أخبار وتقارير

رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت: نستهدف الوصول إلى 25,000 متعلم عبر الإنترنت في غضون خمس سنوات

يرى فضلو خوري، رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت، أن الجامعة نجحت في تجاوز الأزمة المالية المستمرة في لبنان، بسبب الاستراتيجية التي تبنتها قبل انهيار العملة في عام 2019.

وفي مقابلة، مع «الفنار للإعلام»، يقول إن الأزمة أدت إلى المسارعة بتنفيذ خطة للاستدامة المالية، كانت الجامعة قد صاغتها بالفعل، لضمان الاستمرارية دون المساس بجودة التعليم.

ويضيف المسؤول الأكاديمي، الذي تولى رئاسة للجامعة في العام 2015: «كانت أزمات السنوات الثلاث الماضية كثيرة، فكان علينا تنفيذ رؤيتنا الاستراتيجية على أرض الواقع. توجب علينا الاستعداد لمسار عمل مستدام. ولهذا السبب، كنا نزيد تكلفة التعليم تدريجيًا.. استغرق الأمر ثلاث سنوات حتى تحقق التحول أخيرًا إلى سداد 60% من الرسوم بالدولار».

اقرأ أيضًا: (من هو الرئيس الجديد للجامعة الأميركية في بيروت؟).

من خلال التواصل المستمر مع مجلس الإدارة، والفئات المختلفة، من مجتمع الجامعة الأمريكية في بيروت، تمكنا من التقدم وصولًا إلى ما نحن عليه اليوم، وهو الاستدامة الاقتصادية، مع ارتفاع أعداد الطلاب دون التنازل عن معايير القبول.

قبل عامين من اندلاع الأزمة الطاحنة، انتبهت الجامعة إلى بوادر اضطراب اقتصادي وسياسي في عام 2017، واتخذت إجراءات وقائية. وعن ذلك، يقول «خوري» إنهم بدأوا في التعامل مع الوضع، عبر نقل بعض الأموال إلى الخارج، موضحًا: «أموال الوقف دائمًا خارج البلاد، ثم شرعنا في ربط سداد الرسوم الدراسية بالدولار، علاوة على مضاعفة الوقف تقريبًا».

والجامعة مسجلة من قبل ولاية نيويورك، ويديرها مجلس أمناء في الولاية الأمريكية. وبلغت قيمة أوقافها 1.06 مليار دولار في عام 2021، وفقًا لتقرير أصدرته الجامعة مؤخرًا. ويقول رئيس الجامعة، إنهم، من خلال التواصل المستمر مع مجلس الإدارة، والفئات المختلفة من مجتمع الجامعة الأمريكية في بيروت، تمكنوا من التقدم، وصولًا إلى ما هم عليه اليوم، وهو الاستدامة الاقتصادية، مع ارتفاع أعداد الطلاب دون التنازل عن معايير القبول، بحسب تعبيره.

أزمة مالية طاحنة

وأثّرت الأزمة الاقتصادية التي عصفت بلبنان في 2019 في جميع القطاعات، ومنها التعليم العالي. وفي السنوات الثلاث الماضية، فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 95% من قيمتها، وانخفضت القوة الشرائية بشكل حاد، حيث فرضت البنوك قيودًا صارمة على عمليات سحب المودعين. وتفاقم هذا الانهيار المالي بسبب جائحة كوفيد-19، وانفجار مرفأ بيروت في 2020 والذي طالت آثاره مساحات شاسعة من العاصمة اللبنانية.

وبحسب «خوري»، تسرّب نحو 375 طالبًا من الدراسة في الجامعة، ولم يحضر 500 طالب جديد كانوا يخططون للتسجيل كطلاب جدد، وطلاب بالسنة الثانية. وأغلقت الجامعة الوحدات متدنية الأداء، وسرّحت 600 موظف إداري، ولم تجدد عقود 244 آخرين.  

اقرأ أيضًا: (الأزمة الاقتصادية تعصف بمستقبل أساتذة الجامعات في لبنان).

كما أدى انفجار المرفأ إلى نزوح جماعي لأعضاء هيئة التدريس والموظفين، ومن بينهم 200 طبيب، و300 ممرض في المستشفى الجامعي. ويقول فضلو خوري، وهو طبيب بالأساس، بدأ تعليمه الجامعي في الجامعة الأمريكية في بيروت، وأكمل دراسته في الولايات المتحدة: «أثّر هذا علينا بشكل كبير. فقدنا بعض الأساتذة المتميزين، لكننا تمكنا من الحفاظ على مستوى التدريس الجيد». واستطرد قائلًا إن الجامعة تمكنت من الاتفاق مع 77 عضو هيئة تدريس، وطبيب جديد، وهي مستمرة في تعيين الكوادر.

نهدف إلى جذب الطلاب من خارج لبنان، وخاصة من المنطقة، إلى بافوس. وبالنسبة للطلاب الذين قد يترددون في القدوم إلى لبنان لوضعه الحالي، أؤكد لهم قدرتنا على منحهم تعليمًا عالي الجودة في الجامعة الأمريكية في بيروت عبر فرعها في قبرص.

ووفق رئيس الجامعة، فقد عاد نخبة من أفضل أعضاء هيئة التدريس ممن غادروا، بعد إعادة افتتاح الحرم الجامعي في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، حيث تلقى 99.7% من أعضاء هيئة التدريس، والطلاب، والموظفين، والخريجين لقاح كوفيد-19. ويضيف: «عاد خمسة وستون طبيبًا، منهم ستة من كبار الأطباء لدينا، ممن غادروا أو قطعوا إجازتهم. ويساعدنا الاستقرار في البلاد على استعادة أعضاء هيئة التدريس، لكننا كنا واضحين جدًا، وأكدنا أنه سيتم استبدال أي شخص لن يعود بحلول الأول من أيلول/سبتمبر 2023، وسيتم إغلاق باب العودة أمامه بشكل دائم».  

تنويع الموارد

كان تنويع مصادر الإيرادات من خلال إنشاء فروع جامعية تابعة، مثل الجامعة الأمريكية في بيروت – بافوس في قبرص، وإطلاق النسخة الرقمية من الجامعة عبر الإنترنت، جزءًا من خطة الجامعة الاستراتيجية للاستمرارية. وعن هذا الأمر، يقول خوري: «كنا مصممين، حتى من قبل إدارتي، على أن نكون أكثر تنوعًا اجتماعيًا واقتصاديًا».

اقرأ أيضًا: (من أجل توفير موارد جديدة.. جامعات لبنانية تنشئ فروعًا بالخارج).

وحول فرع الجامعة في قبرص، يقول رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت إنهم يهدفون إلى جذب الطلاب من خارج لبنان، وخاصة من المنطقة، إلى بافوس. ويقول: «بالنسبة للطلاب الذين قد يترددون في القدوم إلى لبنان لوضعه الحالي، أؤكد لهم قدرتنا على منحهم تعليمًا عالي الجودة في الجامعة الأميركية في بيروت عبر فرعها في بافوس»، مشيرًا إلى أنهم يستهدفون أن يمثل الطلاب الأجانب ما بين 40 إلى 50% من إجمالي طلاب الجامعة، بحلول العام 2035.

كوليدج هول، حيث يقع مكتب الرئيس، قبالة المدخل الرئيسي لحرم الجامعة الأمريكية في بيروت. (الجامعة).

وسوف يقدم موقع AUB Online، المتوقع إطلاقه بالكامل في صيف عام 2023، محتوى مختلفًا. وسيستهدف جميع الأعمار من المتعلمين، بما في ذلك كبار السن الذين يرغبون في الحصول على تجربة تعلم مدى الحياة.

وعن تقديم الخدمة التعليمية عن بعد، يقول فضلو خوري: «من أجل عولمة الجامعة، علينا تعزيز تجربة التعليم عبر الإنترنت. نريد أن نحافظ على أسعار خدماتنا عند مستوى معقول على المدى الطويل، ولكننا في نفس الوقت نوسع قاعدة من يستفيدون من تعليم الجامعة الأمريكية في بيروت. والقصد هو أنه في غضون خمس سنوات من إطلاق النسخة الرقمية بالكامل سيكون لدينا نحو 25,000 متعلم عن بعد».

زيادة المساعدات المالية للطلاب

وكما يشير رئيس الجامعة، فإنه منذ بداية الأزمة الاقتصادية، زاد عدد الطلاب الساعين للحصول على مساعدات مالية بشكل كبير. وقال إن ما يقرب من 63% منهم يتلقون في المتوسط 55% مساعدة مالية، ارتفاعًا من 40% يتلقون في المتوسط 20 إلى 25% مساعدة مالية. كما ارتفع عدد الطلاب الحاصلين على منحة دراسية كاملة من 450 إلى 1,800 طالب في جميع التخصصات.

نستمر في دعم الطلاب المحتاجين. وهذا شيء لم أرغب في التنازل عنه. نريد أن نكون نخبة فكرية لا نخبة اقتصادية.

ويتابع: «نستمر في دعم الطلاب المحتاجين. وهذا شيء لم أرغب في التنازل عنه. نريد أن نكون نخبة فكرية لا نخبة اقتصادية».

تلقت الجامعة، مؤخرًا، إشادة، بعدما حصل ثلاثة من خريجيها، ومنهم أعضاء في هيئة التدريس، على جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي للعام 2021، حيث فاز رمزي بعلبكي، وفؤاد عبد الخالق، وعلي طاهر بجوائز الفنون، والعلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية، والاقتصاد والعلوم التطبيقية، على الترتيب.

وردًا على سؤال حول ما إذا كان نادمًا على توليه رئاسة الجامعة في مثل هذه الأوقات العصيبة، قال الأكاديمي فضلو خوري: «كلا، على الإطلاق. أنا سعيد لأنني تمكنت من تقديم خدماتي الآن، وهذا لأنني أعتقد أن الأزمة تتطلب معرفة ببعض الفوارق الدقيقة، ليس فقط عن الجامعة الأمريكية في بيروت، ولكن عن الثقافة اللبنانية والأمريكية، بما يكفل الحفاظ على استمرارية الجامعة في وقت عصيب مثل هذا الوقت الذي نمر به».

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى