أخبار وتقارير

كتابات المرأة العربية.. نقاش أكاديمي في مصر

غالبًا ما تؤطر الدراسات الأكاديمية كتابات النساء العربيات، وتجعلها مرتبطة بـ«ذواتهن»، حيث يُنظر إلى المؤلفات على أنهن مدفوعات بالحاجة إلى فك شبكة الخيوط المعقدة التي تشكل الذات، من أجل التعبير عن عوالمهن الداخلية.

ومع ذلك، يمكن قول الشيء نفسه عن كتابات الرجال. لماذا إذن تكون كتابات النساء أكثر عرضة للقراءة على أنها تعبيرات عن الذات، بدلاً من اعتبارها سرديات أوسع؟ لذلك، كان تبديد المفهوم الخاطئ بأن النساء يكتبن عن ذواتهن فقط، وعمّا هو خاص ومنزلي، محور ورشة عمل دولية، ثنائية اللغة، عُقدت مؤخرًا بالجامعة البريطانية في مصر.

على مدار أربعة أيام، جاء انعقاد ورشة العمل، التي حملت عنوان «منهجيات التدريس والاستقبال المتنوعة: (إعادة) تشكيل الذات في كتابة المرأة العربية»، في إطار شراكة أكبر بين الجامعة البريطانية في مصر، وجامعة بامبرغ في ألمانيا، وجامعة القاهرة. وتهدف هذه الشراكة إلى تقديم سلسلة من ورش العمل، والندوات، والمؤتمرات التي تجمع بين الباحثين الشباب من طلاب الماجستير والدكتوراه في مجال كتابة المرأة العربية.

اقرأ أيضًا: الكاتبات العربيات ورحلة كفاح للوصول للقراء

أقيمت الورشة في الفترة من 5 إلى 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، برعاية شادية فهيم، عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة البريطانية في مصر. وحضر الفعاليات باحثون من جامعة بايرويت الألمانية، والجامعة الأمريكية في بيروت، والجامعة الأمريكية بالقاهرة، بالإضافة إلى الجامعات الثلاث الراعية، فيما تحمّلت الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي (DAAD)، تكلفة الطلاب القادمين إلى مصر للمشاركة.

تضمنت القضايا الرئيسية التي أثيرت خلال المناقشات، أسئلة حول صوت المرأة، والنوع، والمكانة، والأداء الجنساني، وتكوين الذات، وسياسة تدريس وترجمة كتابات المرأة العربية.

تضمنت القضايا الرئيسية التي أثيرت خلال المناقشات، أسئلة حول صوت المرأة، والنوع، والمكانة، والأداء الجنساني، وتكوين الذات، وسياسة تدريس وترجمة كتابات المرأة العربية. وقدّم المشاركون قراءات، وتحليلات لنصوص ومسلسلات تلفزيونية، ورسومًا كاريكاتورية عن أعمال العديد من الكاتبات والفنانات العربيات. فيما استكشفت عروضهم التقديمية، الفضاء الخاص والعام، وكذلك الشخصي والسياسي. وأحيت صرخة حاشدة للنسوية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، بأن «الشخصي سياسي».

وناقش المشاركون كتابات رائدات عربيات مثل هدى شعراوي (1879-1924)، ولطيفة الزيات (1923-1996)، ومي زيادة (1886-1941)، وجميلة العلايلي (1907-1991)، فضلًا عن كاتبات وفنانات معاصرات مثل الشاعرة السورية مهجة قحف، ورسامة الكاريكاتير المصرية دعاء العدل، وأخريات.

اقرأ أيضًا: اهتمام أكاديمي بالكاريكاتير العربي

  • كتابات المرأة العربية.. نقاش أكاديمي في مصر
  • كتابات المرأة العربية.. نقاش أكاديمي في مصر

وفي كلمتها، تحدثت شيرين أبو النجا، أستاذة اللغة الإنجليزية والأدب المقارن بجامعة القاهرة، عن «المادة الخام القصصية الأساسية (الفابولا) والحبكة (الشيوزيت)»، أو الحدث وإعادة تقديم ذلك الحدث، فيما يتعلق بكتابات النساء العربيات. وفي حديثها عن تجربتها الخاصة في تدريس كتابة المرأة العربية، قالت «أبو النجا» إن الأكاديميين بحاجة إلى «تجاوز الحدود الوطنية» إذا كانوا يريدون تدريس تجاوز الحدود. وقالت إن النسوية العابرة للحدود الوطنية هي السبيل لفهم الخصوصيات المحلية والعالمية، عند قراءة وتعليم أدب المرأة العربية على وجه الخصوص.

من جانبه، انتقد خيري دومة، أستاذ الأدب العربي الحديث بجامعة القاهرة، قراءات رواية السيرة الذاتية الجديدة، كما تجسدت في الروايات الأولى للكاتبات المصريات في التسعينيات. واستعرض، في ملاحظاته، كيف كانت النظرة إلى كتابات المرأة العربية، حتى مطلع القرن الحادي والعشرين، باعتبارها، في الغالب، نوعًا أدبيًا منفصلًا.

تحديات للمدرسين

كما تناولت الورشة القيود المختلفة التي تواجهها دراسة كتابات المرأة العربية، ففي الجامعات العربية، وغير العربية، على حدٍ سواء، غالبًا ما توجد تحديات تتعلق بتأطير وتدريس هذه الكتابات في الفصول الدراسية.

أكدت الأستاذة لاله بهزادي، من جامعة بامبرغ، على الحاجة إلى معالجة وجهات النظر النقدية حول كتابات المرأة العربية، من خلال نقاط تقاطع متعددة لا تشمل الجنس فقط.

من جانبها، أكدت الأستاذة لاله بهزادي، من جامعة بامبرغ، على الحاجة إلى معالجة وجهات النظر النقدية حول كتابات المرأة العربية، من خلال نقاط تقاطع متعددة لا تشمل الجنس فقط. ومن واقع خبرتها التدريسية، سلطت «بهزادي» الضوء على حقيقة أن العثور على نصوص مترجمة (وحتى نصوص أصلية في اللغة العربية) يمكن أن يمثل تحديًا كبيرًا عند تدريس أدب المرأة العربية للطلاب غير العرب. كما أشارت إلى أن طريقة وضع النص في سياقه قد يأخذ شكلًا مختلفًا في الفصل الدراسي بإحدى الجامعات الغربية، عما هو عليه في أي جامعة عربية.

كانت هذه الورشة الحدث الافتتاحي للشراكة بين الجامعات الثلاث. ويخطط المنظمون لعقد المزيد من الفعاليات، بهدف ديمومة النقاش حول قراءة، واستقبال كتابات المرأة العربية في العالم العربي، وخارجه.

رنا البويطي، طالبة دكتوراه في اللغة الإنجليزية وآدابها بجامعة القاهرة. كانت من منظمي ورشة العمل، إلى جانب صافيناز سعد، الباحثة المساعدة في معهد الدراسات الشرقية في جامعة بامبرغ.

اقرأ أيضًا:

  ابحث عن أحدث المنح الدراسية من هنا. ولمزيد من القصص، والأخبار، اشترك في نشرتنا البريدية، كما يمكنك متابعتنا عبر فيسبوك، ولينكد إن، وتويتر، وانستجرام، ويوتيوب.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى