أخبار وتقارير

بعد فوزه بجائزة حلمي سالم للشعر..العراقي باسم فرات يتناول أثر الرحلات على إبداعه

عن ديوانه المعنون «مرح في الأساطير»، فاز الشاعر العراقي باسم فرات، مؤخرًا، بجائزة المركز الأول في مسابقة الشاعر المصري حلمي سالم، للعام 2022.

وبذلك، تصدر «فرات»، قائمة الفائزين في المسابقة. وتلاه في المركز الثاني المغربي عبد الرحيم الخصار، عن ديوانه: «العزلة فرد من العائلة»، وحلّت بالمركز الثالث، المصرية هدى عمران، عن ديوانها: «القاهرة».

في السطور التالية، يتحدث الشاعر العراقي، في مقابلة مع «الفنار للإعلام»، عن تجربته مع أجناس متنوعة من الأدب، وأثر الارتحال من بلد إلى بلد، خلال تلك التجربة.

باسم فرات شاعر، وكاتب أدب رحلات، ومهتم بقضايا الهوية والتنوع الثقافي. صدر له العديد من الدواوين الشعرية، منها «أشدُّ الهديل» (1999)، و«خريف المآذن» (2002)، و«أنا ثانيةً» (2006)، و«بلوغ النهر» (2012)، و«مبكرًا في صباح بعيد» (2019)، وغير ذلك من الدواوين. وفي أدب الرحلات، صدر له: «مسافر مقيم» (2014)، و«الحلم البوليفاري» (2015)، و«أمكنة تلوح للغريب» (2021)، وغيرها.

بقيت رحلاتي عالقة بذهني؛ فهي الممول المهم لخزيني المعرفي وتجاربي الحياتية والشعرية، وبفضل هذه الرحلات تعرفت على مئات المجموعات اللغوية والثقافية، وعلمتني، مع الكتب بطبيعة الحال، أن أفرق بين مصطلحات عديدة.

باسم فرات، شاعر وكاتب عراقي.

وقد حصد العديد من الجوائز، منها: جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلات، في دورتها لعامي (2013 – 2014)، وجائزة السلطان قابوس في الثقافة والفنون والآداب، في مجال أدب الرحلات (2019).

«الجوائز ليست دليل تميّز»

رغم ارتباط اسمه بجوائز في الشعر، وأدب الرحلات، يقول «فرات» إنه لا يرى في الجوائز دليل تميز وتفرد. ويضيف أنها تفقد أهميتها حين تمر السنوات من دون أن يلتفت النقد إلى صاحبها. ويتساءل: ما قيمة الجوائز إذا لم يثير المنجز الجمالي لحاملها شهية الكتابة عند النقاد؟، مشيرًا إلى أولئك الذين حصدوا جوائز عدة، ثم بعد مرور عشر سنوات، أو أكثر، لا يجد المهتمون بتجاربهم سوى مقالات خجولة عنهم، بدلًا من المئات.

وبعبارة قاطعة، يقرر أن الدراسات والبحوث والمقالات حول الحصيلة الإبداعية لأي كاتب، هي التي تُعضّد الجوائز وتحافظ على أهميتها. ويشير إلى أن الجوائز والكتابات الكثيرة، سلاح ذو حدين، وأن أفضل استعمال له، هو تحفيز الكاتب على الإبداع، وزيادة منسوب الشعور بالمسؤولية أمام محبة من أفاضوا عليه بالثناء، فضلًا عن القلق أمام هذا المأزق المتمثل في  الجوائز وغزاز الإنتاج. وفيما يقول إنه حصل على أكثر من جائزة في مجال الشعر، يضيف «لكني لا أراها ذات أهمية».

وعن تنوع كتاباته الشعرية، بين قصيدة النثر، والشعر العمودي، وقصيدة التفعيلة، يصف باسم فرات بداية مشواره مع الشعر، بالقصيدة العمودية، وقصيدة التفعيلة، بأنه أمر طبيعي لمن يملك أذنًا موسيقية، ونتيجة لتراكم القراءات، والحفظ المبكر للشعر العربي القديم.

كما يروي جانبًا من تجربته حين كتب الشعر العَروضي، عبر قصائد تمزج بين بحرين شعريين. ويقول: «أتذكر أنني كتبت قصيدة طويلة، هي سيرة حياة الشاعر الراحل المجدد حسين مردان، وكانت على بحرَي الرَّمَل والهَزَج». ثم يشير إلى شغفه، في مرحلة لاحقة،  بقصيدة التفعيلة، قبل أن يستقر به المقام مع قصيدة النثر التي يقول إنه يجد نفسه فيها، مع احترامه لكل تجليات الإبداع، بحسب تعبيره.

على امتداد عمر من الأسفار، زار الشاعر العراقي باسم فرات، نحو أربعين بلدًا. ومن بين رحلاته العديدة، كان منها ما هو صعب وقاس، مثل رحلة صعوده قمة جبل «بيتشينتشا»، المطلة على كيتو عاصمة الإكوادور.

تنقل شاعرنا بين كثير من بلدان العالم، وحين سألناه عن سنوات المنفى، وانعكاساتها على تجربته الشعرية، قال إن ثمة إشكالية بين المنفي ومنفاه، جعلته يجد صعوبة في التصالح مع المكان في سنوات المنفى الأولى. ولكن بعد مرور الوقت، انتبه «فرات» إلى ما يصفه بإشكالية معظم الشعراء العراقيين الذين اضطرتهم الظروف إلى مغادرة الوطن. ومن هذه النقطة، أعاد الشاعر العراقي النظر في مشروعه الشعري، «حتى لا يتحول إلى خطاب بكائيّ، وعويل لا ينقطع عن جنة هربت من بين يديّ».

المكان.. دهشة شعرية

بهذه الرؤية، صار المكان – عند باسم فرات – دهشة شعرية، بما يعنيه ذلك من تفاعل وتجانس مع الثقافات قاطبة، مهما كانت صغيرة وهامشية ومنسية. وفي هذا السياق، يشير إلى ديوانه «بلوغ النهر»، باعتباره باكورة هذه المرحلة، ثم كانت ملامح هذا التوجّه أكثر وضوحًا في الدواوين اللاحقة، لا سيما ديوانه «محبرة الرعاة»، الذي هو نتاج تجربته في وادي النيل؛ السودان ومصر.

واتصالًا بهذه التجربة، يقول إن ديوانه «مبكرًا في صباحٍ بعيد»، رؤية للمكان الأول، والأمكنة الأخرى، بينما ديوان «مرح في الأساطير»، الفائز بالمركز الأول لجائزة حلمي سالم، فهو خلاصة التجربة الشعرية، وتجارب السفر والقراءة، كما يقول صاحبه.

على امتداد عمر من الأسفار، زار الشاعر العراقي باسم فرات، نحو أربعين بلدًا. ومن بين رحلاته العديدة، كان منها ما هو صعب وقاس، مثل رحلة صعوده قمة جبل «بيتشينتشا»، المطلة على كيتو عاصمة الإكوادور، حيث عانى من صعوبة التنفس، كما كان من تلك الرحلات ما تعلم فيها ما لا يمكن تعلمه على مقاعد الدراسة وبين يدي الكتب وفي فضاء المكتبات، بحسب تعبيره.

وعن أثر تلك الرحلات في تجربته، يقول: بقيت رحلاتي عالقة بذهني؛ فهي الممول المهم لخزيني المعرفي وتجاربي الحياتية والشعرية، وبفضل هذه الرحلات تعرفت على مئات المجموعات اللغوية والثقافية، وعلمتني، مع الكتب بطبيعة الحال، أن أفرق بين مصطلحات عديدة مثل الفرق بين مصطلحَي الكتابة والتدوين، وبين القومية والإثنية، وعلمتني أن الذاكرة الجمعية المكانية التدوينية هي صاحبة المكان.

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

ويتطرق باسم فرات، في مقابلتنا هذه، إلى الجوائز في إطار أدب الرحلات في العالم العربي، حيث يقول إنه مثلما أدت الجائزة العالمية للرواية العربية، والمعروفة باسم «البوكر» العربية، إلى تحفيز فن الرواية، فإن جائزة «ابن بطوطة»، أسهمت، بشكل كبير ومهم، في تطور أدب الرحلات.

فنون الكتابة وأدب الرحلات

ويضيف أن الجوائز محفّزٌ كبير ومهم من أجل الارتقاء بأي مشروع جمالي. ويقول إنه حين خصصت جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، في دورتها للعام 2019، فرع الآداب، لأدب الرحلات، فقد أغرت كثيرين بطرق هذا الفن الإبداعي الجميل الذي يستفيد من فن الرواية، واليوميات، والسيرة الذاتية، والتحقيقات الاستقصائية. كما يعرب، في الختام، عن أسفه للخلط بين أدب الرحلات، وغيره من فنون الكتابة المشار إليها.

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية عبر موقعنا من هنا، وشاركنا النقاش عبر مجموعتنا على «فيسبوك» من هنا، وللمزيد من المنح، والقصص، والأخبار، سارع بالاشتراك في نشرتنا البريدية.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى