أخبار وتقارير

الأكاديمية الكويتية إسراء العيسى لـ«الفنار للإعلام»: هذه توصياتنا لإصلاح التعليم.. والمياه أهم مصادر القوة في المستقبل

عد نحو عامٍ من إطلاقها مبادرة مجتمعية تستهدف إصلاح التعليم في الكويت، تنتظر الأكاديمية إسراء العيسى، في وقت لاحق من أيلول/سبتمبر الجاري، صدور كتاب عن تلك المبادرة، بدعم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، من أجل طباعته، وتوزيعه بالمجان.

المبادرة، التي شارك فيها نحو خمسين خبيرًا في الشأن التربوي والتعليمي، وتحمل عنوان: «من هنا نبحر»، خرجت من رحم المعاناة التعليمية الممتدة لسنوات طويلة، والتي كشفتها، بشكل أكثر وضوحًا، تداعيات جائحة كوفيد-19، كما تقول الأكاديمية الكويتية في مقابلة مع «الفنار للإعلام»، مشيرة إلى أنهم يستهدفون، من مبادرتهم، تحديد المشكلات، ووصف العلاج، بطريقة تحليلية.

كوفيد-19 والتعليم في الكويت

كان من مظاهر تلك المعاناة، توقف التعليم العالي الحكومي بالكويت، منذ شباط/فبراير 2020، بقرار من مجلس الوزراء الكويت، لأكثر من أربعة أشهر، فيما توقف التعليم العام لنحو سبعة أشهر، ما أثار لدى إسراء العيسى تساؤلات حول تخلف المنظومة التعليمية عن اللحاق بركب التعلم عبر الإنترنت. وبينما ترى أن الكويت كانت سبّاقة في مواجهة الجائحة، إلا أنها تقول إن ملف التعليم لم يكن من الأولويات، بحسب تعبيرها.

اقرأ أيضًا: (فيروس كورونا يغلق الجامعات والمدارس في المنطقة العربية).

ضمّت المبادرة، مع «العيسى» أكاديميين وتربويين، مثل: الدكتورة عهود العصفور بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي، والدكتور علي الكندري بجامعة الكويت، والدكتورة فاطمة الهاشم بجامعة الخليج، والدكتور عبد الله الفيلكاوي بجامعة الكويت، والدكتور إبراهيم الحوطي بجامعة كلية لندن، ويوسف المحميد بأكاديمية الموهبة المشتركة بنين.

«وجدنا أن هناك ثغرة؛ إما في عدم وجود تقارير، أو مع وجود تقارير دولية تحت إشراف حكومي، لكنها لا تعكس الواقع على الأرض، بل تجمّل الوضع دائمًا».

إسراء العيسى، أكاديمية كويتية – من مؤسسي مبادرة «من هنا نبحر» لإصلاح التعليم.

وجاء قرار هؤلاء بخوض تلك التجربة، بعدما لم يجدوا مصادر علمية يمكن الاعتماد عليها في تشخيص وضع التعليم في الكويت، ثم الانطلاق إلى عملية الإصلاح. وعن ذلك، تقول إسراء العيسى: «وجدنا أن هناك ثغرة؛ إما في عدم وجود تقارير، أو مع وجود تقارير دولية تحت إشراف حكومي، لكنها لا تعكس الواقع على الأرض، بل تجمّل الوضع دائمًا»، على حد تعبيرها.

وفق تقرير التنافسية العالمية لعام 2019، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، فإن الكويت تحتل المرتبة 85 من بين 141 دولة في مجال البحث والتطوير، والمركز 112 في مهارات الخريجين، والمركز 108 في القدرة على الابتكار. وأمام هذه المؤشرات، سعى المشاركون في المبادرة إلى مراجعة التقارير الدولية، وإجراء زيارات ميدانية، ومقابلات مع أكثر من سبعين شخصية عامة بالكويت، بهدف التحقق من الأرقام والبيانات ذات الصلة.

أفكار وتوصيات

وتطرح المبادرة أفكارًا وتوصيات عدة، من أبرزها: اعتبار «المعلم» حجز أساس العملية التعليمية، مع رسم مسار وظيفي خاص بمهنة التعليم يضمن للمعلمين الترقي المعنوي والمادي، واستمرار مزاولتهم المهنة، وإرساء آليات خاصة للتقييم، بالإضافة إلى ضمان كفاءة شاغلي المهن التعليمية، وبناء المناهج التي تنمّي روح الإبداع والابتكار، وتوفير البيئة التعليمية المناسبة بالمدارس، للطلاب، بما يتفق مع التكنولوجيا الحديثة، وذلك بهدف ربط الدارسين بسوق العمل، مع الاهتمام أيضًا باللغة العربية، والعلوم الإنسانية، والاهتمام بدمج ذوي الإعاقة في مسارات التعليم كافة.

اقرأ أيضًا: (التدخل المبكر»..مبادرة كويتية تعالج الفجوة الدراسية وسلبيات التعلم عن بعد).

من بين توصيات المبادرة، المطالبة بتشكيل مجلس أعلى للتعليم، يقود المنظومة نحو المستقبل، ويملك صلاحيات كاملة تمكنه من حوكمة ومحاسبة مؤسسات الاعتماد الأكاديمي، والبحوث العلمية، وحتى الاهتمام بالهوايات، والصحة النفسية.

كما تتطرق المبادرة إلى أوضاع التعليم العالي، وخاصة ملف تراجع جامعة الكويت في التصنيفات الدولية. وتقول «العيسى»، وهي أستاذ مشارك في كلية الهندسة والبترول بالجامعة، إن من بين أسباب هذا التراجع: ضعف البنية التحتية نتيجة ارتباط البحوث بالترقية الأكاديمية فقط، وعدم وجود حوكمة لمحاسبة التراخي في جودة  إعداد تلك البحوث، بالإضافة إلى جمود نظام الترقية مع زيادة الأعباء البيروقراطية التي تعطل الأبحاث، وضعف عروض البحوث المقدمة للحصول على تمويل من الجامعة، وعدم مناسبتها للتحديات المستقبلية.

مجلس أعلى للتعليم

ومن بين توصيات المبادرة أيضًا، المطالبة بتشكيل مجلس أعلى للتعليم، يقود المنظومة نحو المستقبل، ويملك صلاحيات كاملة تمكنه من حوكمة ومحاسبة مؤسسات الاعتماد الأكاديمي، والبحوث العلمية، وحتى الاهتمام بالهوايات، والصحة النفسية.

مسيرة أكاديمية

بعد تخرجها في كلية الهندسة والبترول بجامعة الكويت، في العام 1997، خاضت إسراء العيسى تجربة الابتعاث إلى الخارج، في العام 1999، بعد الموافقة على استكمال دراساتها العليا بالولايات المتحدة. وخلال ستة أعوام من الدراسة بجامعة ولاية نيويورك، نالت الماجستير (2001)، والدكتوراه (2005)، في تخصص الهندسة الصناعية من جامعة ولاية نيويورك الأمريكية.

وإلى جانب عملها الأكاديمي بجامعة الكويت، شاركت «العيسى»، كباحثة في كتابة تقارير متخصصة لمنظمة اليونسكو، حول العلوم والابتكار والتكنولوجيا، وفي مجال استدامة المياه، لصالح برنامج الأمم المتحدة للبيئة. كما تعمل الأكاديمية الكويتية مستشارًا للأكاديمية الوطنية للعلوم في واشنطن.

استدامة المياه

انطلاقًا من مجال تخصصها، تركز إسراء العيسى، في بحوثها على قضية استدامة المياه، باعتبارها التحدي الأكبر الذي سيواجه العالم في المرحلة المقبلة. وتقول إن المنطقة العربية، والعالم أجمع، أمام مرحلة غير عادية لحالة المياه.

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

وبحسب بيانات تحليلة منشورة لمعهد الموارد العالمية، في العام 2019، فإن ثماني عشرة دولة عربية تعاني من نقص شديد في المياه، وتقع دول مثل  قطر، ولبنان، والأردن، وليبيا، والكويت، والسعودية، والإمارات، والبحرين، وسلطنة عُمان ضمن قائمة الدول التي تواجه الخطر الأكبر في نقص المياه، نتيجة لسحب 80% من مياهها لأغراض الزراعة والصناعة واحتياجات المدن سنويًا، مما يفاقم الإجهاد المائي. وتعلق الأكاديمية الكويتية بالقول: وتعلق الأكاديمية الكويتية بالقول: «لدينا أزمة حقيقية متعلقة بالأمن المائي والغذائي، ومصادر القوة الحقيقية مستقبلاً ستكون مع من يمتلك مصادر المياه والأسمدة».

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية عبر موقعنا من هنا، وشاركنا النقاش عبر مجموعتنا على «فيسبوك» من هنا، وللمزيد من المنح، والقصص، والأخبار، سارع بالاشتراك في نشرتنا البريدية.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى