أخبار وتقارير

بحث جديد يرصد معوقات قيادة النساء في التعليم العالي

من واقع تجربتها الأكاديمية بين جامعات الخليج والمملكة المتحدة، لنحو عقدين من الزمن، ترصد الأكاديمية البريطانية الليبية يسرى المزوغي، في بحث جديد، معوقات قيادة النساء في مؤسسات التعليم العالي.

وتقول، في البحث المنشور بمجلة «سياسات التعليم العالي ودراسات القيادة»، إن زيادة أعداد الإناث الملتحقات ببرامج التعليم العالي، لم تنعكس، حتى الآن، بالتساوي في القيادة النسائية لمؤسسات التعليم العالي، وهيئات صنع القرار.

وهذه المجلة، لها طابع دولي، تشرف عليها هيئة تحريرية أكاديمية من جامعات أمريكية وبريطانية، وتصدر بشكل فصلي، على مدار العام.

البحث المنشور، بالعدد الأخير من المجلة، في أواخر أيلول/سبتمبر الماضي، تتحدث فيه رئيسة الجامعة الملكية للبنات في البحرين، عن جوانب عدة من القيادة النسائية في التعليم العالي، وذلك في ضوء تجربتها في تولي المناصب الأكاديمية، والتي شملت: رئاسة جامعة مسقط في سلطنة عمان، وكانت أول امرأة تتولى منصبًا قياديًا بهذا المستوى في السلطنة، كما عملت، لسنوات، في الهيئة التدريسية بكلية إدارة الأعمال في جامعة جون مورس بمدينة ليفربول البريطانية.

أسباب عدم المساواة في التعليم العالي

ويعزو البحث أسباب عدم المساواة في القيادة بالتعليم العالي، إلى عوامل عدة، أبرزها: الانقطاعات المهنية، والرعاية الأسرية، والمسؤوليات، بالإضافة إلى الاستبعاد من الأنشطة الاجتماعية، واضطرار النساء الدائم لتبرير وجودهن في الاجتماعات، والمؤتمرات، وأماكن القيادة.

يعزو البحث أسباب عدم المساواة في القيادة بالتعليم العالي، إلى عوامل عدة، أبرزها: الانقطاعات المهنية، والرعاية الأسرية، والمسؤوليات، بالإضافة إلى الاستبعاد من الأنشطة الاجتماعية، واضطرار النساء الدائم لتبرير وجودهن في الاجتماعات، والمؤتمرات، وأماكن القيادة.

وتصف يسرى المزوغي وتيرة التغيير في مشاركة المرأة على المستويات القيادية بالـ«بطيئة»، مشددة على ضرورة تسريع تمثيل المرأة بشكل أكبر.

ويشير البحث إلى أن أحد التفسيرات المحتملة للنقص الواضح في القيادة النسائية لمؤسسات التعليم العالي في العالم العربي، هو التاريخ الحديث نسبيًا، لهذه المؤسسات، وخاصة الموجودة في منطقة الخليج، حيث تقل أعمار العديد من مؤسسات التعليم العالي بالمنطقة عن خمسين عامًا.

ويعزو الأمر ذاته في بريطانيا، إلى انقطاع أعداد كبيرة من الإناث، لفترات من الوقت، عن بيئة العمل، ما يؤثر على التقدم الوظيفي لهن، ويؤدي إلى أن تصبح نسبة كبيرة من الأكاديميات «عالقات» في مناصب أكاديمية متوسطة، بعد أن يتجاوزهن زملائهن الذكور إلى مناصب قيادية.

اقرأ أيضًا: (هيفاء الكيلاني لـ«الفنار للإعلام»: الاستثمار في التعليم يفتح الأبواب أمام النساء).

وتقول «المزوغي» إن تطوير برامج للقيادة النسائية الأكاديمية، لمعالجة الفجوة في تمثيل الإناث في الإدارة العليا للجامعات، سيستغرق وقتًا للنضج، وتحقيق النتائج المرجوة، مشيرة إلى أن الافتقار إلى «نموذج دور واضح» يزيد من تعقيد المشكلة.

وبالمثل، تعتقد ناريمان الحاج حمو، المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز الابتكارات التعليمية وحلول المعرفة المتخصصة، أن تمثيل المرأة في المناصب القيادية في قطاع التعليم العالي «غير متكافئ» إلى حد كبير، حيث يشغل الرجال، الغالبية العظمى من المناصب القيادية العليا على مستوى الرؤساء، ونوابهم، على الرغم من الخبرات الواضحة التي يمكن أن تقدمها القيادات النسائية للقطاع.

 وعملت «حمو»، الأكاديمية الجزائرية الأمريكية، نحو عشرين عامًا بالجامعات العربية، قبل أن توظف خبرتها الطويلة في إدارة مركز الابتكارات التعليمية الذي أسسته للتركيز على تصميم سياسات تعليمية للجامعات، وتدريب الأكاديميين العرب على طرق التدريس المتطورة.

التمثيل الناقص للمرأة في المناصب القيادية مرتبط ببعض الحواجز، مثل: العامل الاجتماعي، وضرورة الموازنة بين متطلبات الأسرة والعمل، والثقافة المؤسسية في بعض المنظمات التي تسود فيها الصورة النمطية، والتحيزات الجنسانية.

ناريمان الحاج حمو، المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز الابتكارات التعليمية وحلول المعرفة المتخصصة.

وتضيف، في تصريح لـ«الفنار للإعلام» أن التمثيل الناقص للمرأة في المناصب القيادية مرتبط ببعض الحواجز، مثل: العامل الاجتماعي، وضرورة الموازنة بين متطلبات الأسرة والعمل، والثقافة المؤسسية في بعض المنظمات التي تسود فيها الصورة النمطية، والتحيزات الجنسانية، إلى جانب محدودية شبكة اتصالات الإناث في البحث عن فرص عمل أكاديمية.

 ناريمان الحاج حمو، المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز الابتكارات التعليمية وحلول المعرفة المتخصصة (المصدر).

إلى جانب العوامل السابقة، يُشكل اختلاف دوافع المرأة عن الرجل نحو تقلد المناصب القيادية عاملًا أساسيًا في نقص تمثيلهن بالمناصب القيادية في المؤسسات الأكاديمية، بحسب ناريمان الحاج حمو، حيث تشير إلى أن النساء يشعرن بالرضا بشكل عام عن وظائفهن التدريسية، أو البحثية كوسائل للتغيير، والمساهمة في المجتمع، على خلاف الذكور الذين ينجذبون إلى المناصب القيادية من أجل التأثير، أو اكتساب القوة، والنفوذ.

https://www.bue.edu.eg/

توصيات ومطالب

وتوصي الأكاديمية الجزائرية الأمريكية، بإنشاء شبكات ومنتديات لتجميع القيادات النسائية في التعليم العالي، وتبادل الخبرات، ودعم بعضهن البعض، إلى جانب توفير فرص للتطوير المهني للقيادات النسائية للمساعدة في التعرف على التحديات المرتبطة بقيادة المرأة في التعليم العالي، والتغلب عليها.

ومن جانبها، ترى ريم الرديني، أستاذة التاريخ الإسلامي بكلية الآداب في جامعة الكويت، أن التلاعب في تطبيق القوانين لأسباب مجتمعية وتمييزية حيال المرأة، هي أحد الأسباب الرئيسية وراء تراجع تمثيل المرأة في قيادة المؤسسات الأكاديمية.

ريم الرديني، أستاذة التاريخ الإسلامي بكلية الآداب في جامعة الكويت (بإذن من المصدر).

وتضيف، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، أن مفتاح حل هذه التحديات ومعالجتها يكون من خلال بناء أساس متين من المهارات القيادية القوية، والمرونة، وإدراك التحديات والتحيزات القائمة. وتقول الأكاديمية التي أسست أول وحدة بحثية حول دراسات المرأة والجندر بجامعات الخليج، إنه يجب تزويد الأكاديميات  بالمهارات اللازمة للتغلب على التحديات في هذا الصدد، وذلك من خلال دعم مؤسسات التعليم العالي في العالم العربي للقيادة النسائية، عبر تصميم، وتقديم مجموعة من البرامج التدريبية الموجهة لهذا الغرض.

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى