أخبار وتقارير

من مواجهة السيول إلى القلق المناخي.. بحوث ومسابقات وحملات توعية بجامعات مصر قبل COP27

لسنوات، كان الطالب المصري عبد الرحمن أشرف، يشاهد ما تخلفه السيول من مشكلات لمواطني محافظته سوهاج، في صعيد مصر، ليبحث، عبر أدوات العلم، عن حلول اهتدى إليها في مشروع بحثي.

وحين هتف محتفلًا بإنجاز بحثه العلمي، لم يكن يتصور الطالب بالفرقة الثالثة في قسم التكنولوجيا الحيوية بكلية الزراعة في جامعة القاهرة، أن هذا البحث سيضمن له مقعدًا وسط قادة العالم في قمة الأمم المتحدة للمناخ، التي تستضيفها مصر في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

عن هذا المشروع، يقول «أشرف»، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»: «صممت كبسولة توضع عند مخرّ السيل، تستطيع أن تحتفظ بكميات من المياه تصل حتى 5 آلاف لتر حسب حجمها وجودة تصنيعها، ويمكن استخدام هذه المياه بعد ذلك في أغراض الزراعة أو الصناعة». وقد اشترك بهذا البحث في مسابقة نظمتها جامعة القاهرة. وبعد التصفيات فاز بالمركز الأول، ليضمن الترشح للمشاركة في قمة المناخ العالمية COP27.

نماذج لمحاكاة قمة المناخ

ونتيجة لهذا الفوز، يشارك عبد الرحمن أشرف، في نموذج محاكاة لتلك القمة بجامعة القاهرة. وفي سبيل ذلك، ينخرط الطلاب في تدريبات، ولقاءات مع خبراء، لإجراء أبحاث حول الدول التي يمثلونها في جلسات المحاكاة. ومن المقرر، خلال تشرين الأول/أكتوبر المقبل، أن يتولى الطلاب المشاركون في هذه الجلسات تمثيل القادة السياسيين أيضًا.

نموذج محاكاة قمة المناخ بجامعة القاهرة، يقام بالتعاون مع وزارة البيئة، ومشروع الحوكمة الاقتصادية التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID).

«أصبحت أكثر إدراكًا للتغيرات التي تحدث حولنا بسبب تغير المناخ، وأرى أن هناك حاجة كبيرة لنشر الوعي بشكل أكبر في مجتمعنا، حتى يستطيع الكل أن يبادر، ويبتكر حلولًا للتعامل مع الأزمة، كلٌ في مجال تخصصه».

رغد خالد، طالبة بكلية طب الأسنان تشارك في بحث علمي حول القلق المناخي – جامعة الملك سلمان الدولية.

وفي إجراءات مماثلة، تنظم أكثر من جامعة مصرية، نماذج محاكاة لقمة المناخ، في توقيت متزامن، منها: نموذج محاكاة دولي تنظمه الجامعة البريطانية في مصر، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالتعاون مع عدد من الجامعات المصرية والعربية والإفريقية، ونموذج آخر لمنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة للمتطوعين، وكلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية بجامعة الإسكندرية، ومشروع «تنمية وطن»، ومؤسسة «مناخ أرضنا».

القلق المناخي

قبل أشهر قليلة، تلقت رغد خالد، الطالبة بالفرقة الثانية في كلية طب الأسنان بجامعة الملك سلمان الدولية، عرضًا بالمشاركة في مسابقة بحثية ينظمها منتدى المناخ الجامعي العالمي، ضمن الاستعدادات لقمة المناخ COP27.

لم تتحمس الطالبة في البداية للمشاركة لكون الموضوع بعيدًا عن تخصصها، لكنها قررت خوض التجربة على أية حال، وكانت النتيجة تفوق التوقعات، حيث شعرت أن التجربة «غيّرتها» وأصبحت مهتمة جدًا بالتغير المناخي، كما تقول لـ«الفنار للإعلام».

انطلق منتدى المناخ الجامعي العالمي للمرة الأولى في العام 2009، لتشجيع طلبة الجامعات على مستوى العالم على المشاركة في COP15. ومنذ ذلك الوقت، ينظم المنتدى فعاليات لتشجيع الطلبة على أن يكون لهم صوت، وإسهامات في ابتكار الحلول للتحديات البيئية.

من واقع الحياة اليومية، قررت رغد خالد، إجراء بحث علمي يربط بين تغير المناخ والصحة العقلية، وذلك بعد ملاحظتها أن الجو المتقلب للغاية في مدينة الطور، حيث مقر الجامعة، يؤثر على المزاج النفسي لها، ولغيرها من طلاب الجامعة.

بعد الموافقة على فكرة البحث، يقوم الفريق الطلابي المشارك في التنفيذ، حاليًا، بإجراء مسح عالمي، في أوساط طلاب الجامعات عما يسمى «القلق المناخي». وصمم الطلاب لذلك، استمارة إلكترونية لجمع البيانات.

وتضيف «خالد» أن الطلاب المشاركين في البحث تحدثوا مع أطباء نفسيين في دول مختلفة عن تأثير تغير المناخ على الصحة العقلية، وأجروا الكثير من عمليات البحث، وأنشأوا صفحة عبر تطبيق «انستجرام» لنشر الوعي بهذا الموضوع.

وتشير إلى أنها، مع زملائها، يحرصون على المشاركة في فعاليات افتراضية ينظمها منتدى المناخ الجامعي العالمي، لإثراء معارفهم حول الكثير من الأمور ذات الصلة. وتقول إن فريق الطلاب المشارك في مشروعهم البحثي يتطلع بشدة للمشاركة في قمة المناخ المرتقبة بمدينة شرم الشيخ.

وبنبرة حماسية، تقول طالبة طب الأسنان: «أصبحت أكثر إدراكًا للتغيرات التي تحدث حولنا بسبب تغير المناخ، وأرى أن هناك حاجة كبيرة لنشر الوعي بشكل أكبر في مجتمعنا، حتى يستطيع الكل أن يبادر، ويبتكر حلولًا للتعامل مع الأزمة، كلٌ في مجال تخصصه».

مسابقات للأساتذة.. ومقررات دراسية جديدة

ولا تشكل قمة المناخ فرصة للطلبة فقط، ولكن لأعضاء هيئة التدريس كذلك، حيث نظمت جامعات مصرية مسابقات بحثية لأعضاء هيئة التدريس في مختلف التخصصات لمواجهة التغيرات المناخية، كما بادرت جامعات بطرح مقررات دراسية جديدة لدراسة التغير المناخي.

«لا نريد أن يتوقف اهتمام الطلاب بهذه القضية المهمة والخطيرة بعد انتهاء استضافة مصر لقمة شرم الشيخ، ونتمنى أن تكون القمة مجرد بداية لنشر الوعي البيئي على نطاق أوسع وسط طلبة الجامعات».

الدكتورة نسرين حسام الدين، وكيل كلية الإعلام لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة – جامعة بني سويف.

يقول الدكتور خالد زكي، الأستاذ المساعد بقسم الإعلام الإلكتروني بالجامعة العربية المفتوحة، إن الجامعات تلقت طلبات من الجهات القائمة على تنظيم القمة، بترشيح أساتذة لهم أنشطة بحثية سابقة في موضوع تغير المناخ للمشاركة في قمة شرم الشيخ.

وفيما لم يُعلن بعد عن المرشحين رسميًا، يوضح «زكي»، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، أنه تم ترشيحه من جامعة القاهرة، للمشاركة ببحث عن الإعلام وتغير المناخ، يستعرض فيه عددًا من الإشكاليات، مثل: سطحية المعالجة، وتهميش التخصص البيئي في الصحف. كما يقترح ثمانية محاور لتفعيل دور الإعلام في نشر الوعي بالتغير المناخي، منها: إيجاد مداخل مبتكرة لمخاطبة الجمهور، والتكوين المعرفي والمهني للإعلاميين.

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

وبالمثل، تقول الدكتورة فاطمة الزهراء، مدير مركز الحد من المخاطر البيئية بجامعة القاهرة، لـ«الفنار للإعلام» إن المركز تقدم بمشروعين بحثيين للتخلص من المخلفات الزراعية، وتحويلها إلى وقود، ضمن مسابقة نظمتها جامعة القاهرة لأعضاء هيئة التدريس، مشيرة إلى فوز المشروعين بمنح تمويلية لبدء التنفيذ.

وفي السياق نفسه، تقول الدكتورة إيناس أبو يوسف، عميد كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية، إن الجامعة وضعت على صفحتها الرئيسية أيقونة لـCOP27، لنشر أنشطة الطلاب الخاصة بالتغير المناخي.

وتشير، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، إلى إطلاق الجامعة، أنشطة للتوعية منها حملة باسم: «جو جرين»، حيث توضع في ساحة الجامعة، صناديق قمامة، لفصل أنواع المخلفات عن بعضها، بهدف إعادة تدويرها، وتخصيص العائد منها لصالح الأنشطة الزراعية بالجامعة.

وعلى صعيد المقررات الدراسية، تقول الدكتورة نسرين حسام الدين، وكيل كلية الإعلام لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة بني سويف، إن الكلية بحثت استحداث مقرر خاص بصحافة البيئة وتغير المناخ، بحيث يُسمح للطلاب بإجراء أبحاث مرتبطة بموضوع التغيرات المناخية في مختلف التخصصات، بالإضافة إلى تنظيم ورش تدريبية عن صحافة تغير المناخ، مشيرة إلى أن لدى الجامعة تجربة ناجحة، في إصدار مجلة باسم «أوزون» متخصصة في البيئة والتغير المناخي.

وتضيف، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»: «لا نريد أن يتوقف اهتمام الطلاب بهذه القضية المهمة والخطيرة بعد انتهاء استضافة مصر لقمة شرم الشيخ، ونتمنى أن تكون القمة مجرد بداية لنشر الوعي البيئي على نطاق أوسع وسط طلبة الجامعات».

اقرأ أيضًا:

معركة شاقة أمام مصر لإقناع الدول بالالتزام بجدول أعمال قمة المناخ

اتفاقيات جديدة تجمع مصر وبريطانيا قبل انعقاد قمة المناخ COP27

مشروع أممي لتعزيز رصد الظواهر المناخية بالدول الفقيرة

ابحث عن أحدث المنح الدراسية عبر موقعنا من هنا، وشاركنا النقاش عبر مجموعتنا على «فيسبوك» من هنا، وللمزيد من المنح، والقصص، والأخبار، سارع بالاشتراك في نشرتنا البريدية.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى