أخبار وتقارير

في خطوات معدودة.. دليل مواجهة الإغراق المعلوماتي للطلاب والباحثين

للدماغ البشري طاقة هائلة، ولكن مع التدفق المستمر للمعلومات في عالم اليوم، يمكن للإنسان أن يفقد بعض قدراته. وفيما تشير أبحاث سابقة، إلى قدرة العقل على «تخزين بيانات الإنترنت بالكامل» يعتقد باحثون أن التعرض للكثير من المعلومات «يُعرّض صحة دماغنا للخطر»، أو ما يعرف باسم: الإغراق المعلوماتي(Information Overload)، أو الحمل الزائد للمعلومات.

ما هو الإغراق المعلوماتي؟

صاغ بيرترام جروس، أستاذ العلوم السياسية في كلية هانتر، مصطلح «الإغراق المعلوماتي»، لأول مرة في كتابه المعنون: «إدارة المنظمات» (1964). ومع ذلك، كان الكاتب الأمريكي ألفين توفلر هو من روّج للمصطلح في كتابه «صدمة المستقبل» في عام 1970.

ويقول «جروس» إن الإغراق المعلوماتي يحدث «عندما يتجاوز مقدار المدخلات إلى النظام، قدرته على المعالجة. إذ يمتلك متخذ القرار، قدرة معالجة معرفية محدودة إلى حد ما. وبالتالي، من المحتمل أن يحدث انخفاض في جودة القرار عند حدوث زيادة في المعلومات».

وإذا كان هذا التعريف سبق عصر الإنترنت، فإن الأمر يزداد صعوبة، اليوم، في ظل التدفق اللحظي للمواد التي يستقبلها الدماغ البشري، فبالإضافة إلى التفاعل المباشر بين الأشخاص، هناك منصات التواصل الاجتماعي، والبريد الإلكتروني، وصفحات الويب، وتطبيقات المحمول، التي تزيد من حجم البيانات اليومية في حياة كل منا.

أسباب الإغراق المعلوماتي

  1. التعرض المستمر لكميات ضخمة من المعلومات الجديدة باستمرار.
  2. التنافس في الحصول على أكبر قدر من المعلومات، مما يؤدي إلى الوصول إليها بالفعل لكن بجودة أقل.
  3. سهولة صناعة المعلومات وإعادة نشرها ومشاركتها عبر الإنترنت.
  4. الزيادة الهائلة في وسائل بث وتلقي المعلومات.
  5. الحجم المتزايد للبيانات المتاحة لنا، فهناك حوالي 720 ألف ساعة توضع على موقع «يوتيوب» يوميًا، أي يمكنك مشاهدة المحتوى المدرج في يوم واحد فقط على الموقع، على مدار 82 عامًا بلا نوم.
  6. غياب المنهجيات السريعة لمعالجة ومقارنة وتقييم مصادر المعلومات.
  7. عدم وجود روابط بين المعلومات وبعضها البعض.

التغلب على الإغراق المعلوماتي

يمكنك التغلب على الإغراق المعلومات في خطوات معدودة، مثل:

  1. من شأن انتقاء مصادرك المعرفية، والالتزام بمنهجية نقدية في تلقي البيانات منها، أن يطور مهاراتك في مواجهة الإغراق المعلوماتي. على سبيل المثال: لن تجني شيئًا من المواقع غير الموثوقة، بعكس موقع جامعتك الرسمي، أو صفحة الكلية على فيسبوك.
  2. قد يتطلب تحولك إلى فرد انتقائي بشأن مصادر المعلومات، أن تتعلم كيفية التعامل مع البيانات من الأساس، فالتركيز على الموضوعات التي تهمك بأكبر قدر من التخصيص سيُحسّن من أدائك بشكل ملحوظ.
  3. نادرًا ما تذكر الملخصات باعتبارها حلًا للحمل الزائد للمعلومات، لكنها تستحق الذكر هنا. فالتلخيص يستخرج أهم محتوى لنص موجود بالفعل (مهني أو أكاديمي) وتدمج هذه المعلومات بطريقة موجزة، ومختصرة، وبالتالي أقصر من النص الأصلي. ويمكن تنفيذ ذلك من قبل نفس المؤلفين الذين أنتجوا هذه النصوص في الأصل، أو من قبل ملخصين محترفين. ويمكنك أيضًا كطالب استغلال مهاراتك في التلخيص، وتطويرها للحد مما تتعرض إليه من معلومات بشكل متكرر.
  4. حاول أن تحدد فترات استخدامك غير المرتبط بهدف لوسائل التواصل الاجتماعي.
  5. رتب أولويات أنشطتك، ولا تفرط في تحميل جدول مهامك بالكثير من الأنشطة التي تتطلب أقصى قدر من التركيز.
  6. إن عدم اختيارك لمحادثاتك يمكن أن يستنزفك عاطفيًا أو عقليًا. قد يرغب البعض في التحدث كثيرًا وإعطائك أكبر قدر ممكن من التفاصيل، بينما يقوم الآخرون بنقل مشاكلهم إليك بحسن نية، مما يشغل عقلك بحلها بدلًا عنهم. مساعدة الناس والتعاطف معهم، والإنصات لمشكلاتهم أمور جيدة، لكن وقتك وطاقتك محدودان، لذا استخدمهما بحكمة.
  7. إذا كانت بعض المهام خارج نطاق أولوياتك، أو شعرت بالغرق في المهمة الموكلة إليك، فلا تخف من الرفض.
  8. عليك إعادة تنشيط الخلايا العصبية ورفع مقاومتها للضرر عن طريق القيام بأربعة أشياء بسيطة، وهي: ممارسة التمارين البدنية، والنوم الجيد، وشرب الماء، ومزاولة الأنشطة الخارجية.
  9. اقض بعض الوقت بمفردك لإنعاش عقلك. امنح نفسك فترة راحة، ورتب أفكارك من خلال عدم القيام بأي شيء، بعيدًا عن الضوضاء والإنترنت والأشخاص.
  10. ختامًا، إليك 3 أدوات تكنولوجية ستساعدك على رفع إنتاجيتك وتجنبك الإغراق المعلوماتي، وأولها هو تريلو والذي يعتمد عليه الكثيرون لإدارة ما يبحثون عنه من محتوى، وخصوصًا في المشروعات البحثية لقدرته على حفظ الروابط والمعلومات وتصنيفها بسهولة ومشاركتها مع زملائك. كما يمكنك استخدام تطبيق إيفرنوت أيضًا لوضع كل شيء عليه بطريقة منظمة يمكن الرجوع إليها، وترتيب أولوياتك في المهام أيضًا وتذكيرك بها. كما أنصحك باستخدام تطبيق فورست لتحفيزك على القيام بالمهام المختلفة، حيث يحفزك من خلال منحك شجرة افتراضية مع كل مهمة تحرص على إتمامها، كما يقتلع أخرى إذا لم تركز على مهمتك.

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى