أخبار وتقارير

من تصميم الأزياء إلى هندسة الجيوماتيك.. برامج نوعية لطلاب جامعة رايرسون الكندية في مصر

مع انطلاقة العام الدراسي الجديد في مصر، هذه الأيام، ينتظم طلاب رايرسون بالقاهرة (وهي فرع جامعة تورنتو متروبوليتان الكندية)، في صفوفهم، للانخراط في دراسة برامج نوعية متخصصة.

ويقع مقر جامعة تورنتو متروبوليتان في قلب تورنتو، أكبر مدن كندا، وقد كانت تحمل، في السابق، اسم جامعة رايرسون.

باستضافتها من قبل الجامعات الكندية في مصر، يقع حرم الجامعة الجديدة في العاصمة الإدارية الجديدة لمصر، والواقعة بين إقليم القاهرة الكبرى وقناة السويس. وتقدم الجامعة، برامج عملية في تخصصات إبداعية، مثل: الأزياء، والإعلام الرياضي، والمجالات الهندسية، مثل فرع هندسة الجيوماتيك.

وفي مقابلة مع «الفنار للإعلام»، يتحدث اثنان من مسؤولي كلية الإبداع، وكلية الهندسة والعلوم المعمارية بالجامعة، حول خطط الجامعة في مصر.

ويقول روبرت أوت، نائب عميد كلية الإبداع في رايرسون بالقاهرة، إن الكلية أطلقت ثلاثة برامج هذا الخريف، وهي: الأزياء، والإنتاج الإعلامي، والإعلام الرياضي. ويضيف أن كلية الإبداع في جامعة تورنتو متروبوليتان من الكليات الرائدة في كندا، لها توجه وظيفي، وتقدم برامج عملية في مجالات الاتصال، والإعلام، والتصميم، والثقافة.

ومن جانبه، يقول أحمد شاكر، نائب عميد كلية الهندسة والعلوم المعمارية في رايرسون بالقاهرة، إن الكلية تقدم أربعة برامج هندسية هذا العام، وهي: الهندسة المدنية، والهندسة الميكانيكية، وهندسة الكمبيوتر، والهندسة الكهربائية.

ويضيف أن البرامج الهندسية بالجامعة من بين البرامج الرائدة في كندا، حيث احتلت جامعة تورنتو متروبوليتان (رايرسون سابقًا) المرتبة الثانية عشرة في تصنيفات مجلة ماكلين للجامعات الكندية في عام 2020. وفي العام نفسه، احتلت الجامعة المرتبة 453 في تصنيف ويبوميترك للجامعات العالمية، الذي تنشره مجموعة بحثية إسبانية.

برنامج رائد في تصميم الأزياء

ويوضح «أوت» إن برنامج أزياء رايرسون «رائد في هذا المجال، في كندا، وقد تم تصنيفه أيضًا كواحدٍ من أفضل البرامج في العالم، من قبل Business of Fashion، وهي واحدة من الأصوات الرائدة العاملة في صناعة الأزياء».

روبرت أوت، نائب عميد كلية الإبداع بجامعة رايرسون في القاهرة. (بإذن من المصدر).. .

«يتعلم الطلاب كيفية التواصل بشكل فعال من خلال تصميم الأزياء، ومهارات مثل صناعة الصورة، والتصوير الفوتوغرافي، وتصميم المواقع الإلكترونية، والإعلان، والتخطيط. ويترجم البرنامج هذه المتطلبات إلى مهارات شخصية، للوصول إلى ريادة التصميم».

روبرت أوت، نائب عميد كلية الإبداع بجامعة رايرسون في القاهرة – مصر.

وإلى جانب إتاحة البرنامج للطلاب، منهجًا عمليًا لمتابعة شغفهم بتصميم الأزياء، فإنه يزودهم أيضًا بالخبرات اللازمة، وإمكانية التعرف على جوانب مختلفة من الصناعة، بحسب «أوت» الذي يشدد على أن الأمر يتعلق بالتصميم والأعمال والاستدامة. ويشير إلى أن نهج التعلم التفاعلي للبرنامج يشمل فرص تدريب، وورش عمل، مع العمل بشكل وثيق مع المتخصصين في هذا المجال؛ حيث يتعلم الطلاب كيفية التواصل بشكل فعال من خلال تصميم الأزياء، ومهارات مثل صناعة الصورة، والتصوير الفوتوغرافي، وتصميم المواقع الإلكترونية، والإعلان، والتخطيط.

ويترجم البرنامج – بحسب «أوت» – هذه المتطلبات إلى مهارات شخصية، للوصول إلى ما يسميه القائمون عليه بريادة التصميم. ويقول نائب عميد كلية الإبداع في رايرسون بالقاهرة إن محترفي الأزياء بحاجة إلى مجموعة المهارات هذه، للتعامل مع المشكلات التي تواجه صناعة الأزياء.

تخصصات هندسية جديدة

وعن برامج كلية الهندسة والعلوم المعمارية، يقول «شاكر» إنها تتيح للطلاب الفرصة لاستكشاف عدد من التقنيات الجديدة. ويوضح أنه في برنامج الهندسة المدنية، يتعلم الطلاب تقنيات جديدة للبناء، باستخدام مواد مختلفة وجديدة، مثل استخدام قضبان البوليمر المقواة بالألياف الزجاجية، بدلاً من القضبان الفولاذية في بناء الجسور.

ويوضح أنه بإمكان طلاب الهندسة المدنية اختيار تخصصات مثل الهندسة الإنشائية، أو النقل، أو الهندسة البيئية، بالإضافة إلى تخصص آخر، كأساس للهندسة المدنية، وهو هندسة الجيوماتيك، بحسب تعبيره.

ويقول نائب عميد كلية الهندسة والعلوم المعمارية في رايرسون بالقاهرة إن هندسة الجيوماتيك تدور حول استخدام صور الأقمار الصناعية، وتقنيات المسح بالليزر، والمسح التصويري، أو جمع البيانات من الطائرات. وفي تخصص النقل، يوضح أن الطلاب يتعلمون التنقل، مع دراسة كيف تتحرك الأشياء وتتواصل مع بعضها البعض، والتقنيات الجديدة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.

وفي مجال البيئة، يدرس الطلاب مشكلات مثل كيفية تعامل المجتمعات مع النفايات الصلبة، ونفايات الصرف الزراعي، والأشياء الأخرى التي تؤثر على البيئة. كما يشير المسؤول الأكاديمي إلى أن «رايرسون» بالقاهرة ستضيف المزيد من البرامج العام المقبل، مثل هندسة الطيران، والتي تعد من برامجها الرائدة في الجامعة الأم في كندا، على حد قوله.

الإنتاج الإعلامي

وبشيء من التفصيل، يتحدث روبرت أوت، عن دراسة الإعلام بالجامعة، حيث يقول إنه بإمكان طلاب الإنتاج الإعلامي، والإعلام الرياضي، المشاركة في نشاط يسمى «استوديو الابتكار». ويوضح أنهم، في هذا النشاط، يستقبلون طلابًا من كليتي الإبداع، والهندسة لمعالجة مشكلة أو مسألة معينة. ويقول إن الطلاب، من خلال التعاون، والمنهج متعدد التخصصات، سيتمكنون من إيجاد الحلول.

ويضيف أن أحد العناصر الرئيسية في تخصصات كلية الإبداع هو صناعة وإدارة الصورة، موضحًا: «فيما يتعلق بتقديم الأصالة، حيث يكتسب المستهلك الثقة بالعلامة التجارية، أو المنظمة المعنية، ينظر طلابنا إلى هذا من منظور إبداعي. نعم، نحن نجمع الأجزاء معًا، ونربط الأشياء ببعضها البعض، ويتحقق ذلك من خلال السرد القصصي».

ويشرح أكثر، فيقول: «يحتاج سرد القصص إلى استراتيجية أوسع بكثير، من حيث تحديد هوية من تحاول التحدث إليه؟ وماهية النبرة التي تريد استخدامها؟ وكم مرة يتعين عليك توصيل الرسالة؟ هذا ما يقوم به طلابنا بشكل جيد للغاية»، مشيرًا إلى أن إدارة الصورة واحدة من المكونات الرئيسية في كل برامج كلية الإبداع في الجامعة.

الحاضنات والبرامج التشاركية

وما بين الدراسة وسوق العمل، يقول أحمد شاكر إن لكلية الهندسة برامج تشاركية، يخرج الطلاب في إطارها للعمل في شركة متخصصة، مما يزيد من مهاراتهم ويكسبهم خبرة عملية. ويضيف: «لدينا أيضًا DMZ (منطقة الوسائط الرقمية) من رايرسون، وتمتلك فرعًا في مقر الجامعة بالقاهرة، وهي واحدة من أفضل حاضنات الأعمال التقنية الناشئة في العالم، وليس في كندا فحسب».

أحمد شاكر، نائب عميد كلية الهندسة والعلوم المعمارية في رايرسون بالقاهرة (الجامعة عبر «فيسبوك»).

«في برنامج الهندسة المدنية، يتعلم الطلاب تقنيات جديدة للبناء، باستخدام مواد مختلفة وجديدة، مثل استخدام قضبان البوليمر المقواة بالألياف الزجاجية، بدلاً من القضبان الفولاذية في بناء الجسور».

أحمد شاكر، وكيل كلية الهندسة والعلوم المعمارية بجامعة رايرسون في القاهرة – مصر.

ويوضح أن ربط كل هذه النقاط يعطي تجربة مختلفة تمامًا للطلاب. ويتابع: «من بين ما نحاول القيام به هو  إيصال طلابنا إلى مرحلة يعرفون من خلالها، بعد تخرجهم ، وجهتهم المستقبلية، حيث يتم تعيين حوالي 80 إلى 85% من طلابنا في غضون ستة أشهر من التخرج، وهذا نجاحٌ كبير».

كما يشدد المسؤول الأكاديمي على أهمية ربط ما يتعلمه الطلاب باحتياجات المجتمع. ويضرب مثالًا على ذلك بمحاولة الجامعة تعليم الطلاب كيفية تصميم مكب نفايات، وجمع غاز الميثان من القمامة، واستخدامه كمصدر للطاقة، بالإضافة إلى تقليل تأثير المكب على البيئة، فهو مثال على كيفية إدارة النفايات الصلبة.

وفي مثال آخر، يقول: «لدينا ندرة في المياه حول العالم. كيف يمكننا الاستفادة من إعادة استخدام الماء؟ هذه هي الطريقة التي ندرب بها طلابنا، ليس من الناحية النظرية والأكاديمية فحسب، بل ومن خلال المشروعات العملية، بالإضافة إلى البرامج التشاركية».

الإعلام الرياضي

وفي السياق نفسه، يقدم برنامج الإعلام الرياضي بجامعة رايرسون بالقاهرة، تدريبًا على مهارات مثل إدارة البرامج الرياضية، والصحافة الرياضية، والإنتاج المباشر، والاستضافة على الهواء، والتسويق متعدد المنصات. وهو ما يشير إليه «أوت» باعتباره البرنامج الوحيد من نوعه في العالم.

ويضيف أنه مع الاهتمام الكبير الذي توليه منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، للرياضة، يعد هذا المجال واحدًا من الصناعات المزدهرة. ويقول «أوت» إن البرنامج لا يتعلق فقط بإعداد التقارير الرياضية، ومهارات الظهور (أمام الكاميرا)، لكنه ينظر في جميع المجالات التي تعايشها هذه الصناعة. ويوضح أن هذه المجالات تشمل: «الإنتاج، وإدارة ما وراء الكواليس، وكذلك العمل مع وكالات الدوري الممتاز، والتي قد تشمل حتى تسويق الرياضيين».

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

ويلخص الأمر قائلًا إنها عملية معقدة للغاية، مشيرًا إلى امتلاك كل شخص، الآن، الأدوات اللازمة لإنشاء بودكاست، إلا أن وسائل الإعلام الرياضية أكثر تعقيدًا من ذلك؛ لأنها تتشكل من مجموعة متكاملة؛ حيث يجب أن تتضمن وسائل التواصل الاجتماعية الخاصة بها، وموقعها الإلكتروني، والبودكاست، وأسلوبها في النشر، والتسويق.

وبحسب نائب عميد كلية الإبداع بجامعة رايرسون في القاهرة، فإن كل هذه الأدوات والوسائل يجب أن تكون جميعها رسالة واحدة «تتطلب مهارات ومواهب لا نمتلكها في كثير من الأحيان كأفراد»، مضيفًا أن «هذا هو ما يتعلق بتطوير الفرق»، عبر الدراسة المتخصصة.

اقرأ أيضًا:

تطوير ألعاب الفيديو.. تخصص فريد يجد طريقه إلى جامعات الشرق الأوسط

ربط الدراسة في الجامعات بسوق العمل.. تجربة أكاديمية من مصر

الدراسة ومهارات سوق العمل.. جدل متجدد في «ملتقى شباب الإعلام العربي»

الجامعة الألمانية الأردنية وإعداد الطلاب لسوق عمل دولية

راجع أيضًا قاعدة بيانات «الفنار للإعلام» لأحدث وأفضل المنح الدراسية المحلية والدولية المتاحة للطلاب واللاجئين العرب.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى