أخبار وتقارير

جناح خاص للأطفال في مؤتمر COP27.. مطالب الصغار على طاولة القادة

من إقليم بلوشستان، جنوب غربي باكستان، إلى مدينة شرم الشيخ المصرية، جاءت نفيسة بالوش (Nafeesa Baloch) (16 عامًا)، لتشارك في جناح الشباب والأطفال بالمنطقة الزرقاء بمؤتمر المناخ COP27.

الطفلة الباكستانية واحدة من عشرات آخرين، من مختلف دول العالم، خصصت لهم الحكومة المصرية، اليوم (الخميس)، العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، لإثارة قضاياهم المرتبطة بظاهرة التغير المناخي، ولإسماع أصواتهم للقادة المشاركين في القمة العالمية.

من داخل المنطقة الزرقاء، قالت «بالوش»، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»: «أحلم بأن أعيش في واقع مختلف تسود فيه العدالة المناخية حيث لا يموت الأطفال كل يوم في المناطق الفقيرة من العالم، ولا يحتاج الأب إلى بيع ابنته – مثلما يحدث في مجتمعي – لإطعام بقية أفراد عائلته».

وبنبرة حماسية، تضيف: «أنا هنا لأدافع عن حقنا في البقاء، ولأوصل أصوات الأطفال في بلدي، حيث لا يسمعنا أحد». وتعزو مشاركتها في الحدث العالمي إلى رغبتها في نشر الوعي، والمطالبة بتحقيق العدالة المناخية في كل مكان.

«أشارك حتى لا يعطش أهلي وأفراد مجتمعي لافتقادنا للمياه النظيفة، وحتى لا يطاردهم المطر لأنه لا يوجد سقف فوق رؤوسهم، وحتى لا يموت الأطفال نتيجة الكوليرا والفيضانات المدمرة»، هكذا أوجزت الفتاة الباكستانية رؤيتها في عبارة بليغة، وتابعت: «أطالب قادة العالم المجتمعين بأن يفعلوا شيئًا».

رسائل الأطفال إلى قادة العالم

وعلى جدران جناح الشباب والأطفال بالمنطقة الزرقاء، ترك العشرات من الأطفال، رسائلهم المرفقة بالرسومات الملونة، والمطالب الملحة لدعوة زائري الجناح من المسؤولين، وممثلي المنظمات والهيئات الدولية، إلى «إنقاذ الكوكب، وضمان مستقبل مستقر، وآمن للأجيال القادمة».

«أشارك حتى لا يعطش أهلي وأفراد مجتمعي لافتقادنا للمياه النظيفة، وحتى لا يطاردهم المطر لأنه لا يوجد سقف فوق رؤوسهم، وحتى لا يموت الأطفال نتيجة الكوليرا والفيضانات المدمرة».

نفيسة بالوش،  طفلة باكستانية تشارك في مؤتمر COP27.

ويقول منسق البرامج بالجناح، الدكتور سعد وقاص، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، إنه لأول مرة، في مؤتمر الأطراف، يقام جناح مخصص للشباب والأطفال، ليكون لديهم مساحة خاصة، للقيام بأنشطتهم المختلفة والتعبير عن أنفسهم.

وبحسب المسؤول نفسه، فإن الجناح سيكون مفتوحًا للأطفال طيلة أيام انعقاد المؤتمر، ليشاركوا النقاش معًا، ويتبادلوا الأفكار، وممارسة الأنشطة، مثل الرسم، والتلوين، والابتكار، والخروج بالمزيد من المبادرات المؤثرة التي يقودها أطفال العالم لقيادة التغيير، والعمل من أجل المناخ.

ويضيف «وقاص» أن العديد من نشطاء المناخ من الأطفال، من مختلف الدول، يحظون بمتابعة الآلاف لهم، عبر  مواقع التواصل الاجتماعي، ويقدمون رسائل للتوعية، ويشاركون بدور مؤثر في الدعوة للعمل من أجل إنقاذ الكوكب، كما يقودون مبادرات في مجتمعاتهم المحلية للتنظيف، وزراعة الأشجار، وغير ذلك.

أطفال يصنعون التغيير

يقوم الأطفال واليافعون، حول العالم، بالكثير من الأنشطة لمواجهة تغير المناخ، ومن أشهر الحركات التي يقودها يافعون، هي FridaysForFuture وهي منظمة بدأت نشاطها في آب/أغسطس 2018، بعد أن جلست غريتا تونبرغ، ونشطاء شباب آخرون أمام البرلمان السويدي، لمدة ثلاثة أسابيع، للاحتجاج على عدم اتخاذ إجراءات بشأن أزمة المناخ. وقد نشرت ما كانت تفعله على Instagram وTwitter، وسرعان ما انتشر وتحول الأمر إلى حركة عالمية تدعو إلى إتخاذ إجراءات من أجل عالم نظيف، وأكثر برودة، وسعادة.

وتقول المهندسة جدويجة نجدر (Jadwiga Najder)، من برنامج «نووي من أجل المناخ»، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»، إن الأطفال قادرون على المشاركة في العمل المناخي ليس فقط كنشطاء من أجل التغيير، ولكن من خلال إدماجهم في برامج تعليمية وتأهيلية تجعلهم قادرين على تولي وظائف مستقبلية، تساهم في الحرب ضد تغير المناخ في مختلف المجالات.

و«نووي من أجل المناخ» برنامج يمثل 150 مؤسسة من المتخصصين في المجال النووي، وخبراء المناخ حول العالم يعمل على طرح الحلول والإجراءات الفعالة لمواجهة تغير المناخ.

وتشير «نجدر» إلى أن لديهم برامج متعددة وورش وفعاليات مبتكرة، تعمل على تحقيق مبتغاهم في مواجهة التغير المناخي، وتوصيل المعلومات التقنية للأطفال التي تساعدهم على إيجاد شغفهم، وإلهامهم ليصبحوا قادرين، في المستقبل، على خوض المعركة ضد تغير المناخ. وتضيف أن رسالتهم للأطفال هي أن يكونوا شجعانًا، وأن يفكروا في الدور الذي يمكن أن يلعبوه، وفقًا للمهارات التي يمتلكونها.

كما تنصح أولئك الأطفال بطلب المساعدة ليصلوا إلى المعرفة، والطريق الذي يمكن أن يساعدهم في تحقيق أهدافهم. وتقول إن رسالتهم لقادة العمل هي: «أن نعمل على الفور لتوفير أوضاع معيشية مستقرة لينمو فيها الأطفال بصحة جيدة».

وكان مؤشر مخاطر المناخ لدى الأطفال، الصادر عن «يونيسف» في شباط/فبراير الماضي، قد أفاد بتعرض نحو مليار طفل، في البلدان شديدة الخطورة، لأشد التهديدات، والصدمات، والضغوط.

اقرأ أيضًا:

بطلب من الدول النامية.. إدراج «الخسائر والأضرار» في أجندة مؤتمر المناخ COP27

ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى