجامعة، ويعتبر ثُلث عدد الطلاب في كلية الهندسة من الإناث، أما في أمريكا النسبة 35%، علمًا بأن الهندسة مجال يهيمن عليه الذكور، وهذا ما يجعلنا فخورين، وهدفنا زيادة هذه النسبة إلى 50%». وفي المقابل، يوضح أن بعض تخصصات الهندسة تهيمن عليها الإناث، كالهندسة الصناعية، أو علوم الكمبيوتر، أو هندسة البرمجيات، أو الهندسة الكيميائية، مقارنة بالهندسة المعمارية مثلًا، وهذا بحسب طبيعة العمل في هذه المجالات، لأنها أكثر داخل المكاتب، وأقل خروجًا للتطبيق، بحسب قوله.

ويتحدث «العلول» عن مظاهر أخرى لمشاركة الإناث في الكلية، وزيادة الوعي بتأثير النساء في الهندسة، منها نادي النساء في الهندسة (Women in Engineering WIE)، ويقول: «يتم عرض دراسات الحالة، والأنشطة والندوات من خلال صفحة وموقع النادي، ونماذج القدوة من النساء في مجال الهندسة، ورابطات الخريجات والمهندسات الناجحات في المجال، ونستعرض قصص نجاحهن لتشجيع الطالبات، لدينا حوالي 7000 عضوة في رابطة الخريجات، على مدار حوالي 25 عامًا منذ افتتاح الكلية عام 1997، والكثير من الخريجات الآن رئيسات تنفيذيات وبعضهن يشغلن مناصب وزارية بحثية، وهذا يجعلنا فخورين دائمًا بما نفعله«.

الاعتماد والتصنيف

ويوضح د. فادي العلول، عميد كلية الهندسة بالجامعة الأمريكية في الشارقة، أهمية الاعتماد الأكاديمي للبرامج الدراسية، والمرتبة التي تحظى بها الكلية في التصنيفات الدولية. ويقول: «كليتنا رقم 369 في تصنيف كيو إس، ضمن أفضل كليات الهندسة عالميًا، وقسم الهندسة المدنية لدينا المصنف الأول في دولة الإمارات، ورقم 151 عالميًا، وهذا التصنيف جعل الشركات لديها ثقة كبيرة في طلابنا، وتفضل تعيينهم».

ويضيف أن الجامعة تختار أعضاء هيئة التدريس، بحرص شديد، فجميعهم، بلا استثناء، حاصلون على درجة الدكتوراه، من جامعات عريقة في أمريكا الشمالية، أو من إنجلترا وأوروبا، 84% منهم حاصلون على درجات علمية من أمريكا الشمالية، و8% من إنجلترا، و 4% من أوروبا.

وبحسب «العلول» تضم الكلية 7 أقسام، وبرامج دراسية، لمرحلة البكالوريوس، منها المدنية، والكيميائية، والميكانيكية، والصناعية، وعلوم الحاسب، والكهربائية، و9 برامج للماجستير، مثل الهندسة الطبية الحيوية، وإدارة البناء، وبرنامج للدكتوراه، جميعها معتمدة من  ABET  الأمريكية، وهيئة الاعتماد الأكاديمي الإماراتية. ويوضح أن الجامعات المعتمدة من الهيئة الإماراتية 70 جامعة، والاعتماد يكون من الأقل فالمتوسط فالعالي، من حيث الثقة، وأن الجامعة الأمريكية في الشارقة من بين المؤسسات السبعة الأعلى ثقة في الدولة، كما يشير إلى تحديث البرامج والمناهج الدراسية باستمرار، واعتماد الكلية على قاعات دراسية ذكية، وأكثر من 60 معملًا تقنيًا.

اقرأ أيضًا:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى