أخبار وتقارير

تقدم برامج بيئية وتعليمية للطلاب.. جمعية مغربية تستخرج الماء من قمم الجبال

عبر مشروعات لتوفير المياه للسكان القرويين، وأخرى تعليمية وتدريبية موجهة للشباب المغاربة والأجانب، بالمناطق الريفية في جنوب المغرب، تعمل جمعية دار سي حماد للتنمية والتعليم والثقافة، على بناء قدرات السكان المحليين من أجل احترام الموارد الطبيعية والبيئة.

وتدير هذه المنظمة مشروعات تنموية تعنى بتوفير الماء لسكان المناطق القروية والجبلية، وذاعت شهرتها بعد نجاح مشروعها «حصاد الضباب» بإقليم سيدي إفني في الجنوب المغربي.

ويعتمد المشروع، الذي يعود تاريخ انطلاقه إلى سنوات مضت، على استخراج الماء من الضباب في قمم الجبال عبر اعتراضه بشبكات مصممة لذلك، وتزويد سكان المناطق التي تعاني نقصًا حادًا من الماء بعد معالجته.

مشروعات تنموية

وتدير الجمعية، الدكتورة جميلة بركاش، بعدما ساهمت في تأسيسها، في العام 2010، إلى جانب زوجها عيسى الدرهم، وهو متخصص في الرياضيات، وحاصل على الدكتوراه من جامعة لافال بكندا.

وتُلقب جميلة بركاش في المنطقة، بـ«عروس الضباب» نسبة إلى أسطورة في التراث الأمازيغي المحلي، تروي سيرة استدرار أميرة أمازيغية للمطر من أجل إنقاذ قريتها من الجفاف.

تدير هذه المنظمة مشروعات تنموية تعنى بتوفير الماء لسكان المناطق القروية والجبلية، وذاعت شهرتها بعد نجاح مشروعها «حصاد الضباب» بإقليم سيدي إفني في الجنوب المغربي.

درست «بركاش» بجامعة محمد الخامس في الرباط، وحصلت على شهادة الدكتوراه في الأنثروبولوجيا من جامعة رايس في هيوستن، بولاية تكساس الأمريكية. وعملت في عدة منظمات غير حكومية بالمغرب وخارجه.

وعن تجربتها، تقول جميلة بركاش إنها «مولعة» بجنوب المغرب، وتؤمن بأن المنطقة توفر فرصًا فريدة للطلاب، للتعرف أكثر على المملكة المغربية، وخاصة ما يتعلق بكيفية إنجاز مشروعات التنمية في سياقات معقدة وخاصة.

وعلى مدار السنوات الماضية، حاز مشروع حصاد الضباب، على جوائز عدة، من أبرزها: جائزة التعليم المستدام، من مؤسسة التعليم الدولية GoAbroad.com، بالولايات المتحدة الأمريكية (2017)، وجائزة مؤتمر المناخ COP22، في مراكش (2016).

  • تقدم برامج بيئية وتعليمية للطلاب.. جمعية مغربية تستخرج الماء من قمم الجبال
  • تقدم برامج بيئية وتعليمية للطلاب.. جمعية مغربية تستخرج الماء من قمم الجبال

وترتبط بقية مشروعات الجمعية التعليمية، بمشروع حصاد الضباب بشكل أساسي. وعن ذلك، تقول «بركاش»، في تصريح لـ«الفنار للإعلام»: «برامجنا التعليمية تتمحور حول مشروعنا الرائد حصاد الضباب، وتمكين الطلاب من التعلم وتطوير  قدراتهم من خلال تعليم وظيفي وميداني».

وتضيف أن الجمعية بدأت برامجها التعليمية المتنوعة، منذ العام 2010، وتستقبل طلابًا من جامعات أمريكية يأتون إلى جنوب المغرب. وتوفر الجمعية لهؤلاء الطلاب المشاركين، فرصة اللقاء مع طلبة مغاربة من جامعة ابن زهر، حيث يخوضون جميعًا تجربة تبادل ثقافي عبر برامج تعليمية متنوعة، من أهمها «برنامج رايز» والمدرسة الإثنوغرافية، ومدرسة الماء فضلًا عن برامج وظيفية موجهة للنساء في المناطق القروية.

على مدار السنوات الماضية، حاز مشروع حصاد الضباب، على جوائز عدة، من أبرزها: جائزة التعليم المستدام، من مؤسسة التعليم الدولية GoAbroad.com، بالولايات المتحدة الأمريكية (2017)، وجائزة مؤتمر المناخ COP22، في مراكش (2016).

وبحسب القائمين على الجمعية، فقد استضافت، على مدار الأعوام الماضية، أكثر من 54 بعثة طلابية، من جامعات أمريكية مختلفة. ويشترط في الطلاب المرشحين للبرنامج، أن تزيد أعمارهم عن 20 عامًا، وأن يخضعوا جميعًا لعملية اختيار تنافسية، وأن تكون لديهم دوافع عالية لإنجاح البرنامج، مع القدرة على التكيف مع بيئات مختلفة، وتقديم عروض بحثية.

ريادة الأعمال الصديقة للبيئة

ويهدف برنامج «رايز» إلى بناء القدرات، وتعزيز ريادة الأعمال الصديقة للبيئة لدى طلاب الكليات والمدارس العليا بمدينة أكادير. والبرنامج عبارة عن مجموعة من الورش المتكاملة يقدمها خبراء ومختصون، ولقاءات مع أصحاب الأعمال، بهدف تبادل التجارب، وخلق فرص للتشبيك. كما يشترط في كل مشارك أن تكون لديه فكرة مشروع يفيد البيئة المحلية، مع ضرورة الالتزام بحضور الفعاليات المقررة كافة.

أما المدرسة الإثنوغرافية التطبيقية، فهي مشروع تعليمي أطلقته الجمعية كبرنامج يمنح تكوينات ميدانية وثقافية للطلاب، في برنامج «هو الأول في البلاد».

وتشمل أنشطة هذه المؤسسة، أيضًا، برنامج مدرسة الماء، الموجه لطلاب المدارس القروية في منطقة آيت باعمران بجنوب المغرب، وهي مبنية على برنامج من عشرة دروس مستوحاة من الواقع المحلي، مع الانفتاح على آفاق وثقافات أخرى. وتجمع مدرسة الماء بين متطوعين، ومدربين في مجال البيئة، وشركاء آخرين. ويلتزم الجميع من أجل بناء أساس شامل وأخلاقي لصالح التربية البيئية، على حد قول القائمين على الجمعية.

وتقول مديرة الجمعية إن نجاح مشروع حصاد الضباب، مثّل مصدر تحفيز وإلهام للشباب والطلاب الذين يشاركون في البرامج التعليمية للمنظمة غير الحكومية. وتضيف أنهم يعملون من أجل نقل المعرفة للشباب الشغوفين من أجل المزيد من العمل والابتكار في البحث عن المصادر البديلة للمياه، وخدمة البيئة بجنوب المغرب.

تطوير قدرات المشاركين

من جهتها تقول نادية العيساوي، الحاصلة على الماجستير في السياحة والتواصل من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر بأكادير: «وجدت في برامج جمعية دار سي حماد فرصة لتطوير قدراتي من خلال برنامج المدرسة الإثنوغرافية، هذا العام». وتضيف أنها استفادت من التجربة كثيرًا، وذلك من خلال العمل كمرافقة، ومترجمة للطلبة القادمين من جامعات أمريكية، في نفس البرنامج، للعمل على مشاريع بحثية ميدانية.

وتشير إلى أن برامج الجمعية  نقلتها من المدرجات الجامعية إلى البحث الميداني، قائلة: «أغنت هذه التجربة مساري المهني، وتعلمت الكثير ، مثل التركيز على المهام، وإدارة الوقت، والتوثيق، وأساليب الترجمة الفورية، وايضا الانفتاح على العقلية وطريقة العمل الأمريكية».

اقرأ أيضًا:

ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى