أخبار وتقارير

في عشر نقاط.. قصة أبحاث سفانتي بابو التي قادته إلى جائزة نوبل

بعد أربعين عامًا من تتويج والده سوني برغستروم بالجائزة نفسها، حصل السويدي سفانتي بابو على جائزة نوبل في الطب للعام 2022، نظير اكتشافاته ذات الصلة بجينوم أشباه البشر المنقرضين، والتطور البشري.

نجح «بابو»، عالم التطور الوراثي في معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية في لايبزيغ بألمانيا، والأستاذ المساعد في معهد أوكيناوا للعلوم والتكنولوجيا باليابان، من خلال أبحاثه، في فك شفرة التسلسل الجينومي لإنسان النياندرتال (أحد الأقارب المنقرضين للإنسان المعاصر). كما ينسب إليه أكتشافه المذهل لإنسان الدينيسوفان، وهو أحد أشباه البشر المنقرضين، معتمدًا على البيانات الجينومية المستقاة من عينة صغيرة الحجم لعظمة الإصبع.

فيما يلي نرصد قصة أبحاث سفانتي بابو التي قادته إلى الفوز بجائزة نوبل في الطب لهذا العام، وذلك من واقع البيان الصادر عن جائزة نوبل في معهد كارولينسكا:

  1. ولد سفانتي بابو، في العام 1955 في ستوكهولم بالسويد. وحصل على الدكتوراه، في العام 1986 من جامعة أوبسالا السويدية، وكان زميلًا لما بعد الدكتوراه في جامعة زيورخ بسويسرا، ولاحقًا في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، بالولايات المتحدة الأمريكية.
  2. يُعد سفانتي بابو المؤسس لحقل علمي جديد تمامًا، وهو علم الأحياء القديمة. فمن خلال اكتشافه للفروق الجينية التي تميزنا عن أسلافنا المنقرضين من أشباه البشر، وضع حجر الأساس للأبحاث التي تتقصى ما يميزنا كبشر. وكباحث شاب، ركز العالم السويدي على فهم كيفية تفاعل الفيروسات الغدية مع جهاز المناعة، لكنه احتفظ باهتمامه بأصول الإنسان، وعمل على عزل الحمض النووي من المومياوات المصرية كمشروع جانبي.
  3. كطالب ما بعد الدكتوراه مع ألان ويلسون، وهو رائد في مجال علم الأحياء التطوري، بدأ سافنتي بابو في تطوير طرق لدراسة الحمض النووي من إنسان نياندرتال، وهو مسعى استمر عدة عقود. وفي العام 1990، أصبح أستاذًا في جامعة ميونيخ بألمانيا، حيث استأنف أبحاثه حول تحليل الحمض النووي لميتوكوندريا إنسان النياندرتال، والميتوكوندريا هي أنسجة عضية في الخلايا تحمل حمضًا نوويًا فريدًا خاصًا بها.
  4. باستخدام أساليب مُحكمة، نجح في تعيين التسلسل الجيني لرقعة من الحمض النووي الميتوكوندري، جُمعت من شظية عظمية عمرها 40 ألف سنة، لنضع بين أدينا لأول مرة تسلسل جيني لأحد أقارب البشر المنقرضين.
  5. بعقد مقارنة بين هذا التسلسل وذاك الخاص بالإنسان المعاصر، وكذلك التسلسل الجيني لحيوان الشمبانزي، أُزيح الستار عن اختلاف السمات الوراثية لإنسان النياندرتال عن كليهما.
  6. في عام 1999، عُرضت عليه فرصة إنشاء معهد ماكس بلانك في لايبزيغ بألمانيا، حيث قام وفريقه بتطوير طرق عزل وتحليل الحمض النووي من بقايا العظام القديمة.
  7. في عام 2010، تمكن سفانتي بابو من نشر أول تسلسل جينوم كامل لإنسان نياندرتال، وأظهرت التحليلات المقارنة أن أحدث سلف مشترك لإنسان نياندرتال، والإنسان العاقل عاش منذ حوالي 800 ألف عام.
  8. كشفت أبحاث سفانتي بابو، وزملائه، أن إنسان النياندرتال عاش على الأرض من 400 إلى 30 ألف سنة مضت ثم انقرض، وأن الإنسان العاقل هاجر إفريقيا إلى أوروبا منذ 70 ألف سنة، وتزاوج النوعان معًا ما أدى لحدوث نقل للجينات للبشر المعاصرين من النياندرتال. وأظهرت التحليلات المقارنة أن تسلسلات الحمض النووي من إنسان نياندرتال كانت أكثر تشابهًا مع تسلسلات من البشر المعاصرين الذين نشأوا من أوروبا أو آسيا، وينشأ فيهم ما يقرب من 1-4% من الجينوم من إنسان نياندرتال.
  9. في عام 2008، تم اكتشاف جزء من عظم إصبع عمره 40 ألف عام في كهف دينيسوفا في الجزء الجنوبي من سيبيريا، واحتوت العظمة على حمض نووي محفوظ جيدًا بشكل استثنائي، والذي قام فريق سفانتي بابو بترتيب تسلسله. تسببت النتائج في إثارة ضجة كبيرة: كان تسلسل الحمض النووي فريدًا عند مقارنته بجميع التسلسلات المعروفة من إنسان نياندرتال والإنسان الحالي. اكتشف العالم السويدي الفائز بنوبل أحد أشباه البشر غير المعروف سابقًا، والذي أطلق عليه اسم دينيسوفا.
  10. أظهرت المقارنات مع متواليات من البشر المعاصرين من أجزاء مختلفة من العالم أن تدفق الجينات قد حدث أيضًا بين دينيسوفا، والإنسان الحديث Homo sapiens. شوهدت هذه العلاقة لأول مرة في السكان في ميلانيزيا وأجزاء أخرى من جنوب شرق آسيا ، حيث يحمل الأفراد ما يصل إلى 6% من الحمض النووي للدينيسوفا.
رسم تعبيري لأبحاث سفانتي بابو حول العلاقة بين البشر المعاصرين وأشباه البشر المنقرضين. (جائزة نوبل).

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية عبر موقعنا من هنا، وشاركنا النقاش عبر مجموعتنا على «فيسبوك» من هنا، وللمزيد من المنح، والقصص، والأخبار، سارع بالاشتراك في نشرتنا البريدية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى