أخبار وتقارير

ربط الدراسة في الجامعات بسوق العمل.. تجربة أكاديمية من مصر

لم يدر بخَلَد تقى إسلام حين التحقت بكلية الفنون والتصميم في جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، في مصر، أن تجد تصميماتها الفنية، طريقًا مفتوحًا نحو سوق العمل، من خلال استعانة إحدى الشركات الكبرى بها، في تغيير الهوية الدعائية لمنتجاتها بالأسواق.

هذه الخطوة التي قطعتها الطالبة المصرية، مع آخرين من زملائها، جاءت عبر مبادرة بين الجامعة، ووزارة التجارة والصناعة، واتحاد الصناعات المصرية، قبل عامين، تستهدف ربط المجال الأكاديمي بسوق العمل، من خلال معايشة الطلاب، أثناء الدراسة، عملية تنفيذ تصميمات لشركات تنشط في قطاع الصناعات الغذائية.

خبرة عملية للطلاب

وتقول الطالبة، التي تخرجت في الجامعة قبل نحو شهرين، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، إن البداية كانت من خلال إعلان نشرته الكلية بين طلابها، في العام 2020، يدعوهم للمشاركة في مسابقة داخلية لتقديم تصميمات مبتكرة، تساهم في تغيير الهوية الدعائية لعدد من الشركات الغذائية.

لم تهدر «إسلام» الفرصة، وشاركت في المسابقة على أمل تحقيق نتائج رائعة، بحسب تعبيرها. وتحت إشراف أساتذة بالكلية، تم تحديد خطة العمل للقيام بالبحث الكامل لمعرفة التصميم المطلوب، والغرض منه.

المبادرة جاءت في إطار رغبة الجامعة في إدخال أفكار جديدة لمناهج التعليم، ومحاولة دمج طلاب الكلية في سوق العمل من خلال المعايشة والتجربة، حتى لا يفاجئ الطلاب بالواقع بعد التخرج.

الدكتور طارق صالح، عميد كلية الفنون والتصميم في جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة.

استغرق العمل نحو عام كامل، وربما أكثر، بسبب ظروف جائحة كوفيد-19. وخلال تلك الفترة، عملت الطالبة الشابة، مع بقية المشاركين من زملائها، على إعادة تصميم شعارات لشركات عدة. وفي الختام، تم إبلاغها، من جانب إدارة المسابقة، أنها فازت، مع أربعة آخرين، لتستعين بتصميماتهم، بالفعل، خمس شركات غذائية.

بلغ عدد الطلاب المتسابقين 32 طالبًا، وكان أيمن خالد واحدًا منهم، ليحالفه الحظ بالفوز. وعن ذلك، يقول إنه عمل على تصميم شعار دعائي لشركة تعمل في مجال تصدير منتجات الخضروات والفاكهة. ويصف التجربة بأنها كانت خطوة رائعة، حيث أضافت له خبرة حقيقية، من خلال العمل مع شركة قائمة بالفعل.

اقرأ أيضًا: (لمواكبة سوق العمل.. مشروع تدريبي لتنمية مهارات خريجي الجامعات اللبنانية).

ويشير الطالب المصري إلى أنه حين تقدم لإحدى الشركات للحصول على تدريب متقدم، عقب تخرجه منذ أشهر قليلة، تلقى إشادة بخبرته بعدما شاهدوا تصميماته التي خرجت على أغلفة الشركة التي عمل لصالحها في المسابقة الجامعية.

معايشة سوق العمل

من جانبه، يقول الدكتور طارق صالح، عميد كلية الفنون والتصميم في جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة، إن المبادرة جاءت في إطار رغبة الجامعة في إدخال أفكار جديدة لمناهج التعليم، ومحاولة دمج طلاب الكلية في سوق العمل من خلال المعايشة والتجربة، حتى لا يفاجئ الطلاب بمتطلبات الواقع بعد التخرج.

ويضيف، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، إلى أن الجامعة وقّعت بروتوكول تعاون مع مركز تحديث الصناعة، التابع لوزارة التجارة والصناعة المصرية، يقضي بأن يتولى المركز ربط الكلية بشركات ترغب في تغيير الهوية الدعائية لمنتجاتها، عبر تصميمات مبتكرة، تضاهي تصميمات الخبراء في هذا المجال، على حد قوله.

وبالفعل، تلقت الكلية أسماء الشركات المرشحة لهذا التعاون النوعي بين مؤسسة أكاديمية، ومؤسسات تنشط في سوق العمل، ليتم تنظيم المسابقة التي انتهت بفوز خمسة طلاب قدموا تصميمات استطاعت تلبية حاجة الشركات المشاركة.

تجربة رائدة

وفيما يصف عميد الكلية تلك التجربة بالرائدة، يقول إنها غير مسبوقة بالجامعات المصرية. ويضيف: «استطعنا، خلال تجربتنا، تحقيق مكاسب للجميع، وذلك من خلال معايشة الطلاب، أثناء دراستهم، للواقع العملي، وحصول الشركات على تصميمات احترافية غير مكلفة، وتعزيز عمل الصناعة الوطنية وتطويرها. الكل هنا ناجح».

الطلاب في الماضي كانوا ينتظرون حتى التخرج دون اشتباك مع سوق العمل، ثم يجدونه مختلفًا تمامًا عما درسوه بالجامعات. ما قدمه الطلاب لا يقل، في الكفاءة والدقة، عن أعمال لشركات قائمة بالفعل في مجال التصميم والدعاية.

أحمد جابر، عضو غرفة الطباعة والتغليف باتحاد الصناعات المصرية.

وإلى جانب الطلاب الفائزين، فقد شهد المشروع، إنتاج ثلاثمائة تصميم في مجال تغليف المنتجات، والعلامات التجارية لعدد من الشركات في قطاع المواد الغذائية.

ويعلق عضو غرفة الطباعة والتغليف باتحاد الصناعات المصرية، أحمد جابر، على المشروع، قائلًا: «متطلبات العمل الآن تجبرنا على تغيير مفاهيم الدراسة التقليدية، وما هو دفعنا للتعاون مع الجامعة لتطبيق نموذج معايشة الطلاب لسوق العمل أثناء دراستهم».

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

ويضيف، في تصريح لـ«الفنار للإعلام» أن الطلاب في الماضي كانوا ينتظرون حتى التخرج دون اشتباك مع سوق العمل، ثم يجدونه مختلفًا تمامًا عما درسوه بالجامعات. كما يوضح أن ما قدمه الطلاب لا يقل، في الكفاءة والدقة، عن أعمال تقدمها شركات قائمة بالفعل في مجال التصميم والدعاية. ويدعو «جابر» إلى تكرار تلك التجربة في الجامعات المصرية كافة.

مشروع جديد

وفي خطوة تالية لهذا المشروع، تنتظر الجامعة دخول اتفاق جديد، مع وزارة التجارة والصناعة، خلال العام الدراسي الجديد (2022/2023)، حير التنفيذ، حيث تم الاتفاق على خدمة تطوير المواقع الإلكترونية، وتطوير التصميمات لعدة قطاعات تشمل صناعة المنسوجات، والصناعات الحرفية والتراثية، وصناعة العسل الأسود، وصناعة الأثاث، والصناعات الغذائية.

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية عبر موقعنا من هنا، وشاركنا النقاش عبر مجموعتنا على «فيسبوك» من هنا، وللمزيد من المنح، والقصص، والأخبار، سارع بالاشتراك في نشرتنا البريدية.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى