أخبار وتقارير

من أجل تدريب وتوظيف خريجي الهندسة.. شراكة بين الجامعة الأنطونية في لبنان و«نوكيا»

بسبب الخوف من هجرة الشباب الموهوبين، عقدت الجامعة الأنطونية في لبنان شراكة مع شركة «نوكيا»، عملاق الاتصالات الفنلندية، وموّرد اتصالات البيانات المحلي «ملتي لين» Multilane، بهدف توفير فرص التدريب والعمل لخريجي الهندسة في البلاد.

ويقول شادي أبو جودة، عميد كلية الهندسة بالجامعة، إن مذكرة تفاهم التي وقعتها الجامعة مع شركتي نوكيا  وملتي لين تهدف إلى توحيد الجهود لمكافحة هجرة الأدمغة، موضحًا أن الاتفاقية ستوفر لبعضٍ من ألمع شباب لبنان، تجربة من شأنها أن تساعدهم على تحقيق تطلعاتهم، مع ضمان بقائهم في وطنهم الأم.

ومن المقرر أن يبدأ طلاب السنة الرابعة والخامسة في هندسة الاتصالات والأنظمة والشبكات بالجامعة، الاستفادة من الاتفاقية في مطلع العام الدراسي المقبل في أيلول/ سبتمبر.

ويضيف «أبو جودة» أن الطلاب، بداية من السنة الرابعة بالكلية، سينخرطون في التدريب مع «نوكيا» في حديقة «ملتي لين» التكنولوجية في لبنان، عبر مجموعة من الندوات، وورش العمل، والدورات التي يتوجب عليهم إكمالها بحلول منتصف السنة الخامسة والأخيرة. ويوضح أنه عقب التخرج، سيُعرض على الطلاب المختارين تدريبًا داخليًا مع شركة «نوكيا»  لمدة ستة أشهر، ليحصلوا على وظيفة في النهاية.

وبحسب المسؤول الأكاديمي فإن «نوكيا» ستدفع، بموجب الاتفاقية، جزءًا من الرسوم الدراسية لأفضل طلاب السنة الخامسة، مشيرًا إلى أن ذلك سيساعد الطلاب على «التركيز أكثر على دراستهم بدلًا من القلق بشأن كيفية تأمين رسوم جامعتهم في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية الراهنة».

تحديث المناهج

«هدفنا خلق فرص عمل في لبنان للخريجين الجدد لوقف هجرة الكفاءات. لا نريد أن يسافر طلابنا إلى الخارج. نريدهم أن يبقوا في لبنان والمساهمة في الاقتصاد الوطني».

شادي أبو جودة عميد كلية الهندسة بالجامعة الأنطونية

وتشمل الاتفاقية إجراء أساتذة الجامعة بحثًا مع خبراء «نوكيا» للبقاء على اطلاع على أحدث تقنيات الاتصالات، ما سيمكنهم من دمجها لاحقًا في المناهج الدراسية. ويقول «أبو جودة»: «في المرحلة التالية، سنستضيف مختبر نوكيا، وهو أول مختبر من نوعه في البلاد، الأمر الذي سيعزز الدراسات والأبحاث في الجامعة».

ويوضح أن الهدف هو خلق فرص عمل في لبنان للخريجين الجدد لوقف هجرة الكفاءات، قائلًا: «لا نريد أن يسافر طلابنا إلى الخارج. نريدهم أن يبقوا في لبنان والمساهمة في الاقتصاد الوطني». ويرى شادي أبو جودة أن الطلاب «أكثر حماسًا بشأن دراستهم، بفضل وجود توقعات أعلى الآن، بالحصول على وظيفة بمجرد تخرجهم، حيث يشعرهم هذا بمزيد من الأمان. عليهم فقط التركيز على دراستهم والقيام بعمل جيد من أجل النجاح. إنهم يعلمون أن وجود تجربة مع نوكيا في سيرتهم الذاتية سيتيح لهم فرصًا في أفضل الشركات في أي مكان في العالم».

ويتخرج حوالي 60 طالبًا، سنويًا، من الجامعة الأنطونية في مجالات هندسة الاتصالات. ويقول مسؤولو الجامعة إن «نوكيا» لاحظت مواصلة خريجي الجامعة الأنطونية، دراساتهم العليا في فرنسا لتفوقهم، ما أثار اهتمام عملاق الاتصالات للتعاون مع الجامعة.

فتح الأبواب للطلاب

وقد لاقت الخطوة ترحيبًا طلابيًا، حيث يرى إيلي يوسف (22 عامًا)، الطالب في السنة الخامسة في مجال الاتصالات والشبكات، الأمر بمثابة «دفعة كبيرة من شأنها أن تزودنا بالتدريب والأدوات التي نحتاجها لتحقيق النجاح. سيفتح هذا لنا الأبواب للتقدم، خاصة مع عملاق دولي مثل نوكيا».

وكحال العديد من الشباب اللبناني، كان «يوسف»، يخطط للبحث عن عمل في الخارج بمجرد حصوله على شهادته. أما عن رؤيته اليوم، فيقول: «من شأن توافر إمكانية الحصول على وظيفة مع نوكيا في لبنان، أن تضعف رغبتي في الهجرة. حيث سنتمكن، ونحن في موطننا، من اكتساب المعرفة والمهنية، التي نسعى إليها في الخارج».

«من شأن توافر إمكانية الحصول على وظيفة مع نوكيا في لبنان أن تضعف رغبتي في الهجرة. حيث سنتمكن، ونحن في موطننا، من اكتساب المعرفة والخبرة المهنية التي نسعى إليها في الخارج».

إيلي يوسف طالب في السنة الخامسة بقسم الاتصالات والشبكات

وبالمثل، تقول ليا صيفي (21 عامًا)، الطالبة في السنة الخامسة في مجال الأنظمة والشبكات، إن المعرفة النظرية والعملية التي تقدمها الجامعة «غير كافية»، مضيفة أن الطلاببحاجة إلى خبرة مهنية، حتى يكونوا قادرين  دخول سوق العمل. وتعتبر أن الاتفاقية ستساعدها، مع زملائها، في الحصول على مثل هذه الخبرة «مع شركة مهمة مثل نوكيا».

وتضيف «صيفي»: «سأعمل بجد من أجل الحصول على تدريب داخلي مع نوكيا. سيكون امتلاك خبرة مثل هذه أمرًا رائعًا في سيرتي الذاتية، وستكون ميزة إضافية بالنسبة لي وستساعدني في حياتي المهنية المستقبلية». وفيما تشير إلى أن الكثير من الشباب يطمحون إلى إيجاد عمل في الخارج في ظل الأزمة الاقتصادية السائدة، ليتمكنوا من بناء مستقبلهم وإعالة ذويهم، تقول إنها تفضل البقاء في لبنان والمساهمة في إنعاش اقتصاده، على حد تعبيرها.

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

اتفاقيات شراكة أخرى

ويوضح «أبو جودة» أن الهدف الرئيسي لاستراتيجية الجامعة يتمثل في سد الفجوة بين الأوساط الأكاديمية وسوق العمل. ويقول: «نحن نبحث عن شركات كبيرة لسد هذه الفجوة. على سبيل المثال، لدينا اتفاقيات شراكة مع أمازون، وأوراكل، لإنشاء أكاديمية في الحرم الجامعي. نقدم لطلابنا الدورات التعليمية التي نحصل عليها من هذه الشركات الكبيرة وندمجها في مناهجنا الدراسية. وعندما يتخرجون، سيكون طلابنا مُعتمَدين ومستعدين لدخول سوق العمل».

https://www.bue.edu.eg/


اقرأ أيضًا:

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى