أخبار وتقارير

من أوراق COP27.. مساعٍ عالمية لمواجهة آثار التغير المناخي على الغذاء

بعد اختتام أعمال مؤتمر المناخ COP27، الذي استضافته مصر في الفترة من السادس وحتى العشرين من الشهر الجاري، ما تزال بعض القضايا، التي بحثها المشاركون، تنتظر جهود المنظمات الأممية المعنية، للمتابعة والتنفيذ. وفي صدارة هذه القضايا: أثر التغير المناخي على الأغذية والزراعة.

وكانت هذه القضية موضوع مبادرة عالمية، تحمل اسم «أنا أستطيع»، وتستهدف التقليل من معدلات سوء التغذية الناتجة عن تغير المناخ، وفق ما أعلنه وزير الصحة المصري، خالد عبد الغفار، كممثل لحكومة بلاده التي ترأست الدورة السابعة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

وتأتي المبادرة بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، ووكالات الأمم المتحدة الأخرى، وبعض المنظمات المعنية بسوء التغذية، مثل التحالف العالمي لتحسين التغذية.

مبادرة «أنا أستطيع»

وحول المبادرة، تقول نانسي أبورتو، نائب مدير قسم «الغذاء والتغذية»، بمنظمة «الفاو»، إن الخطوة تهدف إلى جمع الجهات الفاعلة في مجالات المناخ والتغذية للعمل سويًا على إيجاد الحلول، وتمويل الإجراءات التي تعالج آثار التغيرات المناخية، وسوء التغذية في الوقت نفسه.

اقرأ أيضًا: (قمة المناخ COP27.. ضغوط على الدول الغنية لمساعدة الشعوب المتضررة من التغير المناخي)

وتضيف، في مقابلة مع «الفنار للإعلام»، أن المبادرة لا ترتبط بإفريقيا وحدها، ولكنها تستهدف العالم أجمع، نظرًا للطابع العالمي لقضية التغذية المرتبطة بتغير المناخ.

نطالب بزيادة الاستثمارات في التكنولوجيا الجديدة التي تزيد من دعم الغذاء في مواجهة تغير المناخ «لأن العالم مضطر الآن إلى تغيير النماذج القديمة التي كان يستعملها في الزراعة، واتباع نهج الإنتاج المستدام ليحافظ على الموارد الطبيعية».

  زيتوني ولد دادا، نائب مدير مكتب «الفاو» لتغير المناخ والتنوع البيولوجي والبيئة.

وتوضح أن المبادرة ستعمل على دعم النظم الزراعية في التكيف مع آثار تغيرات المناخ، وكذلك دعم وصول الغذاء الصحي للجميع. وفي الوقت نفسه، ستركز على تخفيف الانبعاثات الكربونية الناتجة عن الزراعة، بحيث يتم التعامل مع قضية الغذاء، وتغير المناخ من منظور أكثر شمولية.

كما تشير نانسي أبورتو إلى أهمية التركيز على توفير طعام للجميع «بجودة مرتفعة وصحية» وليس مجرد توفير كميات كبيرة، لأن سوء التغذية لا ينتج فقط عن عدم وجود ما يكفي من الطعام، ولكن عن عدم وجود «الأطعمة المتوازنة».

ارتفاع أسعار السلع الغذائية والوقود

وتقول إن الحرب الروسية الأوكرانية، والنزاعات الأخرى، ضاعفت من تأثيرات تغير المناخ على الغذاء؛ إذ أصبح هناك عدم استقرار في أسواق المواد الغذائية، لأن روسيا وأوكرانيا في صدارة مُنتجي ومُصدري الحبوب، والأسمدة. وتسعى المبادرة إلى معالجة هذه التحديات، التي تشمل ارتفاع أسعار السلع الغذائية، وأسعار الوقود.

وتضيف نانسي أبورتو أن الدول تحتاج إلى التركيز على ضمان بقاء النظم الغذائية، والتغذية الصحية على جدول أعمال العمل المناخي، كما تعد المبادرة فرصة لتحقيق نتائج ملموسة في الأمن الغذائي قبل انعقاد الدورة المقبلة من مؤتمر المناخ بدولة الإمارات.

أنظمة غذائية صحية مستدامة

ومن المتوقع أن يساعد التحول نحو أنظمة غذائية صحية مستدامة، ومرنة للمناخ، على تقليل التكاليف الصحية المرتبطة بتغير المناخ بمقدار 1.3 تريليون دولار أمريكي، بحسب البيان الرسمي للمبادرة.

ولم يؤثر تغير المناخ على إنتاج المحاصيل فقط، بل صنع خللًا في نظام التنوع البيولوجي بأكمله، وأثّر على أنظمة الإنتاج النباتية والحيوانية، كما أدّت ظواهر الطقس المتطرفة التي يسببها تغير المناخ مثل الأعاصير والفيضانات والجفاف إلى خسائر مهولة في الغذاء، وفقدان محاصيل زراعية بأكملها في بلدان معينة، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار في أسواق الغذاء، مع ارتفاع غير مسبوق في الأسعار، بحسب المسؤولة نفسها.

نانسي أبورتو، نائب مدير قسم «الغذاء والتغذية» بمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو»، في حوار مع هدير الحضري، مراسلة الفنار للإعلام (الفنار للإعلام).

وتقول نائب مدير قسم «الغذاء والتغذية»، بمنظمة «الفاو»: «لدينا  أكثر من 3 مليار شخص  في العالم في أمس الحاجة للحصول على طعام صحي، وإذا استمرت أزمة تغير المناخ في التصاعد بنفس الوتيرة سيصبح الوضع أكثر كارثية».

وبالمثل، يقول زيتوني ولد دادا، نائب مدير مكتب «الفاو» لتغير المناخ والتنوع البيولوجي والبيئة، في مقابلة مع «الفنار للإعلام»، إن اتجاه النظم الزراعية لـ«التكيف» مع تغير المناخ بات ضرورة ملحة.

ويضيف: «الجوع والفقر في العالم يزداد سنة بعد سنة، وتغير المناخ يزيد من سوء الأزمة ويتسبب في النزوح المناخي، ومع أن التأثير بشكل أكبر يكون على الفئات الأضعف، والأكثر فقرًا، والأقل قدرة على حماية أنفسهم إلا أنه شمل العالم كله، والقطاعات الزراعية في كل دول العالم هي المتضررة الأولى بسبب الظواهر المتطرفة كالفيضانات، أو الجفاف وندرة المياه».

المبادرة ستعمل على دعم النظم الزراعية في التكيف مع آثار تغيرات المناخ، وكذلك دعم وصول الغذاء الصحي للجميع. وفي الوقت نفسه، ستركز على تخفيف الانبعاثات الكربونية الناتجة عن الزراعة، بحيث يتم التعامل مع قضية الغذاء، وتغير المناخ من منظور أكثر شمولية.

نانسي أبورتو،  نائب مدير قسم «الغذاء والتغذية»، بمنظمة «الفاو».

ويشير إلى أن الحروب، والتهديدات التي يتعرض لها الأمن الغذائي في إفريقيا، كشفت – بشكل متوازٍ – عن ضعف الإنتاج الزراعي في القارة السمراء، وخاصة مع استيراد بلدانها نحو  40% من احتياجاتها من القمح من روسيا وأوكرانيا، ما يوجب العمل من أجل استغلال الأراضي الخصبة والقوى البشرية المتوفرة لتأمين الغذاء في البلدان الإفريقية، بحسب تعبيره.

الزراعة الذكية مناخيًا

ويرى أن التوجه لاستخدام تقنيات «الزراعة الذكية مناخيًا» صار ضرورة ملحة، لأنه لا يوجد حل سوى التكيف، حيث تساعد هذه التقنيات، مثل البذور المقاومة للجفاف، أو تقنيات الري الموفرة للمياه، الأنظمة الزراعية على الصمود أمام آثار التغيرات المناخية. ويضيف أن على الأفراد مسؤولية كبيرة أيضًا في هذا الصدد، عبر التقليل من هدر الطعام.

اقرأ أيضًا: (في مؤتمر المناخ COP27.. مبادرة من «الإيسيسكو» لتمويل مكافحة أخطار التغير المناخي على المواقع التراثية)

ويقول إن الإحصائيات تشير إلى أن العالم يهدر نحو 30% من الغذاء الذي ينتجه، وهذه النسبة وحدها مسؤولة عن 8% من الانبعاثات الكربونية، في وقت يعاني فيه أكثر من 820 مليون شخص في العالم من الجوع، وفق تعبيره.

وفي هذا السياق، يطالب نائب مدير مكتب «الفاو» لتغير المناخ والتنوع البيولوجي والبيئة، بزيادة الاستثمارات في التكنولوجيا الجديدة التي تزيد من دعم الغذاء في مواجهة تغير المناخ «لأن العالم مضطر الآن إلى تغيير النماذج القديمة التي كان يستعملها في الزراعة، واتباع نهج الإنتاج المستدام ليحافظ على الموارد الطبيعية».

ويشير زيتوني ولد دادا، إلى أهمية إتاحة «نظم الإنذار المبكر» لمزارعي الدول الإفريقية، لمساعدتهم على التكيف مع تغير المناخ. ويقول إنها لم تنتشر بشكل كافٍ بعد، ولا تزال بحاجة إلى ضخ استثمارات كبيرة فيها.

وفي ختام حديثه، يقول: «من المهم تمكين المزارعين الصغار للوصول إلى هذه التكنولوجيا. إذا امتلك كل مزارع هاتفًا ذكيًا، وأمكنه استخدام التطبيقات التي تنصحه بالإجراءات المتبعة أثناء الزراعة، سيستطيع الحصول على المعرفة اللازمة التي تساهم في التكيف مع تغير المناخ، وبالتالي تقليل الخسائر الزراعية».

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى