ضمن أعمال مؤتمر المناخ COP27، المقام بمدينة شرم الشيخ في مصر، أعلن رئيس المؤتمر، وزير الخارجية المصري سامح شكري، عن إطلاق خطة لضخ ما يزيد عن 150 مليون دولار أمريكي لدعم مساعي التكيف في القارة الإفريقية، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية.
الإعلان الرسمي عن هذه الخطوة، جاء في جلسة مشتركة، مساء السبت، جمعت المسؤول المصري الرفيع، مع المبعوث الأمريكي الرئاسي لقمة المناخ، جون كيري.
وقال سامح شكري إن التحدي الرئيسي أمام البلدان الإفريقية هو الوصول إلى التمويل، للتكيف مع العواقب المناخية، وتعزيز المرونة، لذا أطلقنا منذ عدة أيام «خطة شرم الشيخ للتكيف»، بهدف حماية 4 مليارات شخص، وتقليل تأثيرات تغير المناخ على الغذاء والزراعة، والمياه، والطبيعة بما تشمله من السواحل، والمحيطات، والمستوطنات البشرية، والبنية التحتية.
من جانبها، وصفت وزيرة اقتصاد الغابات بجمهورية الكونغو الديمقراطية، روزالي ماتوندو، الخطة المعلن عنها، بالخطوة المهمة، مشيرة إلى وجود ملايين السكان في إفريقيا بحاجة إلى الحماية من آثار التغيرات المناخية، ولا مجال لذلك من دون تمويل.
وأضافت، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»: «لدينا في الكونغو الكثير من السكان يعيشون في الغابات، ويتأثرون بالسلب بالتغيرات المناخية، وفي إفريقيا عمومًا لدينا تنوع بيئي وبيولوجي ضخم يجب الحفاظ عليه، لذا نتمنى أن تصل هذه القمة إلى حلول تنفيذية، تحمي السكان، وينتج عنها مشروعات تطبيقية واضحة».
وتابعت المسؤولة الكونغولية أن قمة المناخ ليست مجرد حدث سياسي، ولكنها وسيلة مهمة لتسريع الإجراءات التنفيذية لحماية الكوكب «لأننا نمر بكارثة حقيقية تستدعي المواجهة السريعة»، مشيرة إلى أن الكونغو «تهتم كثيرًا بالبرامج التنفيذية، لأننا نعتمد بشكل أساسي على الغابات التي تضررت بالسلوكيات البشرية والتنمية الصناعية، ولا يوجد وقت للتباطؤ في التنفيذ. علينا أن نتحرك الآن».
«لدينا في الكونغو الكثير من السكان يعيشون في الغابات، ويتأثرون بالسلب بالتغيرات المناخية، وفي إفريقيا عمومًا لدينا تنوع بيئي وبيولوجي ضخم يجب الحفاظ عليه، لذا نتمنى أن تصل هذه القمة إلى حلول تنفيذية، تحمي السكان، وينتج عنها مشروعات تطبيقية واضحة».
روزالي ماتوندو، وزيرة اقتصاد الغابات بجمهورية الكونغو الديمقراطية.
ورأت وزيرة اقتصاد الغابات بجمهورية الكونغو الديمقراطية، أنه على الرغم من عدم وفاء الدول المتقدمة، المصدرة للانبعاثات الضارة، بتعهدها السابق، بدفع مائة مليار دولار سنويًا للدول النامية، لمساعدتها على تخفيف آثار التغير المناخي، إلا أن هذا المبلغ لم يعد كافيًا، وصار العالم بحاجة إلى مبالغ أكبر لحماية السكان المتضررين في إفريقيا، بحسب قولها.
وقال بيان صادر عن إدارة مؤتمر المناخ COP27، إن الولايات المتحدة ضاعفت تعهداتها لدعم التكيف، كجزء من خطة الطوارئ الأمريكية، للتكيف والمرونة. وأضاف أن مبادرة «التكيف في إفريقيا» تتضمن تقديم أمريكا لدعم مالي لتوسيع «أنظمة الإنذار المبكر»، لخفض عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الطارئة، نتيجة الآثار المناخية، إلى النصف بحلول عام 2030، وإلى 10 ملايين فقط بحلول عام 2050.
ومن المفترض أن يتم تخصيص جزء من حزمة الدعم لإنشاء «مركز للتكيف في مصر»، يستهدف خدمة كل الدول الإفريقية، بالإضافة إلى تخصيص مبالغ أخرى لبناء قدرة الحكومات على إدارة مخاطر المناخ، ودعم البلدان الأقل نموًا من أجل التكيف والقدرة على الصمود، وفق البيان نفسه.
وجاء الإعلان عن هذه الحزمة التمويلية المقدمة من الولايات المتحدة، خلال مناقشة المؤتمر قضية «تكيف النظم الزراعية مع تغير المناخ»، والتي ترتبط بشكل وثيق بقضية «الخسائر والأضرار» التي تعاني منها الدول الأكثر هشاشة وفقرًا.
ولا ينفصل كل ذلك عن مبادرات أخرى حول الموضوع نفسه، ومنها مبادرة «حياة كريمة في إفريقيا»، لدعم سكان المناطق الريفية للتكيف مع مخاطر التغيرات المناخية على الزراعة والأمن الغذائي، ومبادرة «الزراعة والتكيف» التي أطلقتها وزارة البيئة المصرية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة لدعم تحقيق الأمن الغذائي، ومبادرة «العمل المناخي والتغذية I-CAN التي تركز على طرق الاستهلاك وتأثيرها على الصحة ومواجهة سوء التغذية».
اقرأ أيضًا:
قمة المناخ COP27.. ضغوط على الدول الغنية لمساعدة الشعوب المتضررة من التغير المناخي
ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.
