أخبار وتقارير

تحركات أكاديمية مغربية ضد السرقات الأدبية في البحث العلمي

بالتزامن مع انطلاق العام الدراسي الجديد، وفي خطوة تستهدف التصدي للسرقات الأدبية في الأعمال البحثية، تستعد الجمعية المغربية للبحث العلمي والأخلاقيات، لتنظيم ورشة عمل حول أسس النزاهة الأكاديمية، لتدريب باحثي الجامعات على أدوات الممارسة العلمية الرصينة، في مواجهة مخالفات كشفت عنها دراسة صدرت مؤخرًا.

أعد الدراسة كل من: خالد البيري الأستاذ بكلية الطب والصيدلة بجامعة محمد الأول، ومريم فورتاسي الباحثة بكلية الطب والصيدلة بجامعة عبد المالك السعدي، ونادية الكميري الباحثة بكلية تارودانت متعددة التخصصات في جامعة ابن زهر، تحت عنوان: «استكشاف سوء السلوك العلمي في المغرب بناءً على تحليل تصور السرقة الأدبية في مجموعة من 1,220 باحثًا وطالبًا».

اقرأ أيضًا: (كريم بن عبد السلام.. قصة أول مصاب بالتوحد ينال الدكتوراه في المغرب).

ويقول «البيري»، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، إن الجامعات المغربية تعمل على تطوير مبادئ توجيهية للبحث العلمي، بعد تسجيل مخرجات الدراسة «وجود انتحال علمي بين بعض الأساتذة»، على حد تعبيره. وتعزو الدراسة السلوك الأكاديمي «غير الأخلاقي» بين الباحثين إلى قلة معرفتهم بشروط نزاهة العملية البحثية، ولذلك تنص في توصياتها على دمج التدريب التربوي الموجه في مناهج الطلاب والباحثين المغاربة، وإنشاء مكاتب لنزاهة البحوث في الجامعات.

«السرقة الأدبية غير المتعمدة، بشكل خاص، تتم بين الباحثين من غير المتحدثين باللغة الإنجليزية، أو بشكل عام التي لا تكون الإنجليزية لغتهم الأم مثل الباحثين المغاربة».

بحسب خالد البيري، الباحث الرئيسي في الدراسة، فإنهم طرحوا على المشاركين استطلاع رأي من 23 سؤالًا، نتج عنه 1,220 إجابة مسجلة، تغطي جامعات المغرب كافة.

تنوعت فئات المشاركين في المسح الخاص بالدراسة، حيث شارك طلاب بالمرحلة الجامعية بنسبة 31.4%، يليهم طلاب الدكتوراه بنسبة 26.6%، وخريجون بنسبة 19%، وحملة دكتوراه وزملاء ما بعد الدكتوراه 12.2%، وأساتذة بنسبة 10.7%. وكان معظم المستجيبين من الإناث بواقع 69%.

أجاب 93% من المشاركين بالقول إن لديهم معرفة كافية وسابقة عن السرقات الأدبية، إلا أنهم لم يتمكنوا من تحديد التعريفات الصحيحة من بين الخيارات المتاحة التي يوفرها الاستطلاع، ولم يكن ما يقرب من 60% من المستجيبين على دراية بحقيقة أن الاستشهاد بالمرجع فقط دون إعادة صياغة النص المستخدم يعتبر سرقة أدبية. وأقر حوالي 49% من المشاركين بوجود نص مسروق بطريقة ما في أبحاثهم، وذلك بعد تزويدهم بتعريف دقيق للسرقات الأدبية والانتحال الأكاديمي.

وأدلى نحو 60% من المشاركين في الاستطلاع بإفادات بعدم حصولهم على أي تدريب على قضية الانتحال ونزاهة البحث من قبل مؤسساتهم الأكاديمية.

وتشير الدراسة إلى إحصاء قاعدة بيانات «ريتراكش ووتش» (Retraction Watch) المعنية برصد الدراسات والبحوث التي يتم سحبها من دول العالم، سحب 13 دراسة مغربية، بناءً على السرقة الأدبية والانتحال الأكاديمي، أو سوء السلوك العلمي، بنسبة بلغت 45% من البحوث المنشورة.

أسباب السرقات الأدبية

وتخلص الدراسة إلى القول إن السرقات الأدبية ليست مقصودة دائمًا، وتشير إلى أن القيود الزمنية على كتابة نص أصلي، وعدم قدرة الباحثين على إعادة الصياغة، تعد من أبرز العوامل المرتبطة بالسرقة الأدبية، علاوة على ذلك، فإن المشاركين الذين اعتبروا السرقة الأدبية قضية خطيرة في البحث الأكاديمي «ارتكبوا ، بشكل ملحوظ، سرقة أدبية أقل». وبالتالي، فإن «السرقة غير المقصودة»، وضيق الوقت لكتابة النص الأصلي، وعدم القدرة على إعادة الصياغة «مثلّت أسبابًا لباحثين مغاربة للسرقة الادبية والانتحال الأكاديمي».

لا تبدو الصورة قاتمة بشكل كامل، فهناك العديد من العوامل القابلة للتنفيذ، للحد من السرقة الأدبية، ويمكن استهدافها من خلال التدخلات التعليمية، كما تقول الدراسة نفسها. وتضيف أن هذه العوامل قدمت الأساس المنطقي لبناء برامج تدريبية حول نزاهة البحث في المغرب.

وبحسب الدراسة، فقد لوحظ أنه كلما ارتفعت الدرجة الأكاديمية، انخفض الانتحال والسرقة الأدبية، كما أظهرت الدراسة أن زيادة قدرة المشاركين على تحديد السرقة الأدبية بشكل صحيح مرتبط أيضًا، بشكل كبير، بانخفاض سوء السلوك والانتحال الأكاديمي. ويرى معدو الدراسة أن «السرقة الأدبية غير المتعمدة، بشكل خاص، تتم بين الباحثين من غير المتحدثين باللغة الإنجليزية، أو بشكل عام التي لا تكون الإنجليزية لغتهم الأم مثل الباحثين المغاربة».

الحد من الانتحال

ولا تبدو الصورة قاتمة بشكل كامل، فهناك العديد من العوامل القابلة للتنفيذ، للحد من السرقة الأدبية، ويمكن استهدافها من خلال التدخلات التعليمية، كما تقول الدراسة نفسها. وتضيف أن هذه العوامل قدمت الأساس المنطقي لبناء برامج تدريبية حول نزاهة البحث في المغرب.

وبشكل تفصيلي أكثر، تشير الدراسة إلى أن إحدى طرق الحد من انتشار السرقات الأدبية، والانتحال الأكاديمي، وسوء السلوك العلمي، تتمثل في توفير التدريب على نزاهة البحث. ومع ذلك، فقد أجاب أكثر من ثلث المشاركين في الاستطلاع الخاص بالدراسة، بأن مثل هذا التدريب لم يكن متاحًا بشكل شائع في مؤسسات التعليم العالي المغربية.

وفي المقابل، فإن الباحثين المغاربة الذين تم نشر أعمالهم في المجلات التي راجعها النظراء «ارتكبوا سرقة أدبية أقل بشكل ملحوظ لأنهم حصلوا في الغالب على تدريبات كافية».

ويؤثر الموقف الأخلاقي للباحثين إزاء الانتحال العلمي في تقليل مخاطر السرقات الأدبية، وسوء السلوك البحثي، على حد قول الدراسة نفسها، والتي تضيف بأنه من اللافت للنظر أن الأدلة المتاحة «أظهرت أنه عندما يتم تدريب العلماء على نزاهة البحث، يمكن تحسين موقفهم من هذه المسألة وتغييره».

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية عبر موقعنا من هنا، وشاركنا النقاش عبر مجموعتنا على «فيسبوك» من هنا، وللمزيد من المنح، والقصص، والأخبار، سارع بالاشتراك في نشرتنا البريدية.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى