أخبار وتقارير

«هرم من البلاستيك».. مبادرة لتنقية نهر النيل والتوعية البيئية في مصر

من بين فعاليات متنوعة لإحياء يوم التنظيف العالمي، اختار شباب مصريون، في السابع عشر من أيلول/سبتمبر الجاري، تدشين هرم من المخلفات البلاستيكية بإحدى جزر النيل في القاهرة، في مبادرة تحمل اسم «Verynile» (فري نايل)، بهدف التوعية بأضرار تلك المخلفات.

بدأ إحياء اليوم، عالميًا، منذ العام 2018، بدعوة من أفراد منظمة تدعى «لنقوم بذلك»، في إستونيا، شمال أوروبا. ويتم الاحتفال به، كل عام، بين الخامس عشر والتاسع عشر من أيلول/سبتمبر، عبر حملات كبرى للتنظيف في أماكن متفرقة من العالم، وبدعم من جهات دولية راعية، وملايين المتطوعين.

أقامت المبادرة هرمها من 225 ألف زجاجة بلاستيكية، جمعها 60 صيادًا من نهر النيل، على مدار 45 يومًا، بحسب فرح عبد الباقي، مسؤولة التواصل الإعلامي في المبادرة. وتوضح، في تصريح لـ«الفنار للإعلام» أن هذا العدد يعادل نحو  7,500 كيلوجرام من المخلفات.

المخلفات البلاستيكية

وعن الهدف من إطلاق المبادرة، قالت إنهم، في إطار الاستعدادات التي تقوم بها مصر لاستضافة قمة المناخ العالمية COP27، أرادوا المساهمة في زيادة الوعي المجتمعي بقضية المخلفات البلاستيكية، وأضرارها، من خلال تنظيف نهر النيل، عبر تدشين هرم  من زجاجات البلاستيك التي استخرجت من النهر في يوم التنظيف العالمي.

لدى المبادرة مشروعات عدة، ومنها مشروع الصيادين، لتوفير فرص عمل لخمسة وخمسين صيادًا يعملون في صيد المخلفات، وبيعها للمبادرة بالكيلوجرام، تمهيدًا لإعادة تدويرها، ومشروع ورشة الابتكار للسيدات، لإعادة تدوير أكياس البلاستيك أحادية الاستخدام.

وأضافت: «أردنا توضيح كم المخلفات في نهر النيل، والحاجة إلى إيجاد حلول سريعة لمنع وصولها إلى البحر الأبيض المتوسط». وفي سبيل تلك المهمة، استعانوا بالصيادين لتوفير فرص عمل لهم، حيث اشترت المبادرة، المخلفات التي جمعوها بأسعار تتراوح بين أربع جنيهات مصرية، وثلاث عشرة جنيهًا مصريًا (ما بين أقل من ربع دولار وأكثر قليلًا من نصف دولار أمريكي) للكيلو جرام الواحد من المخلفات، حسب نوع كل منها.

وشملت الفعالية، بحسب «عبد الباقي»، عدة أنشطة توعوية لإعادة استخدام البلاستيك في أغراض أخرى بدلًا من التخلص منه، بمشاركة عدد من المتطوعين، والجهات الراعية على رأسها وزارة البيئة المصرية.

انطلقت رحلة المبادرة، في كانون الأول/ ديسمبر 2018، بهدف تنظيف نهر النيل والشواطىء المصرية من مخلفات البلاستيك ونشر الوعي البيئي بأضراره. وتأسست المبادرة على يد عدد من الشباب بمساعدة من مؤسسة «جرينش»، وهي مؤسسة مجتمعية مصرية، تأسست في العام 2017، هدفها زيادة الوعي بالقضايا البيئية في مصر.

إعادة تدوير البلاستيك

وعلى مدار السنوات الماضية، أطلقت المبادرة حملات تنظيف في مختلف محافظات مصر، وجمعت آلاف الأطنان من البلاستيك من النيل والمسطحات المائية، حيث أُرسلت جميعها إلى مصانع إعادة التدوير، وهو ما سينتهي إليه هرم البلاستيك الأخير، حيث من المقرر تجهيز الزجاجات البلاستيكية لإعادة تدويرها في إسبانيا، لاستخدامها في صناعة النس

ولدى المبادرة مشروعات عدة، ومنها مشروع الصيادين، لتوفير فرص عمل لخمسة وخمسين صيادًا يعملون في صيد المخلفات، وبيعها للمبادرة بالكيلوجرام، تمهيدًا لإعادة تدويرها، ومشروع ورشة الابتكار للسيدات، لإعادة تدوير أكياس البلاستيك أحادية الاستخدام، بغرض صنع منتجات للاستخدام اليومي من تلك الأكياس. وقد وفّر المشروع الأخير ثماني فرص عمل لنساء وفتيات بجزيرة القرصاية (إحدى جزر نهر النيل).

ووفق فرح عبد الباقي، فقد تجاوز عدد المتطوعين في أنشطة المبادرة 4,500 متطوع، ونجحوا في إعادة تدوير 20,500 كيس بلاستيك أحادي الاستخدام تلقتها المبادرة كتبرعات من أفراد ومؤسسات.

ويسعى القائمون على المبادرة إلى المشاركة في فعاليات قمة المناخ المزمع تنظيمها في مصر، خلال تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، حيث قدموا طلبًا لإقامة أنشطة بالمنطقة الخضراء خلال انعقاد القمة، بالتعاون مع مؤسسات شريكة. وتشير «عبد الباقي»، إلى انطلاق حملات مماثلة لمبادرتهم خلال السنوات الماضية، بهدف محاربة تلوث البلاستيك، والتوعية بأضراره الصحية والبيئية، وإيجاد بدائل له صديقة للبيئة، وإعادة تدويره. ومن هذه الحملات: «بانلاستيك»، و«بيكيا».

«أردنا توضيح كم المخلفات في نهر النيل، والحاجة إلى إيجاد حلول سريعة لمنع وصولها إلى البحر الأبيض المتوسط».

فرح عبد الباقي، مسؤولة التواصل الإعلامي في مبادرة «Verynile».

وبدورها، شاركت وزارة البيئة المصرية، في إحياء يوم التنظيف العالمي، عبر تنظيم مجموعة من حملات التنظيف بمحميات جنوب سيناء. وسبق أن أطلقت الوزارة، مبادرة وطنية، في العام 2018، لتقليل استهلاك البلاستيك، كما توقفت بعض المدن المصرية عن استهلاك البلاستيك مثل البحر الأحمر، ومدينة دهب في جنوب سيناء. وبالمثل، تستعد مدينة شرم الشيخ لتفعيل قرار مماثل بحظر استهلاك الأكياس البلاستيكية في إطار تحويلها إلى مدينة خضراء، قبيل استضافتها قمة المناخ في غضون أسابيع.

أضرار المخلفات

وفق تقرير من الصندوق العالمي للطبيعة، صدر في العام 2018، تحتل مصر المرتبة السابعة على مستوى العالم ضمن أكثر الدول المصدرة للمخلفات البلاستيكية التي تتسرب إلى البحار والمحيطات. ولا يتحلل البلاستيك بواسطة الأحياء الدقيقة، وقد يستغرق ما بين عشرات إلى مئات السنوات حتى يتكسر إلى أجزاء دقيقة تُعرف بـ«الميكروبلاستيك»، تهدد ملايين الأحياء البحرية، وتصل عبر السلسلة الغذائية في النهاية إلى الإنسان، بحسب  تقرير سابق حول حالة البلاستيك صدر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة.

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

ومن المتوقع أن تصل نسبة المخلفات في المحيطات والبيئة عالميًا، إلى 12 مليار طن بحلول عام 2050، إذا استمرت أنماط الاستهلاك، وطرق إدارة المخلفات الحالية، بحسب التقرير نفسه الذي يشير إلى أن مجموع الأضرار الاقتصادية والبيئية والصحية التي لحقت العالم، بسبب البلاستيك البحري، لا يقل عن 13 مليار دولار سنويًّا.

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية عبر موقعنا من هنا، وشاركنا النقاش عبر مجموعتنا على «فيسبوك» من هنا، وللمزيد من المنح، والقصص، والأخبار، سارع بالاشتراك في نشرتنا البريدية.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى