أخبار وتقارير

في دراسة لباحثة فلسطينية.. برنامج تدريبي لدعم مهارات تعلم الطلاب ذوي الإعاقة

في خطوة تستهدف دعم مهارات تعلم الطلاب ذوي الإعاقة بمؤسسات التعليم، طوّرت الباحثة الفلسطينية دانا قنديل، برنامجًا تدريبيًا، نالت عنه درجة الماجستير، مؤخرًا، من جامعة بيرزيت.

يقوم هذا البرنامج على مجموعة ألعاب تهدف إلى تنمية المهارات المعرفية لدى عينة من طالبات جامعيات يعانين من إعاقة عقلية بسيطة. وتقول الباحثة الفلسطينية، الحاصلة على البكالوريوس في الجغرافيا من جامعة بيرزيت، في اتصال هاتفي مع «الفنار للإعلام»، إن اكتشاف عالم التربية الخاصة، بما يشمله من تحديات، كان عاملًا أساسيًا للتعمق حول هذه الفئات المستضعفة والمهمشة في المجتمع، مضيفة أن ذوي الإعاقة بحاجة إلى دعم حقيقي.

اقرأ أيضًا: (مراكز جديدة لدعم الطلاب ذوي الإعاقة في خمس جامعات حكومية مصرية).

ورغم وجود العديد من البرامج التي تدعم اكتساب المهارات المعرفية لذوي الإعاقة الحركية، والسمعية، والبصرية، وحتى من يعانون من بعض الاضطرابات، كاضطرابات التعلم، والتوحد، إلا أن ذوي الإعاقة العقلية القابلين للتعلم لم يكونوا موضوع اهتمام من البرامج ذات الصلة، بحسب «قنديل». وتوضح أن هذه البرامج ركزت على تنميتهم اجتماعيًا، وسلوكيًا، دون النظر إلى تنمية المهارات المعرفية لهم.

أغلب الجامعات الفلسطينية غير موائمة لتعليم الطلاب من ذوي الإعاقة، حيث تفتقد الخدمات التي تلبي احتياجاتهم من كتب دراسية، ووسائل تنقل، وأجهزة إلكترونية، بالإضافة إلى عدم موائمة المباني التعليمية لحاجاتهم.

ليث حمّاد،طالب فلسطيني بجامعة بيرزيت

خلال رسالتها للماجستير، استخدمت الباحثة المنهج العملي على عينة من سبع طالبات، من ذوات الإعاقة العقلية البسيطة، بمدارس رام الله، وممن تتراوح أعمارهن بين الثامنة والثانية عشرة. وشمل منهجها البحثي، إشراك الطالبات في برنامجها التدريبي لمدة عشرين جلسة، استهدفت تنمية المهارات الحسابية، واللغوية، ومهارات التركيز، والتمييز، والتذكر للمشاركات.

 ويعتمد تصميم البرنامج التدريبي على ألعاب قائمة على توظيف حواس المستفيدين، كوسيلة لتذكر المعلومات لفترة زمنية أطول، وذلك في كُتيب تعليمي يسمى: «مائة لعبة مختارة»، لدعم عملية التعلم للموضوعات الدراسية المختلفة.

تحديات الطلاب ذوي الإعاقة في فلسطين

ويواجه ذوو الإعاقة في فلسطين، صعوبات خلال دراستهم، بسبب نقص الخدمات الخاصة بهم في المؤسسات التعليمية، مثل الحواسيب الثابتة والمحمولة، وأجهزة تكبير النص، بحسب ليث حمّاد، وهو واحد من هؤلاء الطلاب بالسنة الثانية في كلية إدارة الأعمال بجامعة بيرزيت. ويقول الطالب الفلسطيني إنه يسعى، مع آخرين، لتشكيل لجنة للدفاع عن حقوق الطلاب من ذوي الإعاقة بالجامعات الفلسطينية، وتسهيل انتقالاتهم إليها.

وفي تصريح هاتفي لـ«الفنار للإعلام»، يرى «حمّاد» أن أغلب الجامعات الفلسطينية غير موائمة لتعليم الطلاب من ذوي الإعاقة، حيث تفتقد الخدمات التي تلبي احتياجاتهم من كتب دراسية، ووسائل تنقل، وأجهزة إلكترونية، بالإضافة إلى عدم موائمة المباني التعليمية لحاجاتهم، فضلًا عن عدم الاهتمام باعتماد وسائل لدمجهم مع المجتمع الجامعي من خلال أنشطة مختلفة.

ويضيف أن غالبية هؤلاء الطلاب، بالجامعات الفلسطينية، ينتمون للطبقة المتوسطة، ولا يقدرون على تحمل تكلفة توفير وسائل نقل خاصة لهم للوصول إلى جامعاتهم، مطالبًا المؤسسات التعليمية بإتاحة التعلم الإلكتروني بشكل استثنائي لهذه الفئة، بدلًا من الذهاب إلى قاعات الدراسة، بشكل يومي، عبر وسائل نقل غير مجهزة.

ومع ذلك، يعتبر «حمّاد» نفسه «محظوظًا»، مشيرًا إلى إتاحة جامعة بيرزيت، العديد من الوسائل لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة في كلياتهم، من خلال توفير كتب «برايل»، ومقاعد متحركة، وكذلك توفير طلبة متطوعين يساعدونهم على التنقل، والإجابة على امتحاناتهم، وكتابة المحاضرات، بحسب قوله.

وفق الموقع الرسمي لها، فقد أسست جامعة بيرزيت، لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة، منذ العام 2008، حيث تضم أساتذة وموظفين يمثلون كليات الجامعة ودوائرها، لمساندة الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة في حياتهم الجامعية، مثل المساعدة في أداء الامتحانات، وإجراء الأبحاث، والتنقل داخل الحرم الجامعي، وحضور الفعاليات المتنوعة.

خلال رسالتها للماجستير، استخدمت الباحثة المنهج العملي على عينة من سبع طالبات، من ذوات الإعاقة العقلية البسيطة، بمدارس رام الله، وممن تتراوح أعمارهن بين الثامنة والثانية عشرة.

وعن عمل هذه اللجنة، يقول أحد أعضائها، وهو فادي الكاشف، في اتصال هاتفي مع «الفنار للإعلام»، إن مهمتهم تتمثل في تهيئة البيئة الجامعية لتلك الفئة من الطلاب، بما يشمل الجانب التعليمي، والأكاديمي، والاجتماعي، والنفسي، بهدف تنمية وتطوير قدراتهم، وتحفيز التميز والإبداع والابتكار بداخلهم، ما يعزز عملية التعليم والتعلم، ويدفع الطلاب نحو التفوق الأكاديمي.

ويدرس بجامعة بيرزيت، حاليًا، 46 طالبًا من ذوي الاحتياجات الخاصة، يعانون من إعاقات سمعية، وبصرية، وجسدية، وينتمون لكليات متنوعة. ويضيف «الكاشف» أن إشراك الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة في برامج الأنشطة الطلابية المختلفة، وفي شتى الفعاليات، والرحلات الطلابية، أحد محاور استراتيجية دعم هذه المجموعات، مشيرًا إلى أن اللجنة معنية بالتنسيق مع الجهات الخارجية المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة، من أجل توجيه الجهود الداخلية لكل جديد يخدم الطلبة.

كما تعمل الجامعة على توفير «صديق منسق» لكل طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة، لتقديم العون له في الأمور الدراسية، واليومية بالجامعة، وفق «الكاشف».

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

وفي السياق نفسه، تقترح دانا قنديل، الباحثة المتخصصة في دراسات ذوي الإعاقة، تدريب المعلمين، بشكل عام، على اتباع برامج التدريب، والدعم للفئات المختلفة، وتدعيم البرامج الدراسية بالألعاب التعليمية. كما تطالب الباحثين بضرورة تقديم المزيد من البرامج التي تدعم المهارات المعرفية لذوي الإعاقة، وقياس مدى فاعليتها قبل تطبيقها بالمدارس، مع توعية المجتمع بأكمله حول فاعلية عملية الدمج لجميع من يعانون من أصناف الإعاقة القابلة للتعلم والتدريب.

وفي ختام حديثها، تشدد «قنديل» على ضرورة دعم الإناث تحديدًا، من بين ذوي الإعاقة في مسارهن التعليمي، نظرًا لوجود هواجس ومخاوف لدى أولياء الأمور بشأن عملية دمجهن في المجتمع، وبمؤسسات التعليم العام.

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية عبر موقعنا من هنا، وشاركنا النقاش عبر مجموعتنا على «فيسبوك» من هنا، وللمزيد من المنح، والقصص، والأخبار، سارع بالاشتراك في نشرتنا البريدية.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى